أقام مجلس رجال الأعمال السوري الروسي الملتقى الاقتصادي الكبير مساء أمس لبحث سبل التعاون وتنشيط العلاقات الاقتصادية وتذليل العقبات نحو تطوير التبادل التجاري مع الأصدقاء في جمهورية القرم، بحضور رئيس جمهورية القرم السيد سيرغي اكسينوف ووزير الاقتصاد السيد سامر خليل والسيد سامر الدبس رئيس غرفة صناعة دمشق وريفها، والسيد أندري نزاروف الرئيس المشترك للمنطقة الاجتماعية الروسية، والسيد غيورغي مرادوف المندوب الدائم لجمهورية القرم، وذلك في فندق الداما روز بدمشق.
وفي تصريح للسيد وزير الاقتصاد سامر خليل بين فيه أن بداية التواصل مع جمهورية القرم كانت من خلال المشاركة الواسعة للجمهورية العربية السورية في ملتقى مالطا للاتصال في شهر نيسان لهذا العام، والذي يمثل القاعدة الأساسية لانطلاق العلاقات بين البلدين على المستوى الثنائي في مجالات مختلفة، مؤكداً أن هذه الزيارة تندرج ضمن إطار استكمال بناء هذه القاعدة ع المستوى القانوني ومستوى العلاقات بين البلدين.
وأشار الخليل إلى وجود مذكرات تفاهم يمكن أن تبرم بين القرم وسورية لبناء علاقات تعاون وثيقة في مجالات متعددة، لا تتوقف عند المجال التجاري والاقتصادي وإنما تتعداها لقطاع السياحة والنفط والثقافة، ومجالات واسعة تتميز فيه جمهورية القرم والجمهورية العربية السورية من نواحي متعددة سواء على المستوى الحكومي او على مستوى الشركات.
ولفت الخليل إلى أن اللقاء الذي جمع الوزرات المعنية يهدف لإجراء مباحثات حكومية تم الاتفاق من خلالها على إنشاء وتأسيس بيت للتجارة السورية في القرم سيكون محط اهتمام من قبل الحكومتين السورية والقرم لتشكيل نواة حقيقية لانطلاق التجارة السورية ليس فقط إلى القرم بل من خلالها لدول الاتحاد الروسي ودول أخرى، كذلك سيتم توسيع مجال التعاون وتوجيه التجارة والاستثمارات من القرم باتجاه سورية.
وأضاف الخليل أنه تم الاتفاق على تأسيس شركة نقل بحري مشتركة بين الحكومتين، وخط نقل منتظم للشحن البحري في الاتجاهين، بالإضافة إلى تنشيط حركة الاستيراد والتصدير بين البلدين، حيث سيتم استيراد العديد من المنتجات إلى سورية من جمهورية، كما وسيتم تصدير منتجات سورية إلى القرم أو عبر القرم الى دول أخرى، منها الحمضيات وبعض منتجات الخضار والفاكهة والفوسفات، كذلك المنتجات التي تتميز بها سورية بميزة نسبية متل الالبسة وغيرها.
وفي إطار الحديث عن التعامل المصرفي والتحويلات المالية بين البلدين، صرح الخليل عن وجود مباحثات مستقبلية للبحث في شراكات استثمارية تعود بالمنفعة على البلدين.
من جهته تحدث رئيس جمهورية القرم عن ضرورة إقامة علاقات جيدة تساهم في إنماء سورية وتطويرها، كذلك في القرم بمجال تقديم الخدمات الطبية، حيث تم القيام بأعمال جاءت بنتائج جيدة، مؤكداً إيجاد حلول للمشكلات للوصول إلى النتائج المتوقعة.
وأضاف اكسينوف: "أقمنا علاقات مميزة بين القرم وسورية، كما تحدثنا عن وجود منطقة حرة للبضائع والبيت التجاري في القرم، ونحن مستعدون لاستقبال رجال الأعمال السوريين، لا سيما أن حكومتنا تقدم كل أوجه المساعدة ليشعر رجال الأعمال السوريين بالراحة في عملهم بالقرم، بالإضافة إلى تبنينا موقف متفقين عليه، وهو تطوير علاقاتنا وإقامة رحلات جوية بين القرم وسورية، وتقديم المساعدات الطبية لجرحى الجيش السوري.
بدوره أوضح وزير السياحة بشر اليازجي أن هذا اللقاء سيشكل انطلاقة لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين الجمهورية العربية السورية وجمهورية القرم من خلال مذكرات التفاهم والاتفاقيات التي ستتم بينهما، لافتاً إلى أهمية القطاع السياحي والدور الذي تلعبه السياحة في المجال الاجتماعي والاقتصادي والتقارب بين الشعوب، لذلك تم بحث التعاون خاصة بتعزيز التعاون بين الشركات السورية السياحية ونظيراتها في القرم.
وأوضح اليازجي أنه يتم دراسة مسألة إقامة شركة مشتركة من اجل إنشاء بعض المشاريع بين البلدين لا سيما من الجانب السياحي، كذلك تعزيز التعاون في التدريب السياحي والفندقي
إقامة مهرجانات مشتركة، أما النقطة الأهم فهي وجود برنامج إعلامي سياحي للترويج لمقومات البلدين من اجل تعزيز هذا التعاون، بالإضافة إلى تأسيس غرفة مشتركة لتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين.
وأعرب السيد الدكتور سامر الدبس رئيس غرفة صناعة دمشق وريفها عن تشرفه باستقبال ضيف كبير وصديق مخلص لبلادنا، مبيناً مدى ارتباط شعبينا واهتمامنا المشترك بتطوير العلاقات الاقتصادية بين بلدينا بكافةِ جوانبها، ساعين دوماً إلى تطبيق توجهات القيادة السورية بضرورة توثيق التعاونِ مع الدول الصديقة في جميع المجالات وخاصة التنميةِ الاقتصادية".
كما أكد الدبس في كلمته على أن جهود الحكومة السورية مستمرة في إعادة وتطوير عجلة الإنتاج الصناعيّ، من خلال الدبلوماسية الاقتصادية السورية وتفعيلها مع البلدان الصديقة، للعمل على زيادة معرفة الفعاليات الاقتصادية الصديقة بالاقتصاد السوريّ.
وفي ختام كلمته أشار "إنّ المرحلة القادمة على سوريا ستؤكد بأنَّها المكان الأمثل للاستثمار وأدعو شركات جمهورية القرم ورجال أعمالها إلى الاستفادة من هذهِ المرحلةِ الهامَّة ليكون لها الدور الفعال في إعادة الإعمار والمساهمة في النموّ الاقتصادي المتبادل بين البلدين الصديقين".
سنمار سورية الإخباري رغد السودة تصوير يوسف مطر
Discussion about this post