أعلن وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، عن فرض برلين عقوبات على 18 سعوديا، بالارتباط مع قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في اسطنبول. وأوضح ماس، أمس، في بروكسل، أن العقوبات تقضي بفرض حظر على دخول هؤلاء الأراضي الألمانية. بدورها، أعلنت وزارة الاقتصاد الألمانية، أمس، أن الحكومة توقفت بشكل كامل عن توريدات الأسلحة إلى السعودية، وفقاً لروسيا اليوم.
وأبرزت صحيفة الأخبار: السعودية مطمئنة إلى «خلاصة» ترامب: ابن سلمان إلى جولة خارجية! وذكرت أنّ جملة رسائل داخلية وخارجية حملها الخطاب السنوي للملك السعودي أمام مجلس الشورى. رسائل يمكن اختصارها بأمرين: محاولة طمأنة الداخل إلى أن محمد بن سلمان ليس مطلق اليد، والتشديد في الوقت نفسه على أنه باقٍ في منصبه، في ما يستبطن اعتقاداً بأن ردّ الفعل الغربي لن يتجاوز حدود فرض عقوبات فردية. ويبدو أن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، يستعد للعودة إلى الواجهة، بعدما أرغمته الأزمة الناجمة عن اغتيال الصحافي جمال خاشقجي، على التراجع عن صدارة المشهد ريثما تنقضي «العاصفة». هذا ما أوحى به أمس إعلان المملكة أن ابن سلمان سيشارك في «قمة العشرين» المنتظرة أواخر الشهر الجاري في الأرجنتين، كجزء من جولة خارجية. إعلان يشي باطمئنان سعودي إلى فحوى «الخلاصة النهائية» المرتقب صدورها اليوم من واشنطن بشأن قضية خاشقجي، التي كان الرئيس ترامب قد وعد بها. وهو اطمئنان يؤشر عليه أيضاً مضيّ الملك سلمان في التسويق لنجله، بعدما تولّى بنفسه العمل على تحصينه داخلياً.
واعتبر وليد شرارة في صحيفة الأخبار أنّ قضية جمال خاشقجي وفّرت لوكالة المخابرات المركزية الأميركية فرصة الانتقال إلى الهجوم لوقف تهميشها في عملية صناعة السياسة الخارجية الأميركية، ولانتزاع ملف العلاقات السعودية ـــ الأميركية من أيدي جارد كوشنر. وأوضح أنّ المعركة بين ترامب والدولة العميقة في الولايات المتحدة، وأحد أطرافها البارزة وكالة المخابرات المركزية، دخلت مرحلة جديدة مع تسريب مضمون تقرير الوكالة لوسائل الاعلام عن مسؤولية ولي العهد السعودي عن قتل جمال خاشقجي. نتائج عملية تسريب مضمون التقرير، التي عزّزت موقف خصوم الرئيس وحتى بعض المحسوبين عليه داخل الكونغرس والنخبة السياسية ووسائل الإعلام الذين طالبوه منذ بداية ما سمّي «قضية خاشقجي» باتخاذ موقف صارم حيال وليّ العهد، تبدو كأنها خطوة متقدمة لحمله على ذلك. لكن المواقف الصادرة عنه بعد التسريب أظهرت بوضوح إصراره على التمسّك بحليفه، الزبون «الاستثنائي» لصناعات السلاح الأميركية والركيزة الأساسية في سياسته الشرق أوسطية. وقد فهم ترامب بلا ريب أن التقرير سيوظف في إطار المواجهة الدائرة بينه وبين خصومه داخل مؤسسات النظام الأميركي، المعترضين على الكثير من سياساته الخارجية والداخلية. مصدر أميركي واسع الاطلاع على المواجهة بين الرئيس والمخابرات المركزية، أكد لـ«الأخبار» أن هدف الأخيرة «هو محاولة تشديد الخناق عليه وتحجيم دور صهره جارد كوشنر».
وتطرقت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، إلى الدور الذي لعبه، المستشار في الديوان الملكي السعودي، سعود القحطاني، في جريمة اغتيال الصحافي جمال خاشقجي. وفي تقرير بعنوان: تحقيقات خاشقجي تركز على أمير الظلام السعودي، قال الصحيفة إن القحطاني لا زال يمارس عمله رغم قرار الملك السعودي سلمان، بعزله من منصبه. وأضافت أن “القحطاني أمير الظلام تربطه صداقة قوية بولي العهد وهو متورط في قتل خاشقجي، لكن لا يزال بإمكانه القيام بدور في توجيه الرأي العام، والهجمات الإلكترونية التي يشنها لا تزال متواصلة بعد قتل خاشقجي، وهذا مؤشر على أن عزله مجرد إجراء تجميلي”. وتابعت: “عندما فرضت الإدارة الأمريكية عقوبات على 17 سعودياً لتورطهم بقتل خاشقجي، فإن واشنطن كانت واضحة منذ البدء وقالت إنها تعتقد أن سعود القحطاني هو الشخص الذي لعب دوراً محورياً في العملية”.
وأضافت: “يلقب القحطاني في الدوائر الدبلوماسية باسم (أمير الظلام) وقد تصدر اسمه قائمة وزارة الخزانة الأمريكية التي اعتبرته جزءاً من تخطيط وتنفيذ العملية”، موضحة: “كان القحطاني أهم مسؤول إعلامي في الديوان وأرفع شخصية مقربة من ولي العهد تُفرض عليها عقوبات من قبل الولايات المتحدة”. وترى الصحيفة أن مصيره سيكون “مقياسا لما إذا كان مقتل خاشقجي سيؤدي إلى زعزعة خطيرة في البلاط الملكي والنفوذ الذي تتمتع به الحاشية المحيطة بولي العهد السعودي”. ونقلت عن محلل سعودي قوله إن “اسم القحطاني سيئ السمعة، لذا فإنه من غير الوارد أن يعود ليشغل منصباً رسمياً، إلا أنه قد يكون له دور في توجيه الرأي العام”.
تقرير sns
Discussion about this post