سنمار الاخباري :
د. مازن المغربي باحث في المركز الوطني للأبحاث واستطلاع الرأي NCRO، عضو مجلس الأمناء
انتهت الحرب العالمية الثانية بهزيمة دول المحور وانتصار الحلفاء، لكن خلف هذا العنوان العريض ثمة العديد من التفاصيل الذي تناقضه.
لم يكن هناك في الواقع سوى منتصرين اثنين، الولايات المتحدة التي خرجت بأقل خسائر ممكنة نشوى بالتفوق الذي حققته بامتلاك القنبلة الذرية، والاتحاد السوفيتي الذي تمكن من فرض سيطرته على أجزاء واسعة من أوروبا.
كانت بريطانيا مستنزفة تعتمد بشكل مطلق على دعم الولايات المتحدة، في حين خرجت فرنسا من الحرب منقسمة على نفسها بعد هزيمتها أمام القوات الألمانية وتحولت إلى شريك ضعيف على الرغم من كل محاولات الجنرال شارل ديغول منح فرنسا موقعاً مساوياً لباقي الحلفاء، لكن استبعاد فرنسا عن حضور مؤتمر طهران ([1])، وغيابها عن مؤتمر يالطا ([2]) الذي تم خلاله رسم مستقبل العالم بعد الحرب، وكذلك عدم مشاركة ممثل عن فرنسا في مؤتمر النصر في بوتسدام ([3]) أكان كبر دليل على تهميش دور فرنسا التي تم تحريرها من قبل قوات الولايات المتحدة وأتباعها.
مصير أسود بالنسبة لألمانيا.
تعامل المنتصرون مع الشعب الألماني بمنتهى الوحشية حيث تم نهب المصانع الألمانية ومصادرة المحاصيل الزراعية. وقام الجنود، من كافة قوات جيوش الاحتلال، بنهب البيوت واغتصاب النساء، كما تم تعذيب أسرى الحرب وتنفيذ أحكام إعدام عشوائية، وتوج ذلك بمحاكمة كبار مجرمي الحرب، والتي مثلت سابقة تاريخية لجهة محاكمة المتهمين وفق نصوص قانونية تمت صياغتها بعد مرور سنوات على الوقائع الواردة في لائحة الاتهام.
كما تم سلخ مساحة كبيرة تقارب ربع مساحة ألمانيا، عام 1939، وألحقت بالدول المجاورة. وجرى تقسيم ألمانيا إلى أربعة مناطق كبرى، حيث فرض الجيش الأحمر سيطرته على مناطق واسعة شكلت لاحقاً جمهورية ألمانيا الديمقراطية، في حين تقاسمت الولايات المتحدة وأتباعها باقي المناطق، فكان هناك مناطق احتلال أمريكي وبريطاني وفرنسي بالإضافة إلى منطقة احتلال بلجيكي. وبهدف الإمعان في إذلال الشعب الألماني، تم وضع قسم من أراضي ألمانيا تحت احتلال اللوكسمبورغ ([4])، ومنطقة أخرى خضعت للاحتلال البولندي.
تعالت الأصوات التي سعت لتحميل ألمانيا وحدها مسؤولية اندلاع الحرب مصحوبة بأصوات تطالب ببذل كل الوسائل لمنع ألمانيا من امتلاك قدرات تمكنها من الوقوف على قدميها، بل لم يتردد البعض في المطالبة بتحويل ألمانيا إلى بلد زراعي صرف من خلال حرمانها من الوصول إلى مصادر الطاقة، كما ورد في مقال حمل عنوان (ضمان للسلام في المستقبل)، بقلم ر. ي. ماكونيل ([5]) الذي أبدى انزعاجه من عدم توفر إمكانية إبادة الشعب الألماني، حيث ذكر في مقاله ما يلي حرفياً: “لنبدأ بالاعتراف بأننا لا نستطيع أن نقضي على سبعين مليون من الناس حتى ولو بلغت بنا الوحشية مبلغاً يدفعنا إلى المحاولة”.
وبالمقابل، رأى البعض أن إخضاع ألمانيا لا يتم إلا بالسيطرة على روحها المتمثلة بالنخبة البروسية بالاستناد إلى الدور المميز الذي لعبته بروسيا ([6]) في بناء الدولة الألمانية الحديثة. وعلى هذا الأساس تم، عام 1949، تقسيم أراضي بروسيا وتوزيعها على سبعة مقاطعات ألمانية في القطاع الغربي الخاضع للولايات المتحدة.
ورأى البعض أن ترويض الروح الألمانية لا يمكن أن يتم إلا بالقضاء على اليونيكر ([7])، وهي فئة سادة الأرض غير المنتمين إلى طبقة النبلاء الكاثوليك، حيث كان اليونيكر الأساس التي قامت عليه دولة بروسيا في ظل المستشار بسمارك ([8]) الذي أسس أول دولة ألمانية معاصرة، وكانت هذه الفئة على تناقض مع أفراد النخبة في الدويلات الألمانية في غرب وشرق ألمانيا، وهذا يشمل بشكل خاص الكاثوليك الذين نظروا بعداء إلى اليونيكر ([9]).
إعادة تشكيل ألمانيا
تبنت الولايات المتحدة منذ تحولها إلى قوة عظمى مبدأ تحطيم من تعتبرهم أعداءها، دون أي مراعاة للضوابط الأخلاقية أو لنصوص اتفاقيات جنيف الخاصة بالتعامل مع أسرى الحرب أو مع الدول الخاضعة للاحتلال.
حددت واشنطن أهدافها من احتلال ألمانيا بإعادة تشكيل هذا البلد، وتحويله إلى رأس حربة في المواجهة القادمة مع المنافسين المحتملين، وباشرت بتنفيذ خطة مفصلة لتدمير روح الشعب الألماني بالاستناد إلى مجموعة من السياسيين ورجال الأعمال الألمان. وكان لا بد من البحث عن وجه ليصبح رمزاً لمرحلة التحول.
وجدت الولايات المتحدة ضالتها في شخص كونراد أديناور ([10]) الي ينتمي إلى النخبة السياسية الكاثوليكية المناهضة للنزعة البروسية، وهو سبق أن شغل منصب عمدة مدينة كولونيا لفترة طويلة (1917 – 1933)، كما ترأس مجلس الدولة في بروسيا (1922 – 1933)، وكان لديه ضغينة تجاه الجيش الذي رفض ضمه إلى صفوفه بسبب إصابته بعلة في الرئتين.
كان أديناور يحمل في داخله مشاعر معادية لبروسيا ولرموزها الكبرى، مثل بسمارك، وكان قد سبق له التعاون مع قوات الاحتلال البريطاني، بعد هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الأولى، من خلال منصبه كعمدة لمدنية كولونيا التي خضعت للاحتلال البريطاني، ولم يتردد في الاستعانة بجنود قوات الاحتلال بهدف ردع الاحتجاجات العمالية ([11]).
كان أديناور مخلصاً لأصوله الكاثوليكية، ويرى أن خطر الحركة الشيوعية في ألمانيا يتجاوز خطر الحزب النازي الذي أقاله من منصبه كعمدة لمدينة كولونيا، الأمر الذي لم يردعه عن تحرير رسالة تملق من عشر صفحات موجهة إلى هرمان غورنغ (وزير داخلية بروسيا في تلك الفترة) ([12]) أشار فيها إلى دوره في تسهيل نشاطات الحزب النازي ودعوته لإشراك هذا الحزب في الحكومة ([13]).
تعرض أديناور للملاحقة من قبل الحكومة النازية، وتم توقيفه وزجه في معسكر اعتقال، لكن انهيار الحكومة النازية مهد له الطريق للعودة إلى منصبه عمدة لمدينة كولونيا الخاضعة للاحتلال البريطاني، لكنه لم يستمر طويلاُ في ذلك المنصب الذي أقيل منه، في كانون الأول 1945، بسبب عدم كفاءته.
تركزت جهود أديناور على بناء حزب جديد هو الاتحاد الديمقراطي المسيحي (الحزب الحاكم حالياُ في ألمانيا)، ويشير اسم الحزب إلى الرغبة في توحيد المسيحيين من بروتستانت وكاثوليك في كيان سياسي قادر على منافسة الخصوم السياسيين، وبشكل خاص اليسارين.
وكان أديناور من أنصار نقل العاصمة من برلين التي لم تكن في نظره سوى رمز للنزعة البروسية، وسعى لتسويق نفسه لدى أعداء الأمس حيث كتب عام 1946: “ما من سبب يدعو أعداء الأمس لمعاملتنا بلباقة بل يتوجب علينا القيام بخطوات بطيئة للتخلص من أسس فقدان الثقة، لكن ما إن تعود برلين عاصمة من جديد حتى تتعزز عوامل فقدان الثقة لأن من يجعل برلين عاصمة جديدة يخلق بروسيا جديدة” ([14]).
عمل أديناور على الترويج لنسخة الأمريكية من الحضارة الغربية على حساب التجربة التاريخية للدولة الألمانية، وساهم، بدعم من وسائل الإعلام، في عملية طحن الذاكرة الجمعية لشعب بلاده، وتصوير القوى الغربية المحتلة بوصفها صديقة للشعب الألماني.
فتح المجال أمام أديناور يعد أن أسفرت الانتخابات العامة، التي نظمت عام 1949، عن فوز جزبه وحلفائه، لكن النصر لم يكن سهلاً حيث أن وصول أديناور إلى منصب مستشار ألمانيا تم بفارق صوت واحد، لكن ذلك النصر مثل الخطوة الأولى في مسار تحويل ألمانيا إلى تابع سياسي مرتبط بواشنطن.
إجهاض محاولة الابتعاد عن وصاية واشنطن.
كان الجنرال شارل ديغول ([15]) بمثابة حالم كبير لم يتمكن من نسيان ماضي الإمبراطورية الفرنسية، ولم يتمكن من تقبل تراجع مكانة فرنسا على المسرح العالمي، لكنه كان في الوقت ذاته مدركاً لواقع عجز فرنسا عن مقاومة نفوذ واشنطن بالاعتماد على قدراتها الذاتية، وعانى الكثير في التعامل مع الولايات المتحدة التي أدرجت – ضمن شروط استفادة فرنسا من معونات مشروع مارشال لإعادة إعمار أوروبا – شروطاً قاسية، مثل تصفية الإمبراطورية الاستعمارية الفرنسية والانسحاب من الجزائر، وكانت علاقته المضطربة مع واشنطن من أسباب إبعاده عن السلطة عام 1946.
لكن الجنرال ديغول عاد إلى السلطة، عام 1958، بعد أن أمضى اثني عشر عاماُ في الظل يراقب تدهور مكانة بلاده على مستوى العلاقات الدولية .
انشغل الرئيس الفرنسي خلال الفترة الأولى من حكمه بإيجاد حل للمعضلة الجزائرية التي استهلكت جهوده طوال الفترة ما بين 1958 – 1962، وانتهت بحل “مخزٍ” أدى إلى تخلي الجنرال عن كل عهوده التي بذلها للمستوطنين الأوروبيين في الجزائر، وخيانة أنصاره من الجزائريين الذين قاتلوا إلى جانب فرنسا.
وبالمقابل سعى الجنرال لتحقيق نصر ما، ولم يتردد في محاولة تجاوز التاريخ الدامي بين بلاده وبين الجار الألماني، من خلال العمل على تشكيل حلف فرنسي ألماني يكون نواة مشروع الاتحاد الأوروبي بهدف الحد من هيمنة واشنطن على مصير أوروبا. وبعد الكثير من المحاولات توجت جهود الجنرال بعقد اتفاقية الإليزيه، في 12 كانون الثاني 1963، والتي كان هدفها المعلن إنشاء أوروبا الأوروبية المستقلة عن كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، وكان الجنرال يعتقد أن واقع امتلاكه للقنبلة الذرية سيمكنه من إحكام قبضته على زمام الأمور في أوروبا.
حرص الجانب الفرنسي على أن يتجنب في نص اتفاقية الصداقة والتعاون بين فرنسا وألمانيا أي ذكر للعلاقة مع الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة، واعتبر توقيع المستشار الألماني كونراد أديناور على المعاهدة بمثابة خطوة أولى على طريق بناء أوروبا الموحدة.
لكن عين واشنطن لم تغفل عن خطورة ما يحدث، حيث قام رئيس الولايات المتحدة جون كندي باستدعاء سفير ألمانيا في بلاده، وأبلغه عدم رضا إدارته على التوجه الجديد الذي يتنافى مع روح معاهدة حلف شمال الأطلسي، حيث أن المعاهدة تضمنت مجموعة من المواد تتعلق بالتنسيق على مستوى السياسة الخارجية والدفاع والتعليم والتعاون الاقتصادي، بما يتعارض مع الالتزام الكلي بتوجهات واشنطن.
كان المستشار الألماني أديناور متقدماً في السن، ويعتمد على نخبة من الكفاءات الشابة الموالية لواشنطن، الأمر الذي مهد الطريق لإفراغ المعاهدة من مضمونها من خلال طرح بروتوكول توضيحي للمعاهدة، تبناه البوندستاغ الألماني، نسف كل ما أراد ديغول تحقيقه من خلال التأكيد على أولوية الالتزام بحلف شمال الأطلسي والعلاقات المميزة مع واشنطن.
كان غيرهارد شرويدر من الموقعين على معاهدة الإليزيه بوصفه وزير خارجية جمهورية ألمانيا الاتحادية، ولم يفته معنى ردة الفعل الأمريكية، ولذا نراه بعد أن أصبح مستشار ألمانيا الموحدة يشد الرحال إلى واشنطن، في 27 شباط 2014، ليوقع مع الرئيس جورج دبليو بوش وثيقة التحالف الألماني الأمريكي في القرن الحادي والعشرين دون الرجوع إلى شركائه الأوروبيين. وتضمن متن الوثيقة الجديدة الالتزام بتعزيز العلاقة مع حلف الناتو بوصفه المنتدى الذي يتم من خلاله مناقشة القضايا التي تهم بلدان ضفتي الأطلسي.
نهج ثابت
يبدو خيار التحالف مع واشنطن من الثوابت التي توجه السياسة الخارجية الألمانية، وهذا أمر يلقى تأييد التيارين الأكثر تأثيراً في ألمانيا، وهما كتلة حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي – حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي من جهة، والحزب الاشتراكي الديمقراطي من جهة أخرى، وهذا واضح من مبادرة مستشارة ألمانيا أنجيلا ميركل في التوجه إلى واشنطن بعد فترة قصيرة من انتخابها لأول مرة لمنصب مستشارة ألمانيا الاتحادية لتؤكد للرئيس جورج دبليو بوش أن التحالف مع بلاده يتجاوز مسألة تداول السلطة بين اليمين واليسار في ألمانيا.
جسور عبر الأطلسي الضامن الفعلي لتبعية برلين لواشنطن ([16])
كما هو الحال عندما يتعلق الأمر بمجموعات الضغط مثل مجموعة بيلدربرغ أو اللجنة الثلاثية ([17])، تتبادر إلى الذهن نظرية المؤامرة الموغلة في القدم، لكن التاريخ يعلمنا أن معظم الانجازات الكبرى تمت على يد مجموعة من الأشخاص تجمعهم الوحدة الفكرية والعزم على إحداث تغيير ما، وهذا ما ينطبق على كافة الحركات التي غيرت مسار العالم.
تم تأسيس (هيئة جسور عبر الأطلسي) في مدينة بون، عام 1952، وانتقل مقرها إلى برلين بعد إعادة توحيد المانيا، وهي تهدف إلى تعزيز التفاهم بين الولايات المتحدة وألمانيا من خلال التركيز على القادة الشبان الذين يبرزون في مختلف مجالات النشاطات العامة، وتعمل بشكل أساسي بين شرائح الضباط والصحفيين والطلاب وتسعى لإقامة شبكة تواصل اجتماعي بين هذه الفئات.
تنظم هذه المؤسسة مؤتمرين سنوياً يلتقي خلالهما 120 شخصاً تنتقيهم اللجنة التنفيذية للمنظمة من بين 500 مرشح من القادة الشبان. وتضم قائمة الأعضاء الذين شاركوا في تلك الاجتماعات أجيالاً متتالية من النخبة الألمانية التي تضم مجموعة من أبرز الشخصيات العامة، مثل كريستيان وولف رئيس ألمانيا الاتحادية السابق، وتوماس دوميزيير وزير الدفاع السابق، وسيم أوزدمير الرئيس السابق لتحالف 90/الخضر.
وتشير قائمة أسماء المشرفين على نشاط هذه المنظمة إلى مدى أهمية دورها، حيث تضم شخصيات لامعة مثل هنري كيسنجر سيء الصيت، وجوزيف أكرمان الرئيس السابق لمصرف دويتشه بنك، ومستشاري جمهورية ألمانيا الاتحادية السابقين، هلموت كول وهلموت شميث، بالإضافة إلى المستشارة الحالية أنجيلا ميركل، ورئيس جمهورية ألمانيا الاتحادية الحالي يواخيمغوك ([18]).
الخلاصة
من الواضح أن الطغمة المالية العالمية المرتبطة بالمركب الصناعي- العسكري العالمي لا تخاطر بترك مسألة البت بالقضايا المصيرية تحت رحمة تغيير المزاج الشعبي للناخبين الذين لا يمتلكون، وفق قناعة أفراد النخبة، معلومات كافية لتحديد الخيارات المناسبة، لكن ذلك لا يمنع من ترك اللعبة الديمقراطية تأخذ مداها طالما امتلكت النخبة كل الوسائل لضمان حسن أداء نواب الشعب في اتخاذ القرارات التي تعتبرها صائبة.
يمكن ، في بعض الأحوال، التعامل برحابة صدر مع بعض القرارات النشاز، مثل رفض ألمانيا لغزو العراق أو معارضتها لتوسيع حلف الناتو باتجاه الشرق، لكن عندما يتعلق الأمر بالأمور المصيرية تتراجع كل هذه الاعتبارات، وأكبر دليل على ذلك واقع نشر أسلحة نووية على أراضي جمهورية ألمانيا الاتحادية دون استشارة الشعب الألماني، على الرغم من أن وجود هذه الأسلحة يعرض ألمانيا لخطر الإبادة في حال اندلاع حرب نووية لأن القواعد التي تؤوي الصواريخ الحاملة للرؤوس النووية ستكون على رأس قائمة أهداف الضربة الوقائية، أو الهجمة الانتقامية من الطرف، الذي ستفرض عليه المواجهة النووية.
تعاني ألمانيا من وطأة هزيمتها في حربين عالميتين، ومن واقع سيطرة الولايات المتحدة على وسائل الإعلام الألمانية الكبرى التي ترتبط بشكل مباشر بأجهزة استخبارات الولايات المتحدة، كما نتبين من الدراسة التفصيلية التي تضمنها كتاب الصحفي أودو أولفكوتيه ([19])، والذي عرض فيه بالتفصيل علاقة التبعية التي تربط النخبة الفكرية الألمانية بواشنطن، الأمر الذي يجعل من المستحيل امتلاك ألمانيا سياسة خارجية مستقلة.
د. مازن المغربي باحث في المركز الوطني للأبحاث واستطلاع الرأي NCRO، عضو مجلس الأمناء
[1] – أو مؤتمر الثلاثة الكبار الذي عقد في الفترة ما بين 28 تشرين الثاني والأول من كانون أول 1943 وجمع كلاً من جوزيف ستالين و فرانكلين روزفلت وونستون تشرشل.
[2] – عقد مؤتمر يالطا في جزيرة القرم في الفترة ما بين 4-11 شباط 1945 وجمع قادة كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي وبريطانيا.
[3] – مؤتمر بوتسدام أو لقاء المنتصرين الذي عقد في الفترة ما بين 17 تموز – 2 آب 1945، وجمع قادة الدول المنتصرة للمرة الأولى بعد استسلام ألمانيا غير المشروط في الثامن من أيار 1945.
[4] – إمارة صغيرة تقل مساحتها عن ألف ميل مربع، وبلغ عدد سكانها عام 2013 ، بعد أكثر من ستين سنة على انتهاء الحرب، 543 ألف نسمة.
[5] – مجلة المختار من ريدرزدايجست ، عدد شهر نيسان 1944 ، السنة الأولى المجلد الثاني.
[6] – إمارة ألمانية تأسست عام 1525. كانت عاصمتها كونيغسبرغ، ثم انتقلت إلى برلين، عام 1701، ولعبت دوراً حاسماً في تشكيل الإمبراطورية الألمانية.
[7] – Junker كلمة مكونة من شقين هما Young بمعنى شاب وHerr التي تعني السيد أو مالك الأرض.
[8] – Otto von Bismarck (1815 – 1898) رجل سياسة بروسي سخر حياته لتوحيد الدويلات الألمانية، ونجح في إقامة دولة ألمانية عام 1871.
[9] – انظر مقال (هذا هو العدو الألماني) بقلم إيرك براملي، مجلة المختار، أيار 1944، الصفحات 15 – 20.
[10] – Konrad Hermann Joseph Adenauer (1876 – 1967) رجل دولة ألماني شغل منصب مستشار ألمانيا الاتحادية (الغربية) بين 1949 – 1963، وتم خلال عهده تأسيس الجيش الألماني الحديث وتحقيق تقدم اقتصادي عرف تحت اسم “المعجزة الألمانية”، ويعتبر من رواد فكرة الاتحاد الأوروبي والتحالف مع الولايات المتحدة.
[11] – Schwarz, Konrad Adenauer (1995) 1:128–31.
[12] – Hermann Göring (1893 – 1946) من كبار قادة الحزب النازي. كان قائداً لسلاح الجو، وأقاله هنلر من جميع مناصبه في الأيام الأخيرة للحرب، ثم أوقفه الحلفاء، وحكموا عليه بالإعدام شنقاً، لكنه تحاشى الإذلال وفضل الانتحار بابتلاع قرص سيانيد وصل إليه ضمن ظروف غامضة وهو في السجن.
[13] – Letter to the Prussian Interior Minister of 10 August 1934 (after his firing), available online in: tp://www.konrad-adenauer.de/index.php?msg=10045
[14] – Mitchell, Maria The Origins of Christian Democracy: Politics and Confession in Modern Germany Ann Arbor:University of Michigan Press, 2012 page 97.
[15] – Charles André Joseph Marie de Gaulle (1890 – 1970) رجل دولة فرنسي ترأس قوات فرنسا الحرة في المنفى بعد هزيمة بلاده أمام قوات ألمانيا، وترأس الحكومة الفرنسية المؤقتة (1944 – 1946)، وتم استدعاؤه لإنقاذ فرنسا بعد انهيار الجمهورية الرابعة، عام 1958، ويعتبر مؤسس الجمهورية الخامسة التي ما تزال قائمة حتى الآن.
[16] – بإمكان القارئ المهتم الاطلاع على نشاط هذه المنظمة من خلال موقع atlantik-bruecke.org.
[17] – سبق أن تم تخصيص مقال لكل من هاتين المجموعتين في موقع المركز الوطني للأبحاث واستطلاع الرأي.
[18] – Annual Report of the Atlantik-Brueckee.V., atlantik-bruecke.org.
[19] – UdoUlfkotte, GekaufteJournalisten, KOPP,2014.