قام فرع المعلومات في قوي الامن الداخلي اللبناني بارسال عشرات الاليات العسكرية الي قرية الجاهلية مقر اقامة الوزير السابق وئام وهاب لإبلاغه بقرار ظبطه للتحقيق القضائي معه بسبب هجومه علي رئيس وزراء لبنان الاسبق رفيق الحريري ، ما حدث له ابعاد داخلية و خارجية و ليس له علاقة بهجوم الوزير السابق وئام وهاب علي شخص رئيس وزراء لبنان الاسبق رفيق الحريري ، فتيار المستقبل عمل علي توظيف تصريحات وئام وهاب لتحقيق عدة اهداف داخلية و خارجية
استغل تيار المستقبل قيام وئام وهاب بالهجوم علي رفيق الحريري من اجل التصرف بحزم و قوة ضده و تصوير زعيمه سعد الحريري امام انصار التيار علي انه زعيم قوي و صلب و مسيطر علي الاوضاع داخليا و لا يستطيع احد المساس بهيبته و لا بهيبة والده الراحل و جعل انصاره ينسون ما حدث معه في السعودية من اهانات و احتجاز اجرامي و اجبار علي الاستقالة و الهجوم علي ايران و حزب الله ، فتيار المستقبل اراد توظيف هجوم وئام وهاب علي رفيق الحريري من اجل ترميم صورة سعد امام انصار التيار كزعيم قوي و صلب بعد ان اهتزت تلك الصورة نتيجة عدة عوامل داخلية و خارجية حدثت للتيار و لشخص الشيخ سعد ادت الي اهتزاز هيبته كزعيم قوي امام انصار تيار المستقبل ، هذا هو الهدف الاول لتيار المستقبل من محاولة اعتقال وئاب وهاب
اما الهدف الثاني لتيار المستقبل من محاولة اعتقال وئاب وهاب هو توجيه تهديد مبطن لحزب الله بأن تيار المستقبل قادر علي اتخاذ اجراءات صارمة ضد خصومه السياسيين و يهدف تيار المستقبل من ذلك الي الضغط علي حزب الله سياسيا في ملف تشكيل الحكومة عبر ان يتم اجبار الحزب تحت هذا الضغط علي التنازل عن مطلب توزير احد النواب السنة المعارضين للحريرية السياسية ، لذلك وفقا للمنطق فإن تصريحات وئام وهاب عن ان حزب الله ابلغ سعد الحريري بأن ما يحدث في الجاهلية يمكن ان يؤدي الي حرب تصريحات منطقية لان حزب الله ذكي و تلقف رسالة الحريري و هي للضغط عليه للتنازل في ملف تشكيل الحكومة فرد عليه الحزب بشكل هاديء لكن يفهمه الحريري جيدا لانه يتذكر ما حدث له في احداث ٧ ايار ٢٠٠٨ عندما تجاوز الخط الاحمر مع حزب الله فيما يخص سلاحه
اما الهدف الثالث لتيار المستقبل فهو اثبات للسعودية بأن التيار قادر علي جر لبنان الي فوضي و لو مؤقتة من اجل اشغال حزب الله عن دوره الاقليمي الفاعل في دحر المشروع السعودي في فلسطين و سورية و العراق و اليمن و لا استبعد ان يكون ذلك في اطار صفقة بين اسرائيل و محمد بن سلمان ، ان تقوم اسرائيل بالدفاع عنه في دوائر صنع القرار في الادارة الامريكية مقابل ان يستمر في تقديم خدماته الاقليمية للمشروع الاسرائيلي و منها محاولة خلق فوضي في لبنان لاشغال حزب الله و جعله ينكفيء علي ذاته داخليا خاصة بعدما ادرك الجميع استحالة القضاء علي حزب الله عسكريا او تهييج حاضنته الشعبية عليه نتيجة العقوبات الاقتصادية
لذلك فالخلاصة ان تيار المستقبل الضعيف الذي خسر ثلث مقاعده في الانتخابات النيابية الاخيرة و حصل مرشح حزب الله في بيروت الحاج امين شري علي اصوات تفضيلية اكثر من زعيم تيار المستقبل نفسه سعد الحريري ، الذي تم اهانته و احتجازه في السعودية بشكل مهين ، ذلك التيار يريد اعتقال وئام وهاب من اجل ترميم صورته داخليا امام انصاره و خارجيا امام مموليه ، رفعت الاقلام و جفت الصحف !
احمد عادل – كاتب وباحث مصري
Discussion about this post