تؤكد الأوابد الأثرية المنتشرة في مختلف أرجاء سورية من كاتدرائيات وأديرة وكنائس فضلا عن آلاف القطع الأثرية والرسومات الجدارية المكتشفة في تلك المواقع أن سورية كانت محطة رئيسية في انتشار الديانة المسيحية وأفكار السلام والتسامح الديني علما أن مصطلح كنيسة ظهر منذ صدور مرسوم ميلانو عام 313م.
ففي سورية اكتشف على سبيل المثال كما يؤكد الدكتور محمود السيد نائب مدير المخابر في المديرية العامة للآثار والمتاحف وقارئ النقوش الكتابية مسمارية وهيروغليفية وأبجدية واحدة من أقدم كنائس العالم وأهمها هي كنيسة أم الزنار (كاتدرائية السيدة العذراء في حمص في منطقة الحميدية) أشهر كنائس السريان الأرثوذكس بنيت سنة 59 م بشكل قبو تحت الأرض وكانت تتم فيها العبادة سرا بإشراف إيليا أحد تلاميذ المسيح السبعين خشية من بطش الحكم الروماني الوثني وبعد صدور مرسوم ميلانو عام 313م بدأ تشييد كنيسة كبيرة فوق مكان العبادة القديم المحفور تحت الأرض استخدم في بنائها الحجر البازلتي الأسود.
ولفت السيد الى أنه في القرن 6-7 م شيد في الكنيسة عمود الجرس وسميت أم الزنار لوجود زنار ثوب مريم العذراء عليها السلام البالغ طوله 74 سم وعرضه 5 سم وسماكته 2ملم ولونه بيج فاتح مصنوع من خيوط صوفية طولانية في الداخل ونسجت عليها خيوط حريرية من الذهب وقد تآكل من أطرافه محفوظا فيها ضمن جرن بيزنطي بازلتي للتقديس مغطى بصفيحة نحاسية مدورة و موضوع في وسط المذبح وثم في عام 1953م خلال حبرية البطريرك أغناطيوس أفرام الأول برصوم تم اخراج الزنار من وسط المذبح وعرضه في مزار صغير مجاور للكنيسة.
وأشار نائب مدير المخابر إلى أن كنيسة أم الزنار تمتاز بوجود قناطر حجرية موجودة تحت الكنيسة الحالية رممت عام 1852 م على يد المطران يوليوس بطرس ثم رممت في عام 1910م في عهد السلطان العثماني محمد الخامس ووسعت الكنيسة وأضيف إليها جناحا جديدا عام 1954 على يد البطريرك أفرام الأول برصوم.
وبين السيد أنه من أهم ما اكتشف في الكنيسة مجموعة مخطوطات مؤلفة من 46 رسالة مدونة بالكرشونية (لغة سريانية مكتوبة بأحرف عربية) والعربية تؤرخ بعام 1852م موجهة من أهالي أبرشية حمص إلى أبناء أبرشية ماردين ورقيم حجري كتب عليه بالكرشوني عثر عليه بعد الكشف عن المائدة المقدسة.
وأشار نائب مدير المخابر إلى أنه تم اكتشاف أقدم كنيسة منزلية في العالم في موقع دورا أوربوس مع حوض مخصص للعماد تؤرخ بحوالي 232م.
كما اكتشف في نفس الموقع أقدم رسم جداري في العالم يصور السيد المسيح عيسى ابن مريم عليهما السلام ويصور الرسم معجزة شفاء المقعد وهو محفوظ حاليا في جامعة بالي في نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية.
فضلا عن قطعة نادرة عالميا من مخطوط خطه بالكتابة اليونانية تاتانيوس السوري مؤسس فرقة المتزهدين التي تصنف كواحدة من سبعة مذاهب نسكية مسيحية.
أضاف أنه من المكتشفات الهامة كنيسة القديس يوحنا المعمدان في دمشق التي شيدت من قبل البيزنطيين المسيحيين في أواخر القرن الرابع الميلادي على أنقاض معبد روماني مخصص لعبادة الإله جوبيتير مؤرخ في القرن الثالث الميلادي كان قد شيد أيضا على أنقاض معبد آرامي أقدم مؤرخ بمطلع الألف الأول قبل الميلاد خصص لعبادة الإله حدد اله الشمس والرعد ثم قام الإمبراطور الروماني تيودوسيس بين 193-211 م بإلغاء العبادة الوثنية وحول المعبد إلى كاتدرائية مسيحية مهداة إلى القديس يوحنا المعمدان وفي عام 705 م حول الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك الكنيسة إلى مسجد (المسجد الأموي).
بقي من آثار كنيسة يوحنا المعمدان جرن معمودية رخامي موجود في الجهة الشمالية الشرقية داخل المسجد ونص كتابي منقوش بالأبجدية اليونانية على يسار البوابة الجنوبية المواجهة لسوق الصاغة وصورة لوجه السيد المسيح وعلى رأسه إكليل شوك ومدفن رأس يوحنا المعمدان (النبي يحيى) الذي قام بتعميد السيد المسيح في نهر الشريعة قديما (نهر الأردن حاليا) ونفق قديم يربط بين كنيسة القديس يوحنا حاليا ونفق قديم يربط بين كنيسة القديس يوحنا وكنيسة القديس حنانيا شمال باب الشرقي.
وتعتبر كنيسة حنانيا في دمشق وفقا للباحث السيد من أقدم الكنائس في العالم ويعود تاريخ إنشاءها للحقبة الرومانية على أنقاض معبد روماني ويقدر عمره بحوالي 2000 سنة.
وتقع الكنيسة القديمة تحت الأرض ينزل إليها بدرج تعمد في هذه الكنيسة بولس الرسول على يد القديس حنانيا ورممت أيام الدولة الأموية 700-712 م ثم أعيد ترميمها سنة 1815م.
وأشار السيد إلى أن تاريخ بناء الكاتدرائية المريمية (كنيسة السيدة مريم في دمشق) مقر بطريركية انطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يعود إلى بداية انتشار المسيحية في دمشق خلال القرون الأولى للميلاد بعد اعتراف الإمبراطورية البيزنطية لرعاياها في عهد الإمبراطور قسطنطين الأول بحرية العبادة وبعد الفتح الإسلامي لدمشق أغلقت الكنيسة ثم أعادها الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك عام 706 م إلى الأرثوذكسيين مقابل أخذه لكاتدرائية يوحنا المعمدان (النبي يحيى) والتي حولها فيما بعد إلى الجامع الأموي وأعيد بناء الكنيسة السيدة مريم في عهد الخليفة عمر بن عبد العزيز وتعرضت للحرق والتدمير وإعادة الترميم في العصور اللاحقة.
وأوضح السيد أن الكاتدرائية تتألف حاليا من كنيسة السيدة مريم يعود تاريخ بناؤها إلى أواخر القرن الرابع الميلادي أثناء حكم الإمبراطور أرخاديوس قيصر وكنيسة مار تقلا وكنيسة القديسة كاترين وكنيسة القديسين كبريانوس ويوستينا وكنيسة القديس نيقولاوس وجرى ضم هذه الكنائس بعد ترميم الكنيسة المريمية اضافة الى أقبية تحت بناء الكنيسة وبرج أو قبة الجرس بني زمن البطريرك إسبريدون 1891-1898م.
ولفت إلى أنه يوجد في دمشق كنيسة الصليب المقدس التي أقيمت في موقع دير الصليب المقدس الذي يعود إلى القرون المسيحية الأولى وبنيت الكنيسة عام 1930 على شكل الصليب حيث لها باب رئيس من جهة الغرب إضافة إلى باب يميني وآخر يساري كما يوجد أهم كاتدرائية أثرية في منطقة الشرق الأوسط هي كاتدرائية القديس سمعان العمودي المولود عام 392 م والواقعة على بعد 60 كم شمال غرب حلب والمؤلفة من أربع كنائس ايوانية متصالبة تنفتح على ساحة مثمنة الزوايا تعلو بها قبة يتوسطها بقايا عمود عاش على قمته القديس سمعان ما يقارب 39 سنة حتى مماته سنة 459 م حياة تقشف بالإضافة إلى دير للرهبان.
وأضاف أنه توجد ايضا كاتدرائية القديسين قسطنطين وهيلانة في يبرود التي سميت بذلك نسبة إلى الإمبراطور الروماني قسطنطين الكبير الذي سمح بحرية العبادة الدينية بفضل إقناع أمه القديسة هيلانة له بأهمية التسامح الديني شيدت كاتدرائية القديسين قسطنطين وهيلانة سنة 331 م على أنقاض معبد روماني وثني خصص لعبادة جوبيتير كبير آلهة الرومان وعلى أنقاض معبد آرامي أقدم مؤرخ بمطلع الألف الأول ومخصص لعبادة إله الشمس.
ومن الكنائس المهمة في سورية كما يقول السيد كنيسة القديسة بربارة في شرق معلولا القديمة وكانت في العصر الروماني معبدا وثنيا لإله الشمس تمتاز ببوابة أثرية مقوسة وأيقونات كبيرة تصور القديس يوحنا المعمدان و النبي يسوع المسيح والقديسات بربارة وتقلا, و ثلاث ايقونات كبيرة تصور مشاهد الابتهال فضلا عن ايقونات صغيرة تصور الرسل أو حواري المسيح الاثني عشر أندراوسو أول رسول دعاه يسوع وكان قبل ذلك تلميذ ليوحنا المعمدان وسمعان بطرس وفيلبس ويعقوب بن زبدي ويوحنا بن زبدي وبرثولماوس أو نثنائيل ويعقوب بن حلفي ويهوذا لباوس الملقب تداوس حيث ذكر اسمه يهوذا بن حلفى في بعض آيات الإنجيل ومتى العشار وتوما وسمعان القانوي ويهوذا الأسخريوطي.
يضاف إلى الاثار المسيحية في سورية حسب السيد كنيسة ودير مارتقلا في معلولا المتوضعة على بنية صخرية والمطلة من جوف كهف صخري عاشت فيه القديسة تقلا وهي ابنة أحد الامراء السلوقيين وتلميذة القديس بولس الرسول كما يضم الدير أيضا رفات القديسة تقلا كما يوجد مقام القديس سابا في معلولا وكان بالأصل معبدا وثنيا رومانيا يمتاز ببرج ناقوسه معومد ومغطى بسقف جملوني قرميدي أحمر مربع المقطع منفذ بأسلوب سقوف الباغودا في شرق آسيا وعثر فيه على ايقونات تصور مريم العذراء تحمل طفلها يسوع.
ولفت السيد إلى كنيسة القديس سيرجيوس (سركيس) في معلولا المبنية على أنقاض معبد وثني حيث تمتاز بمذبح دائري يؤكد وجوده أن تاريخ بناء الكنيسة يعود إلى ما قبل انعقاد مجمع نيقية عام 325 م الذي منع إقامة المذابح الدائرية.
كما تمتاز بامتلاكها لعدد من الأيقونات موجودة على طول الممر المؤدي إلى المذبح أهمها أيقونة تصور السيدة العذراء وأخرى تصور القديسين سرجيوس وباخوس علما أن القديس سركيس كان جندي روماني قتل في عهد الملك مكسيمانوس عام 297 م بسبب اعتناقه للديانة المسيحية فيما يضم دير صيدنايا المبني بحدود 547 م أيقونة السيدة العذراء الشاغورة وهي إحدى النسخ الأصلية للأيقونات الأربع التي رسمها بيده القديس وكاتب الإنجيل لوقا الرسول.
وتابع السيد ومع ذلك يبقى لكنيسة قلب اللوزة شمال غرب مدينة إدلب في جبل باريشا أهمية ومزايا خاصة جعلت منها أسطورة الأوابد الأثرية المسيحية في العالم فهي أقدم كنيسة بنيت في سورية في العصر البيزنطي والأولى معماريا وفق نظام التخطيط البازيليكي الذي يبدأ بالحنية التي تأخذ الشكل نصف دائري وهيكل الكنيسة يتخذ شكل المستطيل وثاني أقدم كنيسة مكتشفة في نفس المنطقة بعد كنيسة قرق (كرك بيزة) الأقدم والمبنية سنة 361 م وينسب تاريخ بناء كنيسة قلب اللوزة على الأرجح إلى القرن الخامس الميلادي في الفترة الواقعة ما بين سنة 460-480 م وبنيت الكنيسة بطول 65ر25 مترا وعرض 15 مترا.
وأكد السيد أن كنيسة قلب اللوزة تعتبر من أفضل الكنائس البيزنطية حفظا في العالم و أهم النماذج المعمارية التي تسمح بفهم تطور فن العمارة السوري وتأثره بفن العمارة اليوناني بدليل استعمال الزخرفة اليونانية التقليدية فضلا عن الزخارف المنحوتة للأفاريز والأربطة ونجفات الأبواب وتيجان الأعمدة والإضافات المعمارية التي ساد استخدامها خلال العصر البيزنطي بشكل خاص تقنيات العمارة التي تمكن البناء من مقاومة الهزات الأرضية المتكررة.
وأوضح أنه بني فيها لأول مرة الجناح الرئيسي محمولا على دعائم متينة ضخمة ترتكز عليها الأقواس عوضا عن الأعمدة بما يؤمن دمج الجناحين الجانبيين بالجناح الرئيسي ويضفي الوحدة على حجم الكنيسة كما يؤمن هذا النمط المعماري الالتحام الوثيق مع الأقسام العلوية في الكنيسة والتي يقع ثقلها على دعائم متينة بهدف نقل وزن السقف إلى الأقواس بطريقة الأكتاف المحمولة على أعمدة صغيرة متوضعة على أكتاف أخرى ما يجعل البناء أكثر مقاومة للهزات الأرضية.
كما بني المحراب بشكل بارز وجعل نضده الخارجي كثيفا ومحمولا على صف من الأعمدة فوق بعضها البعض يتقدم ممر عميق.
وأشار السيد إلى وجود حنية بارزة نصف دائرية مزينة بصفين من الأعمدة المتراكبة في واجهتها الخارجية ورواق مدخل رئيسي يربط قوسه الكبير بين برجين يقعان على أطرافه حيث أدراج الصعود التي توصل إلى الممر فوق رواق المدخل وإلى سطح الأبهاء (جمع بهو) الطرفية تغطية الأبهاء الجانبية بألواح حجرية مستطيلة بطول 3م.
وبين أن الكنيسة تتألف من ثلاثة صحون تمتد من الباب حتى قدس الأقداس خصصت لاجتماع الناس ومن بيت القدس أو الهيكل المتربع في وسط الكنيسة وفيه يقام المذبح ومن غرفة الشهداء جنوب البناء وغرفة الشمامسة أو المحاذية للمذبح من جهة الشمال وثلاثة أروقة أو ممرات مسقوفة مزينة ومزخرفة على الجانبين وتعلوها أعمدة وتيجان يحيط بها الحجر الكلسي الكبير وهي رواق في الوسط يتألف جزؤه العلوي من نوافذ على كلا الجهتين يفصل بينه أعمدة صغيرة ورواقان موازيان للرواق الأوسط من كلا الطرفين يفصل بين الأروقة صف من ثلاثة اقواس بالإضافة إلى القسم الخارجي النارثكس.
وأضاف أن مدخل البازيليك في الكنيسة احيط من الجهتين ببرج مؤلف من ثلاث طوابق ويضم بناء كنيسة قلب اللوزة العديد من النوافذ من جميع الجهات في كل جدار من جداري الجناحين الجانبيين تسع نوافذ وفي الجناح الرئيسي جداران في كل منهما إحدى عشرة نافذة والتي تسمح بدخول النور وإضاءة الكنيسة نوعا ما وأربعة أبواب ثلاثة توجد في الجنوب وواحد في الغرب يتقدمه مدخل مسقوف ذو رواق يحده من الجانبين برجان يتألف كل منهما من ثلاثة طوابق وفيهما درجان يؤديان إلى سطح الرواق وسطحي الجناحين العلويين.
واعتبر أن أهم واجهات الكنيسة الواجهة الجنوبية التي تضم تسع نوافذ وثلاثة أبواب يتوسطها باب مزخرف بعناية نقش عليه اسم الملاكين ميخائيل وجبرائيل ويحيط بالباب أيضا رسوم مختلفة تصور أوراق نباتية تتخللها صلبان ونجوم وشريط من الدانتيلا وأثلام وخطوط هندسية وسلسلة من الزرد ورسوم هندسية تتبعها سبحة من الحبوب والبكر والبراويز كما زينت النوافذ السفلى وأقواس الأبواب بشريط ذي حلية ناعمة في كل الكنيسة ما عدا الصدر.
وقال السيد.. نجد في كنيسة قلب اللوزة أيضا كنيسة الثالوث الأقدس بحالة جيدة ونواويس بأبعاد 48ر2م ضرب 16ر1 م موجودة في ساحة الكنيسة من جهة الشمال كما توثق الصورة المخططة للقديس سمعان العامودي الموضوعة بين النافذتين السفليتين للواجهة الغربية والمؤرخة بحوالي 480 م أهمية القديس سمعان العمودي ودوره في نشر تعاليم الديانة المسيحية لافتا إلى اكتشاف عدد كبير من المعاصر المحفورة بالصخر على مقربة من الكنيسة مما يؤكد أهمية زيت الزيتون في الإنارة وفي الصوم.
ما سبق يمنح بجدارة كنيسة قلب اللوزة السورية لقب أسطورة الأوابد الأثرية البيزنطية-المسيحية في العالم ويؤكد أن الكنيسة كانت مكانا مخصصا للعبادة تؤمه المنطقة بأكملها ومركزا للحج.
واشار السيد الى أننا نجد في سورية آلاف القطع الأثرية التي توثق الدور الذي لعبته سورية ورسلها وقديسوها ورهبانها في انتشار الديانة المسيحية عالميا وفي نشر مبادئها السمحة الداعية إلى السلام و احترام الاخر منها على سبيل المثال قطعة من الفخار الأسود اكتشفت في كنيسة سمعان العمودي على جبل ليلون شمال غرب مدينة حلب تؤرخ بالقرن الخامس الميلادي وتمثل تذكار يؤخد للبركة والخلاص تصور القديس سمعان على العمود بلباسه الكهنوتي السوري وفوق رأسه صليب وإلى جانبيه ملكان يحملان إكليلا ويستند إلى العمود سلم وهو صلة الوصل بين الناس والقديس سمعان وفي الأسفل نجد شخصا يحمل بيده شيئا يشبه الإكليل وإلى اليسار مبخرة.
كما يوجد في سورية وفقا لقارئ النقوش السيد سراج فخاري بيزنطي قاعدته حلقية بسيطة صنع جذعه بالقالب وزين بأشكال نباتية وهندسية محورة مزود بمنبعين ضوئيين مقبض السراج صنع على شكل صليب اكتشف في دمشق ويؤرخ بالقرن السادس الميلادي ومطرة فخارية للحجيج جذعها دائري مصنوع بالقالب وعنقها اسطواني زودت بعروتين تصلان بين الرقبة وأعلى الجذع زين جذعها بمشهد بشارة السيدة مريم العذراء التي تجلس على كرسي وأمامها الملاك المجنح يحيط برأسها هالة من النور وبينهما نجمة بيت لحم يعلوها الصليب وفوقه حمامتين لافتا إلى أنه دون حول الجذع نص كتابي بالحرف اليوناني (السلام عليك يا من تغمرك النعمة الرب معك) مكتشفة في دمشق وتنسب إلى العصر البيزنطي وتؤرخ بالقرن السادس الميلادي وغيرها الكثير.
وخلص السيد إلى القول ما سبق ذكره يؤكد أهمية الدور الذي لعبته سورية في نشر مبادئ الديانة المسيحية السمحة في بلاد الشام أولا و من ثم في أوروبا بفضل رسلها ورهبانها و قديسيها كالرسول بولس واسمه شاول الطرسوسي الذي بشر ونشر الديانة المسيحية في دمشق ثم في أوروبا و القديس حنانيا الذي كان تابعا ليسوع المسيح و تم ذكره كواحد من السبعة التابعين الذين ذكر تبشيرهم في انجيل لوقا كما ذكر اسمه في الكتاب المقدس عندما أرسله الله لشفاء بولس من عماه وساعده في اقامة الكنيسة وقام بتعميده فأصبح أول أسقف على دمشق.
ويجسد أهمية فن العمارة السوري وتقنياته الذي برز بشكل واضح في بناء الكنائس والأديرة وما أضيف عليها من عناصر معمارية جديدة شكلت نقلة نوعية في أسلوب و مخطط و شكل و تقنيات هندسة العمارة عالميا.
Discussion about this post