الخبر:
فيما أكد رئيس هیئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإیرانیة أن السفن الأميركية باتت اليوم تستأذن قوات الحرس الثوري من أجل العبور من مضيق هرمز، تشيد كل من السعودية والإمارات وإسرائيل بإجراءات ترامب الأخيرة ضد إيران.
التحليل:
– لم تمض سوى بضعة أيام من آخر إجراءات ترامب المستميتة في قراره تصفير صادرات النفط الإيراني، إذ جاء انتشار مقطع فيديو لرصد طائرات الحرس الثوري المسيرة للبوارج وحاملات الطائرات الأميركية المترددة في مياه الخليج الفارسي وكذلك إعلان رئيس هیئة الأركان باستئذان السفن الأميركية من قوات الحرس للعبور من مضيق هرمز ليفند مزاعم ترامب ويثبت تسلط القوات المسلحة الإيرانية الكامل على مياه الخليج الفارسي، حيث لا يمكن لأي من العوامات البحرية العبور من هذا الممر المائي الدولي من دون اكتساب الإذن من القوات الإيرانية، و هذا يعني ألا قيمة لهذا الممر المائي من دون الحضور والإشراف الإيراني عليه.
– في الواقع إن الإشادة السعودية والإماراتية والإسرائيلية بمزاعم ترامب بتصفير صادرات النفط الإيراني ورغم علمهم بالقبضة الإيرانية المحكمة على مياه الخليج الفارسي لا تعبر إلا عن عجزهم وخيبتهم في مواجهة الحقوق الإيرانية المشروعة.
– بالنسبة لإسرائيل ورغم عدائها الذاتي للجمهورية الإسلامية، لكن رئيس وزرائها يحلم بظروف من دون حقيقة باسم “إيران”، وما يترتب عليها من حقائق أخرى كـ محور المقاومة، وتواجده على الحدود الإسرائيلية، والصواريخ عالية التصويب المصوبة من ثلاث جهات حدودية معها (سوريا وفلسطين ولبنان). ومن البديهي أن تحقق هذه الأحلام لم يكن مقدوراً من وجهة نظر نتنياهو إلا بتورط ترامب عملياً في حرب مع إيران، لذلك يحاول جاهداً صب الزيت على نار الحرب مع إيران.
– إلى جانب نتنياهو يحلم ولي العهد السعودي الشاب بزعامة العالم الإسلامي، لكن وجود حكم مقتدر مرتكز على العقيدة الإسلامية الخالصة ودولة مستقلة متمتعة بالديموقراطية الدينية على بعد قدمين من حدود المملكة، يعكر صفو هذه الرؤى والأحلام.
– والإمارات التي تحلم ومنذ 40 عاما بقضم الجزر الإيرانية الثلاث في مياه الخليج الفارسي، تفضل أن تصطف خلف ترامب من أجل الوصول إلى مبتغاها.
– أقصى ما تتطلع إليه الاتجهات الـ3 هذه هو توريط أميركا في الحرب مع إيران، على أن تحقق الحرب الأميركية كل ما يصبون إليه، هذا من جانب، ومن جانب آخر تجنبهم التورط في اختبار استعدادهم العسكري في مواجهة القوة الإيرانية الضاربة. كما كان لنفسية ترامب المتاجرة ومزاجيته العالية دور في تكون هذه الأحلام.
– ويأتي كل ذلك فيما باتت الوقائع على الأرض تقول إن ترامب كذلك بات يستأذن القوات الإيرانية للمرور من مضيق هرمز.. فيما يدرك السعوديون والإماراتيون جيداً وأكثر من الآخرين أن جميع صادراتهم النفطية تخضع للإرادة الإيرانية.