بعد وصول منظومات الدفاع الجوي اس ثلاثمئة الى سورية، اصبحت المنطقة امام قواعد اشتباك مختلفة، تنطلق من منصة حماية الاجواء السورية، من اي اعتداء من الكيان الاسرائيلي، ما يكسر اي معادلة سابقة فرضها الكيان في سماء البلاد.
بوضوح تام، وقبل الموعد الذي حدده الجانب الروسي لتسليم الجيش السوري لمنظومة الدفاع الجوي، وصلت المنظومة المكونة من 49 من معداتها، بما في ذلك الرادارات وأنظمة التعقب الرئيسة وآليات التحكم وأربع منصات إطلاق صواريخ، بالاضافة الى تشغيل أنظمة الحرب الإلكترونية وتعزيزها، ونشر معدات إضافية، ما يعني بالعلم العسكري، السيطرة على مسافة تمتد بين 50 إلى 200 كيلومتر من المناطق التي كانت تستخدم لدخول الأجواء السورية، من قبل كيان الاحتلال الاسرائيلي، فيما تحدثت مصادر مطلعة ان العمل يسير نحو ربط عمل المنظومة الجديدة مع باقي أنظمة الدفاع الجوي السورية وهذا بالطبع سيعزز فعاليتها، بحصرها ضد الأهداف البعيدة المدى، وتؤكد المعلومات الخاصة، ان طواقم تشغيل هذه المنظومة جاهزة قبل وصولها بفترة طويلة، وان الضباط السوريين انهوا تدريباتهم على هذا النوع من الصواريخ، منذ زمن، ما يعني انها اصبحت بالفعل، جاهزة للتدخل بأي معركة جوية قادمة.
أهمية الخطوة الروسية، وتسليم المنظومة بشكل اسرع مما هو مخطط له، وخلال اسبوع واحد، يعني ان القرار السياسي الروسي، يساوي في اهميته القرار العسكري، ما يعكس بشكل واضح عدم ثقة القيادة الروسية بالجانب الصهيوني، واستعجال رفع جاهزية الدفاعات الجوية السورية، بعد الجريمة التي ارتكبها الكيان بحق طائرة ايل الروسية، ما يعني ان الجانب الروسي زج بعامل الوقت في المعركة، واستعجل نشر هذه المنظومة ومعدات الحرب الالكترونية الخاصة بها، بالرغم من اعتراض الجانب الاميركي والذي حذر من خطورتها وفي اكثر من مناسبة، ما يعني ان الجيش السوري اصبح بمقدوره تقييد الكيان، ومنعه من اي هجوم صاروخي او جوي، على المستوى التقني، وسيرغم طائرات الكيان من الابتعاد عن المدى المجدي لهذه الصورايخ، وعدم اختراق الاجواء السورية، او التسلل من اجواء قريبة منها، حيث يمكن لصاروخ اس ثلاثمئة اسقاط الطائرات في المجال الجوي لفلسطين المحتلة، كون المسافة التي تفصل دمشق عن وسط فلسطين لا تتجاوز 200 كيلومتر، ما يعني ان استخدام المجال الجوي اللبناني اصبح من الزمن الماضي، وانتهى اعتبار الاجواء اللبنانية مساحة لحركة طائرات الكيان التي كانت تستهدف العمق السوري، وستشكل منظومة التشويش الالكتروني درعا واقيا امام حركة الاتصالات لطائرات العدو اما مع المحطات الارضية او الاقمار الصناعية.
وصول المنظومة الى سورية، اصاب المنظومة السياسية والعسكرية في كيان الاحتلال بالتشويش، وصل الى التخبط في محاولة من الكيان للوصول الى معادلة صفر مخاطر، في اي اعتداء قد يفكر قادته العسكريون في شنه على سورية، وعكف قادة الكيان على دراسة مدى اهمية هذا القرار على ازدياد التنسيق في الحلف الرباعي، المكون من سورية وروسيا وايران والمقاومة الاسلامية، وبالذات بعد حديث سماحة السيد حسن نصر الله ، انه يجب ايجاد حل لهذه الاعتداءات، وجرائم هذا الكيان، ولا ننسى تحميل الكيان المسؤولية لحكومة نتنياهو التي فشلت في احتواء نتائج هذه الجريمة، وما خروجه في الامم المتحدة بصور صبيانية، الا ردة فعل واضحة على الازمة الداخلية التي يعيشها نتنياهو، والتي ستغير الكثير في سماء المنطقة.
وضمن مفاعيل وصول منظومة الدفاع الجوي الى سورية، يمكن اعتبار ان التنسيق الامني الذي كان يراهن عليه الكيان مع الجانب الروسي، والذي حاول الكيان تحويله الى صراع ارادات في المنطقة، جعل كل توقعات القادة العسكريين في كيان العدو، خارج الواقع، وان فرض القيود على سلاح الجو في الكيان الاسرائيلي، اصبح حقيقة وامرا لا جدال فيه، وهذا ما يجعل الكيان الاسرائيلي، مصمما على استمرار اعتداءاته في العمق السوري، لكن بمنسوب اعلى من الحذر والخوف، بعد ان اصبح على يقين ان اي مغامرة جوية لن تكون بدون مخاطر، وكلفة هذه الغارات بالنسبة للطيارين والطائرات اصبح اكبر من النتائج التي تحققها هذه الغارات، وهذا اهم ما يمكن شرحه في المعادلة الجديدة التي ستحكم هذا الاشتباك.
حسین مرتضی
Discussion about this post