وكالات :
رأت موسكو أمس أن مفتاح هزيمة تنظيم داعش الإرهابي يكمن في اتخاذ موقف موحد مناهض للإرهاب من الدول «التي توجد بها جالية إسلامية كبيرة»، في وقت اعتبرت واشنطن أن الحل الوحيد للأزمة السورية هو البحث عن كيفية الانتقال السياسي ووقف القتال، والذي دفع تقدم الجيش في عملياته مدعوماً بالغارات الروسية في ريف اللاذقية الشمالي، أنقرة إلى مطالبة الأمم المتحدة بقرار دولي بزعم «حماية القرى التركمانية»، فيما طالبت طهران بوقف دعم الإرهابيين من بعض دول المنطقة.
وخلال ترؤسه لوفد بلاده إلى قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا «آسيان» التي استضافتها العاصمة الماليزية كولالمبور، اعتبر رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيدف، أن تقوية تنظيم داعش الإرهابي كانت بفضل السياسة الأميركية غير المسؤولة التي «مضت بمحاربة الرئيس السوري المنتخب شرعياً، بشار الأسد بدل التركيز على محاربة الإرهاب»، مشدداً في كلمته خلال القمة على أن «اتخاذ موقف موحد مناهض للإرهاب في الدول التي توجد بها جالية إسلامية كبيرة هو المفتاح لهزيمة إرهابيي داعش»، في إشارة منه إلى أندونيسيا وماليزيا والصين والهند.
بدوره أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال مؤتمر صحفي أن «لدى الجميع مصلحة في الحفاظ على الدولة السورية»، بعدما اعتبر في كلمة خلال القمة أن «(الرئيس) الأسد لا يمكنه استعادة الثقة في سورية وأن الحل الوحيد هو البحث عن كيفية الانتقال السياسي ووقف القتال».
وعلى هامش أعمال القمة، التقى ميدفيدف بأوباما والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي أوضح أن المنظمة الدولية تراهن على أن «تكون روسيا في طليعة الدول المشاركة في مكافحة الإرهاب»، كاشفاً في كلمته خلال القمة أن الأمم المتحدة ستقدم خطة عمل شاملة مطلع العام المقبل لمكافحة الإرهاب والتطرف، بحسب وكالة «رويترز»، التي نقلت عن وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير قوله أمس: «إن روسيا جادة في التعاون مع دول غربية لوقف الحرب في سورية التي لا مصلحة لها في التورط فيها لأعوام كثيرة».
وفي دمشق رجحت مصادر «الوطن» أن تتلقى هيئة التنسيق الوطنية المعارضة دعوة للمشاركة في مؤتمر الرياض المزمع عقده أواسط الشهر المقبل دون توجيه الدعوة لمنسقها العام حسن عبد العظيم.
وفي تصريح سابق لـ«الوطن» اعتبر عضو الهيئة منذر خدام أن عقد مؤتمر المعارضة في الرياض سيترتب عليه «مخاطر لأن السعودية قد تمارس بعض الضغوط على الأطراف المشاركة»، كما أنها تريد إشراك قيادات مجموعات مسلحة في المؤتمر وهو الأمر الذي ترفضه هيئة التنسيق، على حين أكد رئيس الائتلاف المعارض خالد الخوجة، وفقاً لوكالة «الأناضول» للأنباء، أن جمع الفصائل العسكرية التي ستشارك «سواء في مؤتمر الرياض أم في العملية السياسية» هي مهمة الائتلاف المعارض وحده.
ومن طهران اعتبر رئيس المجلس الإستراتيجي للعلاقات الخارجية الإيرانية كمال خرازي، أن التصدي للإرهاب يحتاج إلى «قيام بعض دول المنطقة التي انضمت إلى التحالف الدولي بإيقاف مد التنظيمات الإرهابية بالمال والسلاح» بحسب وكالة «سانا» للأنباء، على حين ذكر موقع «تورك برس» أن رئاسة الوزراء التركية طالبت برسالة الأمم المتحدة ببحث موضوع القرى التركمانية في ريف اللاذقية الشمالي، بزعم أنها تتعرض لقصف الطائرات الروسية، في خطوة من شأنها التشويش على الجهود المشتركة التي تبذلها سورية وروسيا من أجل تطهير تلك المناطق من الإرهابيين.
Discussion about this post