يومان وتبدأ مفاعيل – اتفاق سوتشي بخصوص ادلب – فالإطار الزمني بحسب الاتفاق يتلخص بسحب السلاح الثقيل من هذه المنطقة في العاشر من تشرين الأول،
إضافة إلى القضاء على الجماعات الارهابية في 15 منه.. وهنا ثمة من يحاول « تركيا « قراءة هذا الاتفاق وفق مصالحه وأهوائه الشخصية، كأن يجعله مطية لاحتلال جزء من الأرض السورية تحت حجة قوات مراقبة، أو استغلاله لكسب الوقت من اجل تقوية مرتزقته الإرهابيين، وعرقلة عملية الجيش العربي السوري هناك.
من المؤكد، وفي حقيقة الاتفاق انه ليس حلا جذريا للازمة في سورية، وانما هو خطوة مرحلية هدفها الأساس اجتثاث الإرهاب من جذوره ، وهذا هو رأي الجانب الروسي فيه.. حقيقة تجعل النظام التركي – الذي احتفى بالاتفاق في حينه، واعتبره نصرا لسياسته في المنطقة – يقف وجها لوجه أمام خيباته، بعد فشله في احتواء المجموعات الإرهابية التي دعمها لسنوات خلت تحت إمرته، لتتمرد عليه جل تلك الفصائل وترفض الانسحاب «من المنطقة العازلة وتسليم سلاحها الثقيل».
منذ بداية الحرب الإرهابية على سورية، والدول الداعمة للإرهابيين، تحاول في كل مرة يحشر فيها مرتزقتها أمام زحف أبطال الجيش العربي السوري والحلفاء، من إيجاد مخرج لهم بعد سلسلة من التهويل والعويل عليهم، وتلفيق الأكاذيب ضد الحكومة السورية تحت حجج «الكيماوي مرة، والحالات الإنسانية مرات أخرى».. ورغم ذلك ومعرفة سورية والحلفاء بزيف ما يدعي حلفاء الإرهاب ، فإنهم يذهبون معهم الى نهاية المطاف، حيث تظهر الحقيقة جلية ان لا رغبة عند الإرهابي ولا مشغله في التوصل الى حل، وإنما مراوغة لكسب الوقت، وتغيير قواعد الاشتباك في الميدان.
ذات المشهد.. وذات القراءة كانت في ادلب.. وفي الموقف التركي والأوروبي والأميركي من الحملة العسكرية التي حضر لها الجيش العربي السوري بخصوص القضاء على الإرهاب هناك، فكان ذات العويل والتهويل.. الذي أفضى برغبة من الحكومة السورية وروسيا الى اتفاق سوتشي، لإدراكهم بأن ذات النتائج سوف يحملها تطبيق الاتفاق في ميدان ادلب، كما أفرزتها جميع الاتفاقات السابقة في ريف حلب والغوطة ودرعا، وهي العودة الى مربع ما قبل الاتفاق.
ما من جديد في جعبة العثماني رجب اردوغان لطرحها على الساحة السياسية.. فكل محاولاته باتت مكشوفة.. لعب بالوقت، والهروب الى قمم واجتماعات أخرى بهدف توسيع التدخل الخارجي.. وتبديل أسماء فصائل ومجموعات إرهابية لنقلها من ضفة الإرهاب الى ضفة أخرى .. لكن الأمور لم تعد كسابقاتها .. فالحقيقة باتت لدى الجميع .. وحبل الوقت بدأ بالالتفاف على رقبة لاعب السيرك اردوغان.. وما من أسماء أو رايات تحمي أي شخص على ارض الجمهورية العربية السورية، الا اسم الجيش العربي السوري، وراية الوطن.
منذر عيد – صحيفة الثورة
Discussion about this post