أنقرة – أثار التوجه الأميركي نحو تصنيف جماعة الإخوان المسلمين تنظيما إرهابيا مخاوف الدول الداعمة لهذه الجماعة التي تربطها علاقات مشبوهة بتنظيمات إرهابية متطرفة باتت تشكل تهديدا أمنيا للمجتمع الدولي.
وسارعت الدول التي تحتضن قيادات ورموز الجماعة إلى التعبير عن معارضتها للخطوة الأميركية، نظرا لحجم الضغوط التي ستسلط على أنظمتها بموجب هذا القرار.
وقال حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا إن توجه الولايات المتحدة لتصنيف جماعة الإخوان المسلمين “منظمة إرهابية” من شأنه أن يعزز معاداة الإسلام في الغرب وحول العالم.
وكانت ردة فعل النظام في تركيا متوقعة، في ظل العلاقات الوثيقة التي تربط الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالتنظيم الدولي للإخوان، حيث فر كثير من أعضاء الجماعة إلى تركيا بعد حظر أنشطتها في مصر.
وفي تهديد مبطن للإدارة الأميركية، حذر متحدث باسم حزب العدالة والتنمية من أن قرار الحظر سيساعد في ظهور عدد من التنظيمات الإرهابية بشكل خفي.
ويرى مراقبون إن القرار الأميركي سينعكس سلبا على مصالح النظام التركي الذي تربطه بالجماعة في ظل النكسات المتتالية التي لحقت بحزب أردوغان داخليا وفي علاقاته الخارجية، خصوصا مع الولايات المتحدة على خلفية صفقة الصواريخ الروسية.
وانتقد بدوره وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في الدوحة سعي الولايات المتحدة لتصنيف جماعة الإخوان المسلمين تنظيما إرهابيا.
وقال للصحافيين على هامش مؤتمر “الولايات المتحدة ليست في وضع يؤهلها بأن تبدأ في تصنيف الآخرين كمنظمات إرهابية ونحن نرفض أي محاولة أميركية فيما يتعلق بهذا الأمر.. الولايات المتحدة تدعم أكبر إرهابي في المنطقة، وهي إسرائيل”.
ويقول خبراء في الجماعات المتشددة إن وضع الإخوان على قوائم الإرهاب سيعني إجبار الدول التي لا تزال تفتح لهم مجال التحرك العلني والسري على التعامل معهم تماما مثل القاعدة وداعش.
اقرأ أيضا:
نهاية اللعبة: واشنطن تصنف الإخوان كإرهابيين
وسيكون هامش المناورة محدودا أمام هذه الدول التي تستخدم فروع الجماعة في سياق توازنات داخلية، خاصة بعد أن أظهرت إدارة ترامب حزما قويا في تنفيذ العقوبات على قطاع النفط في إيران وأغلقت باب الاستثناءات في ذلك، والأمر نفسه يتعلق بحركة حماس الإخوانية في غزة، وحزب الله في لبنان الذي يجري تعقب معاملاته المالية الخارجية بدقة عالية.
ورغم ثبوت تورطهم في نشر الفكر الجهادي والغلو والتطرف ودعم الجماعات الإرهابية، يحاول الإخوان التسويق لتنظيمهم على أنه وسطي معتدل، خصوصا بعد حظر نشاط التنظيم في مصر.
وقالت الجماعة، ردا على القرار الأميركي إنها ستواصل العمل السلمي وفق فكر وسطي.
وكان البيت الأبيض أكد أمس الثلاثاء أن الإدارة الأميركية تعمل على تصنيف جماعة الإخوان المسلمين تنظيما إرهابيا أجنبيا، وهو ما قد يؤدي إلى فرض عقوبات على أقدم جماعة سياسية إسلامية في مصر.
وأعلنت سارة ساندرز المسؤولة الإعلامية بالبيت الأبيض في رسالة بالبريد الإلكتروني أن “الرئيس تشاور مع فريقه للأمن القومي وزعماء بالمنطقة يشاركونه القلق، وهذا التصنيف يأخذ طريقه عبر الإجراءات الداخلية”.
ويقول محللون إن إدارة ترامب تبني استراتيجية تعتمد في محاربة الإرهاب على الوصول إلى منبع الأفكار والحركات الراديكالية والقضاء عليه، خصوصا في منطقة الشرق الأوسط، لكن التواجد في الغرب لتلك الحركات سيكون في مقدمة اهتماماتها أيضا.