تنطلق اليوم في العاصمة النمساوية فيينا أعمال الاجتماع الثاني المخصص لبحث الأزمة السورية، بمشاركة أكثر من 16 دولة ومنظمة دولية، وبحضور المبعوث الأممي الى سورية ستيفان دي ميستورا.
وكانت السفارة الإيرانية في موسكو قد أعلنت أمس أن نائب وزير الخارجية الايراني أميرعبداللهيان سيمثل إيران في المحادثات، بالتزامن مع وصول وزراء خارجية أميركا وتركيا والعراق والسعودية وعمان الى مقر الحوار.
الى ذلك، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن روسيا لا تملك الحق في طرح مسألة الرحيل أمام الرئيس السوري، وقال: «اعتمدنا على منطق القانون الدولي عندما استقبلنا الرئيس السوري، بشار الأسد في موسكو. دعونا نفكر بسلوكنا من الناحية القانونية والأخلاقية، كيف ندعو رئيس دولة صديقة إلى موسكو، وبعدها نطرح عليه الاستقالة. إن سورية دولة ذات سيادة، وبشار الأسد هو رئيس منتخب من قبل الشعب، فهل لدينا الحق في مناقشة هذا الموضوع معه ؟ طبعاً لا».
كما أكد بوتين أن الغرب عموماً تحفظ كثيراً على العملية العسكرية الروسية في سورية ولم يقدم التحالف الدولي أي معلومات لديه حول الجماعات الإرهابية الناشطة هناك.
وقال إن الغرب تحفظ كثيراً على العملية، والتحالف الدولي بقيادة أميركا لم يقدم أي بيانات لروسيا، مما لديه حول العصابات الناشطة في سورية والتي تمثل خطراً مشتركاً يتهدد روسيا ودول التحالف على حد سواء.
وأضاف الرئيس الروسي أنه لم يتم على مسار التعاون بين التحالف الدولي وروسيا إحراز أي تقدم يذكر، باستثناء التوقيع على مذكرة تتبادل بموجبها وزارتا الدفاع في البلدين البيانات اللازمة لتفادي وقوع صدامات عرضية في الأجواء السورية بين مقاتلاتنا وطائرات التحالف.
ولفت النظر إلى أن هذا التعاون المثقل بالتحفظات الأميركية لا يعبر بأي شكل من الأشكال عن تطبيع التعاون العسكري بين موسكو وواشنطن، والذي بادر الجانب الأميركي أصلاً لتجميده.
وأعاد إلى الأذهان رفض الولايات المتحدة التوقيع على أي اتفاق ينظم إنقاذ طواقم الطائرات الحربية، رغم أن روسيا لبت على الفور طلباً أميركياً مشابهاً خلال عملياتها الجوية في أفغانستان.
وتابع يقول: «بقيت رسائلنا التي طالبنا بها الجانب الأميركي بتزويدنا ببيانات استخبارية نستخدمها لدى وضع خطط عمليتنا الجوية في سوريا، بقيت جميعها بلا رد رغم كثرتها».
وفي معرض التعليق على الأهداف التي تضربها الطائرات الحربية الروسية، أشار بوتين إلى بدء التعاون بين موسكو و«الجيش الحر» الذي خلافاً للتحالف الدولي، يزود العسكريين الروس ببيانات حول مواقع الجماعات الإرهابية في سورية ومواقعه لتفادي استهدافها، وكشف عن أن الطائرات الروسية قد قصفت مواقع متعددة للمسلحين بعد الحصول على إحداثياتها من «الحر».
ولفت الرئيس بوتين النظر في هذه المناسبة إلى أن التعاون القائم يجدد التأكيد الروسي على أن موسكو لا تستهدف مواقع ما يسمى «بالمعارضة المسلحة»، أو المدنيين.
وعبر بوتين كذلك عن استعداد روسيا للتعاون مع الولايات المتحدة بغض النظر عن أن نشاطها في سورية يتعارض مع القانون الدولي، ويأتي بمعزل عن أي قرار من مجلس الأمن الدولي، وبلا طلب من القيادة السورية بذلك.
وفي ختام التعليق على الوضع السوري والعملية الجوية الروسية، أشار بوتين إلى أنه كلف القوات
الروسية بإنجاز مهمة محددة تتمثل في تقديم الإسناد الجوي للجيش السوري خلال الهجمات التي يشنها، وأنه استناداً إلى ذلك، فإن موعد إنهاء عمليتنا في سورية مرتهن بإنجاز هذه المهمة حصراً.
وأكد بوتين أنه تمت دراسة العملية الجوية بشكل مكثف وجرى مسبقاً احتساب جميع المخاطر والتداعيات التي قد تترتب عنها، كما جرى تأمين جميع المتطلبات المالية والفنية اللازمة لهذه العملية.
وفي السياق، أشاد الكرملين بالنجاحات الاستراتيجية التي أحرزها الجيش السوري في الآونة الأخيرة في معركته ضد الإرهاب بدعم الطيران الروسي.
وقال دميتري بيسكوف الناطق الصحافي باسم الرئيس الروسي «يواصل الجيش السوري تقدمه بديناميكية إيجابية جداً، ونحن نعرف عن تحقيق العسكريين السوريين نجاحات استراتيجية عديدة خلال الأسابيع الماضية»، مضيفاً أن «التقدم مستمر بصورة فعالة، بدعم الطيران الروسي».
الى ذلك، نفت وزارة الدفاع الروسية مزاعم حول نشر منظومة «إس- 400» المضادة للجو في سورية، لكنها أكدت توسيع عمليات سلاح الجو الروسي ضد الإرهابيين.
وقال اللواء إيغور كوناشينكوف الناطق باسم الوزارة أن الطيران الحربي الروسي نفذ خلال اليومين الماضيين 107 طلعات قتالية، دمر خلالها 289 موقعاً للإرهابيين.
وأوضح كوناشينكوف أن سلاح الجو الروسي يوسع نطاق عملياته في سورية، إذ استهدفت الغارات خلال اليومين الماضيين مواقع الإرهابيين في 8 محافظات سورية هي حلب ودمشق وإدلب واللاذقية وحماة ودرعا وحمص ودير الزور.
و أكد أن الغارات أسفرت عن تدمير 34 مركز قيادة وإدارة عمليات لعصابات إرهابية، و16 مخزناً للذخيرة والوقود، وورشتين لإنتاج الذخيرة، و3 قواعد لتدريب الإرهابين، و50 مركز إسناد فيها أسلحة ومعدات قتالية و184 موقعاً محصناً وموقع دفاع للإرهابيين.
كوناشينكوف أوضح أن قاذفة روسية من طراز «سو- 34» كانت تقوم بالمناوبة القتالية في أجوء ريف دير الزور، دمرت قافلة شاحنات لتنظيم «داعش» كانت تقل كميات كبيرة من النفط الخام إلى العراق، وذلك في محيط بلدة الميادين.
وفي ريف درعا رمت قاذفة «سو- 34» قنبلة خارقة للتحصينات من طراز بيتاب-500 لتدمير مخزن للذخيرة مجهز تحت الأرض قرب بلدة جاسم، حيث تستخدمه عصابات تابعة لتنظيم «داعش».
واستهدفت طائرات روسية مخزن للذخيرة في ريف دمشق، بعد أن سجلت وسائل المراقبة الروسية توريد صواريخ إلى هذه المنشآت استعدادا لاستئناف عمليات قصف أحياء العاصمة.
كما تمكنت طائرات روسية من تدمير مجموعة من المدرعات لتنظيم «جبهة النصرة» قرب بلدة رسم عبود في ريف حلب، وأوضح كوناشينكوف أن الغارات الروسية أسفرت عن تدمير دبابتين و3 مدرعات و4 سيارات مجهزة بالرشاشات الثقيلة.
كما كثفت الطائرات الروسية غاراتها على مواقع الإرهابيين في ريف اللاذقية، إذ دمرت مركز قيادة ومراقبة لتنظيم «جبهة النصرة» في قرية كدين.
وكشف كوناشينكوف نقلاً عن معلومات مركز التنسيق المعلوماتي في بغداد، أن قادة العصابات الإرهابية في اللاذقية تلقوا أوامر من قيادة تنظيماتهم بالعمل فوراً على نقل جميع الممتلكات الثمينة والأسلحة الحديثة إلى داخل الأراضي الخاضعة لسيطرة الإرهابيين.
وفي محافظتي إدلب وحماة استهدفت طائرات روسية مواقع لـ «جبهة النصرة»، بما في ذلك مخزن كبير للذخيرة في بلدة اللطامنة وورشة لتصنيع قذائف صاروخية وعبوات ناسفة في محيط معرة النعمان.
ميدانياً، وسع الجيش السوري نطاق سيطرته في ريف حلب الجنوبي الغربي وأصبحت قواته على بعد أقل من 20 كم من بلدة الفوعة المحاصرة في ريف ادلب المحاذي لريف محافظة حلب.
وقد تمكن الجيش أمس من السيطرة على تل حدية بريف حلب الجنوبي، وبلدتي بانص ورسم الصهريج جنوب غرب العيس، وعلى تل باجر و تليلات ومريودة وخربة الكوسا بالريف الجنوبي الغربي لحلب.
الجيش السوري استعاد خلال عملياته 341 كيلومتراً من مجموع مناطق ريف حلب الجنوبي التي يسيطر عليها المسلحون وبات يشرف بالنار على أوتوستراد حلب دمشق الدولي.
وقالت مصادر ميدانية أن حركة نزوح كبيرة لعائلات المسلحين من بلدة الزربة جنوب حلب وسراقب شرق إدلب تتم باتجاه الحدود التركية، في حين بدأت وحادت الجيش السوري بمحاصرة خان طومان معقل مسلحي «جبهة النصرة» و«أحرار الشام» الرئيس في الريف الجنوبي الغربي لحلب.
Discussion about this post