خمسة وأربعون عاماً مروا على حرب تشرين التحريرية التي خاضتها سورية ضد الكيان الصهيوني، الحرب التي غيرت كل موازين القوى التقليدية، وأكدت أن إرادة الشعوب أقوى من الأسلحة والقتل والإبادة.
ففي مثل هذا اليوم من عام 1973، تحررت مدينة القنيطرة السورية من الاحتلال الإسرائيلي الذي قام بتدميرها بالكامل قبل انسحابه منها، الأمر الذي شهد فيه التاريخ على مدى استخفاف "إسرائيل" بالمعايير الإنسانية والدولية.
وشهدت مدينة القنيطرة ذاتها تشهد عدوانا آخر يستنزف أبناءها، والجديد في المسالة أن يكون الأخ العربي الذي ساهم قديماً في دحر "الإرهاب" عنها وعن سائر المدن السورية هو الحاضن الأكبر والممول الأول في الحرب على سورية.
وقد أثبتت حرب تشرين قدرة المقاتل العربي على خوض الحروب الحديثة.
حيث قالها الرئيس الراحل حافظ الأسد في الذكرى الثانية للحرب: "في تشرين ظهر الإنسان العربي على حقيقته، ينظر إلى السماء فيراها قرب هامته، وينظر إلى الأرض، إلى أرض الوطن التي يعيش فوقها، فيرى فيها دماء آبائه وأجداده أصلاً لعزته وكرامته".
ما يميز حرب تشرين، أنها كانت بمبادرة عربية فلم تكن تلك الحرب الدفاعية…بل كانت هجومية سعياً لتحرير ما سلبه الاحتلال بالقوة.. فما أخذ بالقوة لايسترد إلا بالقوة.
الكثير ممن عاصر تلك الحرب يروي لنا تلك التفاصيل المثيرة، حيث كان المواطنون يهرعون إلى سطوح المنازل لرؤية الطائرات الإسرائيلية كيف تتهاوى أمام ضربات الدفاعات الجوية السورية وهم سعداء.
أحد الضباط المتقاعدين روى ما رآه في تلك الفترة، فقال: "كنت طالبا في إحدى الكليات العسكرية السورية حين بدأت الحرب، كنا نتابع أحداث الحرب دقيقة بدقيقة وكنا في نشوة عارمة مما يجري.
وأضاف: "كنا نراقب كيف كانت الطائرات السورية تطارد الطائرات الإسرائيلية وتسقطها أمام أعيننا فوق الأراضي السورية لتسجل خسائر العدو بالعدة والعتاد".
وختم الضابط قائلا: "كانت أيام رائعة أحسسنا بها بقدرتنا كعرب على أخذ زمام المبادرة، وأننا إن اجتمعنا لدينا القدرة على فعل المستحيل …لكن ما يحدث اليوم يندى له الجبين …نُقّتل ونُذبح وللأسف العرب هم وراء ذلك"…هكذا ختم الضابط تلك الذكريات الرائعة.
تشرين…ليست مجرد ذكرى ومناسبة….فالحرب التي تخوضها سورية اليوم منذ 8 سنوات هي امتداد لتلك المخططات بأشكال وأدوات مختلفة والهدف واحد وهو تدمير "سورية" وخط المقاومة أينما وجد.
سنمار سورية الإخباري
Discussion about this post