أقام تجمع سورية الأم ندوة لمناقشة كتاب " منطلقات نظرية لبناء مستقبل سورية الاقتصادي " الذي أصدرته بالتعاون مع الكاتب اللبناني ألبر داغر، ويعد هذا الكتاب ثاني إصدارات التجمع بعد كتاب الدكتور منير الحمش بعنوان "قضايا راهنة في السياسة والاقتصاد" وحضر الندوة مجموعة من المختصين من كلية الاقتصاد وكلية العلوم السياسية في جامعة دمشق.
وخلال الندوة، صرح الدكتور ألبر داغر: إن هناك تيارات فكرية معارضة لما تنشره المؤسسات الدولية بشكل أساسي، استقى منها ككاتب قراءة كيفية لتحديد أهداف التنمية في سورية، وتتضمن فصول الكتاب مقاربة في الاقتصاد السياسي المقارن كما يعتمد مقاربة قديمة مجددة في البنيوية المحدثة بالإضافة لمقاربة مابعد الكينزية، حيث استطاع من هذه التيارات الفكرية قراءة كيفية التعاطي مع المشكلات في سورية، وتحديد أهداف التنمية والتي تتلخص في تحقيق "التصنيع المتأخر"، أي أن الفكرة الأساسية هوي كسف تتعاطى الدولة مع مسؤوليتها في ميدان التحويل الصناعي.
متمنياً في نهاية حديثه أن يثير كتابه اهتمام المثقفين السوريين بشكل عام ليس فقط مختصي الاقتصاد.
و بدوره أكد الدكتور محمود العرق رئيس التجمع: إنهم في التجمع لن يتأخروا أبداً في المساهمة في كل ما يحقق قيمة مضافة ويرفع من شأن البلد، واعتبر بدوره أن الكتاب هو مساهمة أساسية لتطوير البلد.
وأشار الدكتور العرق إن كتاب " منطلقات نظرية لبناء مستقبل سورية الاقتصادي" يمنحنا الكثير من المعرفة لتمكننا من صياغة السياسة الاقتصادية الوطنية، ويبين أهمية الإصلاح الإداري ودور الإدارة العامة، كشرط لبناء المستقبل، فلعل أهمية هذا الكتاب تكمن في مساهمته بإعداد مشروع فكري لبناء الدول و وتقديم رؤية اقتصادية لبناء سورية الغد.
وعن الخطط المستقبلية للتجمع لفت العرق أن تجمع سورية الأم في إطار تحضيره لمؤتمر اقتصادي مهم في نهاية هذا العام، كخطوة عملية أساسية ولعلها الأكبر حسب اعتقادهم التي ستطرح على مستوى الإعمار في سورية في البناء الاجتماعي والاقتصادي، وأكد الدكتور محمد العرق: أنه لابد من الحراك البرغماتي بما يتناسب مع الحراك العالمي والحراك الاقليمي، ولكن بوجود ثوابت، فلم يعد هناك اليوم التزام بالإيديولوجيات، وعصر الإيديولوجيات قد ولى.
وبعد قراءته للكتاب أشار الدكتور عابد فضلية الأستاذ في كلية الاقتصاد جامعة دمشق: إن الكتاب عبارة عن خلفية نظرية لنظريات التنمية وتحليل لتلك النظريات والتجارب الأخرى التي تمت، ويرى الكاتب إن عملية التنمية يجب أن تتم برؤى ليبرالية أو ليبرالية جديدة وكيف يمكن وضع رؤى في سورية استناداً لتلك الخلفيات النظرية، وتعد هذه النظريات عبارة عن فلسفة التنمية وكيف يمكن أن تكون ليس فقط لبناء مستقبل سورية الاقتصادي، وأيضاً لبناء مستقبل لبنان الاقتصادي على سبيل المثال، فالخلفية النظرية يمكن ترجمتها واستقراءها لأي خلفية اقتصادية نظرية يتم استقراءها من وجهة نظر الدولة التي سيتم فيها التخطيط الاقتصادي.
ويشير الدكتور فضلية أن الكتاب يتجه نحو أن يكون للدولة دوراً حيث (لا أن تتدخل فتعيق، ولا ألا تتدخل فيحدث انفلات) ونحن نأييد هذا الاتجاه، ونرى أن الدولة يجب أن تتدخل أكثر في نواحي معينة وأقل في نواحي أخرى، بحيث يكون العمل الاقتصادي مرناً، ويكون دور الجهات الحكومية لدعم وتشجيع وتحريك الاقتصاد ورفع مستوى المعيشة، مختتمتً حديثه أن كل كل عملية تنمية لا تؤدي إلى رفع مستوى المعيشة ومزيد من الرفاه للمواطنين تسمى"تنمية خبيثة".
سنمار سورية الإخباري
يوسف مطر
Discussion about this post