توحي اجتماعات فيينا بما لا تحويه: الحل السياسي بعيد، ولا توقّف للقتال ميدانياً. الثابت الوحيد، حتى الان، هو ان الحرب مستمرة، بإنتظار تغيّر مواقف الأفرقاء. اي حديث اخر عن حل، او تسوية، يبقى في دائرة «التفكير بالتمني».
برغم فيينا ولقاءاتها، وما قبلها وما سيعقبها، ما من شيء يوحي بزحزحة اطراف الحرب السورية، (الاطراف الفعليين في هذه الحرب) عن مواقفهم الابتدائية التي حكمت سقف مطالبهم وشروطهم منذ بداية الازمة. صحيح ان هناك «تلطيف» للشروط والشروط المضادة، لكن لا تغيير اساسيا للمواقف، الامر الذي يشهد إمكان فشل اجتماعات فيينا، من هذه الناحية تحديدا، وفي ايجاد حل سياسي للحرب في سوريا. منسقة الشؤون الخارجية في الاتحاد الاوروبي فيدريكا موغيريني تتحدث للصحافيين عقب انتهاء محادثات فيينا (أ ف ب)
تثير اجتماعات فيينا لغطا لدى الجمهور، وايضا لدى عدد كبير من المحللين. هذه هي المرة الاولى، ربما، التي تنعقد اجتماعات بين «المتحاربين»، للتوصل الى حل بناء على نتائج ميدانية لم تتحقق بعد. روسيا ومعها محور المقاومة يريدون صرف ما تحقق الى الان، وما يمكن ان يتحقق، فيما يصل الى الطاولة الفريق الاخر، اميركا والحلف الذي معها، ليصرف ما يمكن له فعله، بما تبقى له من خيارات، في المواجهة الميدانية. من هنا، تبدو اجتماعات فيينا حدثاً مستعاراً من المستقبل. ما كان يجب ان يحصل في مرحلة ما بعد النتائج الميدانية، يحصل في هذه المرحلة.
مع ذلك، لا تخلو اجتماعات فيينا، من نتائج:
اولاً: هي المرة الاولى التي تشارك فيها إيران، في جلسات «التطلع» الى حل سياسي للحرب السورية. انتهت جلسات المراحل الماضية من الحرب التي كان يجلس فيها فريق ليتحاور مع نفسه، وليصدر بيانات مليئة بالشروط والمطالب من الطرف الاخر، مغلّفة بصورة حل سياسي. انتهت هذه المرحلة، وبدأت مرحلة جديدة.
الحل سيبنى على النتائج الميدانية والمشاركة الايرانية تعكس إقراراً من الاميركيين وحلفائهم بدور طهران
ولقاء باريس، قبل ايام، الشبيه بلقاءات الامس، شاهد على فشل هكذا نوع من اللقاءات.
Discussion about this post