حصر الرئيس الأميركي باراك أوباما مجالات التفاهم مع روسيا في سورية، في منع التصادم بين الطائرات الروسية والأميركية فوق الأجواء السورية، معلناً عدم وجود تقارب من وجهة نظر إستراتيجية بين البلدين بشأن الوضع في هذه الدولة، واعتبر أن موسكو لن تستطيع فرض حل سلمي للأزمة السورية عبر «ضرب القنابل»، وحذر روسيا وإيران متوقعاً «فشل» منهجهما لتسوية الأزمة عبر دعم القيادة السورية.
ومنذ إطلاق عمليتها الجوية دعماً لعملية الجيش العربي السوري في مكافحة الإرهاب، دعت روسيا الولايات المتحدة والتحالف الستيني الذي تقوده إلى التعاون في جهود مكافحة الإرهاب، إلا أن الإدارة الأميركية رفضت ذلك على لسان وزير دفاعها آشتون كارتر، باستثناء التنسيق بشأن إجراءات السلامة الأساسية للطيارين، وهو ما اعتبرته وزارة الدفاع الروسية ذريعة من واشنطن حتى لا تحارب الإرهاب.
وذكر الرئيس الأميركي أن بلاده وروسيا تختلفان حول المبادئ والإستراتيجيات الرامية لإحلال السلام في سورية. وخلال مؤتمر صحفي بعد اجتماعه برئيسة كوريا الجنوبية باك جون هاي، أوضح أوباما أنه لا يوجد «أي تقارب من وجهة النظر الإستراتيجية» بين واشنطن وموسكو حول الوضع في سورية، الأمر الذي يعكس اختلافاً جوهرياً مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن مستقبل الرئيس بشار الأسد.
وتابع قائلاً: «يعتقد الرئيس بوتين أنه إذا واصل القيام بما كان يقوم به طوال الأعوام الخمسة الماضية، وهو دعم نظام (الرئيس) الأسد، فإن المشكلة ستُحل». وعلق على عملية سلاح الجو الروسي في سورية، قائلاً: إن الروس «لن يستطيعوا، من خلال ضرب القنابل، التقدم إلى وضع سلمي في سورية».
وأشار إلى أن إيران أيضاً تواصل دعم الرئيس الأسد «تماماً كما روسيا»، لكنه أعرب عن اعتقاده في أن مساعي الدولتين ستفشل كما فشلت في السابق، على حد تعبيره. وقال: «(إيران) تقوم بكل بساطة بما كانت تقوم به خلال السنوات الخمس الماضية، تماماً كما روسيا، ولكن نظريتهما لحل المشكلة في سورية لم تنجح ولن تنجح».
ولفت الرئيس الأميركي إلى وجود تفاهم مع روسيا بشأن قضية واحدة. وقال: «نقطة التفاهم الوحيدة مع روسيا هي كيفية تفادي الصدام في حال شغلت طائراتنا وطائراتهم المجال نفسه فوق الأجواء السورية. وصلنا إلى تفاهم وبعض قنوات الاتصال».
وعرض أوباما إستراتيجيته حيال سورية والتي قسمها إلى شعبتين، محاربة الإرهاب، وتشكيل حكومة شرعية شاملة هناك، بالترافق مع توافق القوى الدولية والإقليمية على تحقيق انتقال سياسي في البلاد. وقال: إنه يؤمن بمواصلة القتال ضد تنظيم داعش وغيره من الجماعات المتشددة، لكنه قال إن (الحرب الأهلية السورية) ستنتهي فقط إذا حصلنا على مسار سياسي وحكومة شرعية شاملة داخل سورية». وشدد على ضرورة جلوس «الإيرانيين والروس والأتراك وبلدان الخليج وكل الأطراف المعنية، والإقرار بضرورة التوصل لانتقال سياسي، إذا ما كنا نرغب في إنهاء الأزمة الإنسانية وإنقاذ بنية دولة سورية موحدة. كما أعرب عن أمله في حدوث تقدم إذا استمرت المحادثات بين الأطراف المعنية.
في سياق متصل، اتفق أوباما مع ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، على ضرورة تركيز العمليات العسكرية الروسية في سورية على تنظيم داعش وليس على ما يسمى «المعارضة السورية المعتدلة».
والأسبوع الماضي، بحث الرئيس الروسي مع ابن زايد الوضع في سورية في ضوء العمليات الجارية لمكافحة الإرهاب، بحسب ما ذكر المكتب الصحفي في الكرملين.
وأوضح البيت الأبيض في بيان له أن أوباما وابن زايد اتفقا أيضاً خلال اتصال هاتفي بينهما، على ضرورة «توفير الظروف اللازمة لانتقال سياسي في سورية».
(سانا- أ ف ب– رويترز)
Discussion about this post