حلب عصب سورية الاقتصادي وعاصمتها حلب الحضارة والتاريخ منذ مطلعه إلى الحاضر وفي المستقبل لم تبرح مكانها من فصل المجد في كتاب التاريخ مشهود لها بالرقي والحرفة في صناعتها اليدوية والآلية واسواقها المرصفة وخاناتها الحريرية وأبوابها شاهدة على انتصاراتها ومعاركها عبر التاريخ وقلعتها لم تزل شامخة في سمائها تحكي قصة صمودها للأجيال جيل بعد جيل.
حلب وكونها عاصمة سورية الاقتصادية هذا ما ألقى على عاتقها العبء الأكبر في سورية ويتحمل أهاليها الشق الاقتصادي في المجتمع السوري إن كان في المصانع والمعامل أو المهن الحرفية اليدوية التي يبرع فيها أهالي حلب ويتألقون بها إن كانت حريرية أو زجاجية أو زخرفية أو حتى في تصنيع الأحذية اليدوية بحرفة وبراعة متناهية.
فبعد حرب سبع سنوات في حلب التي هي جزء لا يتجزأ من المكون السوري هُجِّر أهالي المدينة وعانوا من ويلات الحرب ودمرت بيوتهم ومحلاتهم التجارية ومصانعهم وحتى الأسواق التاريخية والخانات والأبواب لم تسلم من حقد الإرهاب الظلامي الذي حرق وخرب وسرق كل شيء وكأن المغول عادوا من جديد بثوب جديد وبعد أن حرر الجيش العربي السوري مدينة حلب كان لا بد من عودة الأهالي إلى منازلهم ومصانعهم وممتلكاتهم للبدء بإعادة إعمار وتأهيل المدينة للنهوض بحلب من جديد .
من بين الأهالي العائدين إلى المدينة والصناعين كان صناعي الأحذية اليدوية بالمقدمة فقد عادت أكثر من أربعمائة ورشة حرفية لصناعة الأحذية في مدينة حلب في أحيائها الشرقية
"الهلك والحيدرية والشيخ فارس والشيخ خضر" بعد إعادة تأهيلها وإصلاح الأضرار التي أصابتها بسبب الاعتداءات الإرهابية وبدأ العمال بصناعة الدفعات الأولى من الأحذية اليدوية حيث يقوم العمل بدأ من تصميم وإنتاج نوع الحذاء المطلوب باستخدام المخططات والرسوم على الحاسوب ومن ثم قص القطعة وتجهيزها ويتم إعطاء النمر لكل موديل بحد ذاته وتسليمها لعمال الورشة الذين يقومون بدورهم بشدها وتركيبها على قوالب وتقديم المنتج النهائي كاملا وجاهزاً للاستخدام والتصدير.
هذه المهنة عبارة عن حرف يدوية قديمة في مدينة حلب ومعروفة أنها حرفة تعيل الكثير من العائلات ويتم توارثها جيل وراء جيل للحفاظ على هذه المهنة التي تساهم بشكل كبير في دعم اقتصاد المدينة.
هذا ويعول أصحاب هذه المهنة على التجار الحلبيين في تسويق صناعاتهم اليدوية إن كان في الداخل أو خارج سورية للمساهمة في صناعة المزيد وعدم توقف هذه المهنة والمساهمة إلى جانب الصناعين في دعم اقتصاد المدينة والنهوض بحلب الحديثة خالية من كل المظاهر التي خلفها الإرهاب.
سنمار سورية الإخباري
إسراء جدوع
Discussion about this post