يعود الحديث الروسي مجددًا عن القاعدة الأميركية في التنف على الحدود السورية ـ الأردنية ودورها في زعزعة الوضع وتأزيمه داخل سوريا، فالقاعدة باتت بمثابة الرئة التي يتنفس منها الإرهاب التكفيري، حيث في هذه القاعدة يتلقى عناصر التنظيمات الإرهابية التدريبات على الإرهاب والقتل والعنف، والتسليح والتزويد بالمعلومات والتوجيه نحو المناطق السورية المستهدفة بالإرهاب والتي قد خطط لها معسكر التآمر والإرهاب على سوريا من أجل مشاغلة الجيش العربي السوري وعرقلة تقدمه في عدد من المحاور ضد التنظيمات الإرهابية.
خطورة قاعدة التنف التي أقامتها الولايات المتحدة بدون مسوغ قانوني وبدون موافقة الحكومة السورية، أصبحت معروفة لدى جميع أطياف الشعب السوري الذين يتخندقون مع جيشهم العربي السوري في مواجهة المؤامرة الإرهابية الكونية على بلادهم. فالعديد من الهجمات الإرهابية التي استهدفت المحافظات والقرى السورية كمحافظة السويداء ودرعا وحماة والتي أوقعت عددًا كبيرًا من الضحايا بين قتيل وجريح هي هجمات قامت بها عناصر إرهابية تلقت التدريب في قاعدة التنف وانطلقت منها. كما أن هذه القاعدة غير الشرعية ـ والتي تنتهك سيادة الدولة السورية، ويخرق وجودها القانون الدولي ـ تشكل خطورة واضحة على مستقبل بقاء سوريا موحدة، حيث الهدف من إنشائها أن تكون أداة في استهداف سوريا ليس بالإرهاب فحسب، وإنما بالتدمير والتقسيم والابتزاز.
لذلك تدرك الحكومة السورية وحلفاؤها المخلصون ما يعنيه الوجود غير الشرعي لهذه القاعدة في التنف، ومن هنا أخذت تتوالى تأكيدات موسكو “ضرورة إنهاء الوجود غير الشرعي للقوات الأميركية بمنطقة التنف في سوريا، وإغلاق مخيم الركبان الذي تستخدمه القوات الأميركية لتدريب وإيواء عناصر إرهابية”. فقد قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي فيرشينين في مقابلة مع وكالة سبوتنيك للأنباء: إن مخيم الركبان يقع في منطقة التنف التي يسيطر عليها الأميركيون بشكل غير قانوني ويجب على الأميركيين الرحيل من هناك.. وإلى أن يغادروا سيظل هذا المخيم تحت غطائهم وهذه مناطق واسعة إلى حد كبير. وأنه للأسف وفقًا لبعض المعلومات تستخدم هذه الأراضي من بين أمور أخرى من قبل إرهابيي “داعش” للقيام بالاستراحة وإعادة ترتيب أوضاعهم وهذا أمر سيئ من أي وجهة نظر.
لم يكن الأمر بحاجة إلى قرائن لمعرفة من يدعم الإرهاب التكفيري ضد سوريا، لكن الحاجة اليوم إلى أن تسترد سوريا عافيتها، وتتلقى المزيد من الدعم العسكري من قبل حلفائها المخلصين وتمكينها من إنجاز مهمتها الوطنية بتطهير الأرض السورية من رجس الإرهاب، وإفشال المؤامرة الإرهابية، والخطوة الروسية بتسليم الجيش العربي السوري منظومة الصواريخ الدفاعية “اس 300″ هي خطوة جيدة، ومقدرة من قبل الشعب السوري وجيشه وقيادته، على أن تعقب هذه الخطوة خطوة أخرى بتزويدها بمنظومات أخرى متطورة ـ وكما قال وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو ـ منظومات اتوماتيكية وآلية للإدارة ستسمح بالإدارة المركزية لكل قوات الدفاع الجوي ومتابعة الوضع في الأجواء وتحديد الأهداف، وهو ما سيمكن الجيش العربي السوري من السيطرة على الأجواء السورية، وإحباط أي عدوان مبيَّت ضد سوريا وشعبها.
رأي الوطن العمانية
Discussion about this post