يعاني موقع فيسبوك أخطر حالات انقطاع الخدمة في تاريخه، إذ أصبحت الخدمات الرئيسة للشبكة والتطبيقات المرتبطة بها غير قابلة للاستخدام لعدد كبير من المستخدمين حول العالم طوال يوم الأربعاء.
وقد واجه عدد من مستخدمي الموقع مشاكل في عملية النشر، وكذلك المؤسسات الإعلامية وغيرها.
ما الذي حدث؟ وما مدى انتشار المشكلة؟
تشير خريطة انقطاع خدمات “فيسبوك” عبر موقع DownDetector إلى أن المشكلة عالمية، ويقوم الموقع بمراقبة حالة خدمات مواقع التواصل فضلا عن نشر مشاركات المستخدمين الذين يشيرون إلى فقدان الخدمة في أماكن مختلفة.
كما تشير التقديرات إلى أن العطل بدأ في حوالي الساعة 16:00 بتوقيت غرينتش مساء أمس الأربعاء.
وبينما يبدو أن الخدمة الرئيسة على فيسبوك يمكن تشغيلها، أبلغ المستخدمون أنهم غير قادرين على النشر أو التفاعل عبر المنصة.
ولم يتمكن مستخدمي تطبيق مشاركة الصور “إنستغرام” من رؤية تحديثات الأصدقاء أو نشر مواد جديدة، في حين لم تعمل نسخة سطح المكتب من “فيسبوك ماسنجر”.
لكن يبدو أن تطبيق الهاتف المحمول لـ”ماسنجر” يسمح بإرسال بعض الرسائل؛ ومع ذلك، أبلغ المستخدمون عن مواطن خلل مع أنواع أخرى من المحتوى، مثل الصور.
وواجه واتسآب، تطبيق المراسلة الآخر للشركة، مشاكل مماثلة، وقد أثرت المشكلة أيضا على Facebook Workplace، خدمة الشركات للتواصل داخليا.
هل السبب هجوم إلكتروني؟
في أول تعليق لها على انقطاع الخدمة، قالت فيسبوك إنها على اطلاع بالمشاكل التي تواجه بعض مستخدميها وتعمل على حلها.
وفي ردها على شائعات تداولها المستخدمون حول سبب العطل، قالت الشركة إن انقطاع الخدمة لم يكن نتيجة لهجمات “الحرمان من الخدمات” (DDoS) وهو نوع من الهجمات الإلكترونية التي تنطوي على إغراق خدمة مستهدفة بأحجام كبيرة للغاية من حركة المرور.
وقالت الشركة: “ندرك أن بعض الناس يواجهون حاليا مشكلة في الوصول إلى مجموعة تطبيقات فيسبوك”، مضيفة: “نعمل على حل المشكلة في أسرع وقت ممكن”.
“الأخطر في تاريخ فيسبوك”
كانت آخر مرة تعطل فيها موقع “فيسبوك” بهذا المستوى عام 2008، عندما كان عدد المستخدمين نحو 150 مليون مستخدم — مقارنة بحوالي 2.3 مليار مستخدم شهريا في الوقت الحالي.
وقال مراسل شبكة “بي بي سي” البريطانية في “وادي السيليكون”، ديف لي عبر حسابه بموقع “تويتر” إن انقطاع الخدمة لا مثيل له من حيث طول مدته ومدى انتشاره.
وأضاف:
طول المدة، بالإضافة إلى عدد المستخدمين المتأثرين، يجعل من ذلك أخطر عطل في تاريخ فيسبوك.
وأضاف: “كانت الفترة الأخيرة من التعطل والتي دامت أطول من هذه المرة في عام 2008، عندما كان عدد مستخدمي فيسبوك 150 مليون مستخدم فقط”.
يحدث العطل في ظل معركة سياسية للمشرعين الأمريكيين للنظر في ما إذا كان ينبغي تقسيم شركات التكنولوجيا الكبرى — وليس فقط فيسبوك والحد من نفوذها.
وقالت إليزابيث وارين، التي تأمل في أن تكون المرشحة الديمقراطية في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة، لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية:
نحتاج إلى منع هذا الجيل من شركات التكنولوجيا الكبرى من الإلقاء بظلاله السياسية على تشكيل القوانين لصالحه والسيطرة عبر قوته الاقتصادية لاقتناص أو شراء كل منافس محتمل.
ردود الفعل
دفع العطل المستخدمين الذهاب إلى “تويتر” للحديث عن انقطاع الخدمة، وقد استخدمت الوسوم (هاشتاغ) #FacebookDown و#InstagramDown أكثر من 150.000 مرة حتى الآن، فيما تصدرت مشكلة “فيسبوك” و “واتسآب” موقع تويتر في الكثير من الدول العربية.
وقالت مستخدمة تويتر: “انظروا إلى ما يحدث عندما نسمح لشركة واحدة بالتحكم في كل شيء. لقد كنت أعتقد أن هذا قد يحدث في نهاية المطاف، لكن من المحبط للغاية أن أكون جزءا من هذا الاحتكار”.
وشارك العديد من المستخدمين النكات حول العطل الذي أدى إلى انهيار حالة التواصل عبر فيسبوك حتى أن البعض لم يعد “يتذكر كيفية التواصل أو تناول الطعام دون نشر تحديثات”.
وشارك آخرون نسخة من النكات حول توجه المستخدمين إلى استخدام تويتر بديلا عن فيسبوك.
يستخدم فيسبوك نحو مليار و74 مليون شخصا عبر هواتفهم، كما وصل عدد المستخدمين الشهري إلى 2.2 مليار في يناير/كانون ثاني من عام 2018.
سنمار سورية الاخباري – وكالات
Discussion about this post