يعد جامع الشيخ محي الدين بن عربي من أهم مشيّدات العهد العثماني في دمشق، حيث بني الجامع في حي الصالحية- جادة المدارس في زمن السلطان سليم الأول سنة (924هـ- 1518م) فوق ضريح الشيخ محي الدين بن عربي الحاتمي الطائي الأندلسي، المتوفى في دمشق سنة (638هـ- 1240م).
كما دفن بجانبه فيما بعد كل من ولديه: سعد الدين، وعماد الدين، وفي غرفة الضريح ثلاثة قبور أخرى، واحد للأمير عبد القادر الجزائري (وقد نقلت رفاته إلى الجزائر بعد استقلالها)، وبقي ضريحه الخشبي في موضعه، والقبر الثاني بجواره للشيخ محمد أمين الخربطلي ناظر الجامع الأسبق، والثالث لمحمود سرّي باشا صهر الخديوي اسماعيل حاكم مصر.
يعرف جامع الشيخ محي الدين بأسماء مختلفة، فهو الجامع السليمي نسبة لمنشئه السلطان سليم، وجامع المحيوي نسبة للشيخ محي الدين، كما عرف سابقاً بعمارة الخنكار وجامع الخنكار، وهذه الكلمة فارسية استعملت في العهد العثماني وتعني (السلطان) ومن الصفات المعمارية للجامع أنه مشيّدة كبيرة متقشّفة العناصر الزخرفية، صممه المهندس العثماني شهاب الدين بن العطّار الذي استعمل في بنائه أعمدة نقلت من دار السعادة المملوكية، وتقع غرفة الأضرحة في الجهة الشرقية من الصحن، وهي قاعة مستطيلة تغطي جدرانها بلاطات القيشاني الزرقاء وتعلوها قبة ملساء مدببة تستند إلى رقبة مضلعة بطبقة واحدة مؤلفة من اثني عشر ضلعاً فيها اثنتا عشرة نافذة مقوسنة
Discussion about this post