دير سمعان أو دير ثلانيسوس يقع الى الشمال الغربي من مدينة حلب، وقد سمي دير سمعان نسبة للقديس والناسك السوري – سمعان العمودي
الذي ولد عام 389 م في بلدة (سيسان) جنوب جبل سمعان (جزء من جبل الزاوية) ولجأ إلى دير ثلانيسوس الذي عرف لاحقاً باسم دير وقلعة سمعان، وكان ذلك في عام 412 م حيث كان يصوم أياماً من دون طعام أو شراب ويبقى أياماً واقفاً مسبّحاً الله ومتعبداً… اعتزل سمعان العمودي في هذا المكان متعبداً وناسكاً يعيش فوق عمود بارتفاع – 40 ذراعا /15 متراً تقريباً أكثر من أربعين سنة وكان تلاميذه يصعدون له فوق رأس العمود ويزوره الناس للقداسة.
ذاعت سمعة القديس سمعان وانتشرت طريقته في التعبد ما دفع كثيراً من الرهبان إلى اتباع تلك الطريقة، ولكن أبرز هؤلاء جميعاً كان القديس دانيال العمودي الذي كان أحد تجار القسطنطينية الأغنياء، فترك تجارته ودخل سلك الرهبنة وظل يتدرج فيها حتى نال حظوة كبيرة عند الإمبراطورين ليو وزينون فطالبهما ببناء كنيسة كبيرة تخليداً للقديس سمعان.
بدأ مشروع بناء الكنيسة في عهد الإمبراطور ليو، ولكنه توفي قبل أن يتحقق مشروعه، فتولى الإمبراطور زينون تحقيقه، واستمر البناء 14 عاماً.
وتعدّ هذه الكنيسة إحدى الإنجازات المعمارية الرائعة التي حققها الإمبراطور زينون في عهده، وقد أنفق في بنائها الأموال الكثيرة.
بنيت الكنيسة على شكل صليب يتوسطه العمود الذي كان يعيش فوقه القديس سمعان (ومن هنا لقب بالعمودي) وفي نهاية القرن الخامس أقيمت بعض الأبنية حول الكنيسة سخرت لخدمتها ومن أهمها بناء المعمودية وبعض المنازل لتكون سكناً للرهبان وطلاب العلم.
وعندما ضعفت الدولة العربية الإسلامية وتمزقت استطاع البيزنطيون العودة إلى كنيسة سمعان وحصنوها، وبذلك تحولت إلى قلعة منيعة، ومنذ ذلك الوقت أصبحت تعرف باسم «قلعة سمعان».
Discussion about this post