اتفق أردوغان وميركل خلال الزيارة التي استمرت ثلاثة أيام للرئيس التركي إلى ألمانيا، على تكثيف العلاقات الاقتصادية وتسوية في القضايا السياسية واتفقوا على عقد قمة روسية – تركية -ألمانية -فرنسية حول سوريا
أصبح تطبيع العلاقات بين تركيا وألمانيا حقيقة واقعة. إن التكريم العسكري الذي استقبل به "فرانك فالتر شتاينماير"، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ليست سوى واحدة من علامات لهذه الظاهرة. استطاعت المستشارة أنجيلا ميركل، في المؤتمر الصحفي المشترك، أن تجد أرضية مشتركة مع الرئيس التركي، الذي اتهمها منذ شهرين "بالفاشية".
المصالح المشتركة: الاقتصاد واللاجئين
بدأت ميركل مع الموضوع الرئيسي الذي يربط بين البلدين وهو الاقتصاد. وقالت "إن المانيا مهتمة بتركيا المستقرة اقتصادياً". وتحت ضغط العقوبات الأمريكية في تركيا، بدأت الأزمة المالية، وانخفضت الأسعار بنسبة 40 ٪، والتضخم ينمو. أنقرة بحاجة إلى مساعدة. ألمانيا ليست في عجلة من أمرها مع الإقراض المباشر، لكنها ستكثف العلاقات التجارية مع شريكها في حلف الناتو. وقالت ميركل إنه في المستقبل القريب سيذهب وزير الاقتصاد الألماني "بيتر ألتمير" إلى تركيا حيث سيعقد الاجتماع الأول للجنة الاقتصادية المشتركة ومنتدى الطاقة الثنائي.
بالإضافة للاقتصاد، اللاجئون موضوع آخر يجبر الأطراف على الاقتراب. وأعربت ميركل عن تقديرها الكبير لمساهمة أنقرة في مكافحة أزمة الهجرة. فلم تستضف تركيا أكثر من 3 ملايين لاجئ من سوريا فحسب، بل أيضاً بالاتفاق مع الاتحاد الأوروبي منعت موجات الهجرة الجديدة إلى ألمانيا. بالإضافة إلى ذلك، منع الاتفاق بين أردوغان وفلاديمير بوتين في محافظة إدلب السورية التهديد بأزمة جديدة للاجئين في العالم القديم.
العدو المشترك
يمكن اعتبار أحد أهم الاتفاقيات حول نتائج اجتماع اليوم في برلين تصريح ميركل حول عقد "قمة الأربعة" حول سوريا في تشرين الأول بمشاركة قادة روسيا، تركيا، فرنسا وألمانيا. سقط هذا الاجتماع، الذي كان من المقرر عقده في اسطنبول في الأيام الأولى من أيلول، بعد تحضيرات لهجوم الجيش السوري على إدلب. ولكن الآن مع تحقيق هدنة في هذه المنطقة ظهرت كل شروط التنسيق بين الاتحاد الأوروبي وروسيا وتركيا. يتوقع بوتين وأردوغان جذب أموال أوروبية لاستعادة سوريا. "قمة الأربعة"، إذا تم إجراؤها، ستكون خطوة جادة لإضعاف النفوذ الأمريكي في سوريا.
أما بالنسبة للولايات المتحدة، فقد دعا أردوغان ميركل إلى مكافحة الحمائية الأمريكية، والتي تشكل "تهديداً كبيراً للأمن العالمي". زاد ترامب في وقت سابق، الرسوم على السلع من عدد من البلدان، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي وتركيا. تحدث اليوم الرئيس التركي أيضاً عن الحدث الذي وقع في قمة حلف شمال الأطلسي في تموز. عندما كان ترامب ساخطاً لأن أوروبا دفعت ثمناً غالياً من روسيا، وقال: "نتلقى 50٪ من الغاز الطبيعي من روسيا، وإذا لم نقم بشرائه، فإن مواطنينا سيتجمدون في الشتاء".
استفزازات الصحفيين
تبقى حقوق الإنسان وحرية التعبير في تركيا هي حجر العثرة الرئيسي في العلاقات الثنائية. فقد قام الصحفيون الألمان بتعذيب ميركل وأردوغان لوقت طويل مع أسئلة حول الصحفيين الألمان الذين تم اعتقالهم في تركيا. وصرحت المستشارة عن تقدم تدريجي في هذا الأمر، وطلب أردوغان من الألمان الثقة بالعدالة التركية واستذكر الأعضاء الألمان الانفصاليين الأكراد وجماعة فتح الله غولن، الذين قاموا بمحاولة الانقلاب في تركيا.
كانت ذروة المؤتمر الصحفي عندما حاول صحفي يرتدي قميص يحمل كلمة "حرية الصحفيين" تعطيل الاجتماع. لكن ذلك تم التعامل معه بأمان. ثم حاول مراسل وكالة الأنباء الألمانية القضية أيضاً ترتيب استفزاز، ولكن بشكل أكثر دقة. فسأل ميركل لماذا لم تدع الصحفي التركي "جان دوندار"، الذي يختبئ في ألمانيا واتهم تركيا بتسليم أسلحة إلى داعش. وسأل صحفي وكالة الأنباء الألمانية حتى أسئلة أكثر وضوحاً: "هل اعتذرت لميركل لاتهامات النازية؟" و "ما مدى خيبة أملكم في عدم عقد بطولة كرة القدم الأوروبية في تركيا؟" ولكن تجاهل أردوغان السؤالين.
النتائج
حصل أردوغان على ما يبدو على فرصة. فاستناداً إلى تصريحات ميركل، فإن ألمانيا مستعدة لدعم تركيا اقتصادياً. وستساعد برلين أنقرة في التغلب على الأزمة، لأنها تتعلق مباشرة بمصالحها أساساً بسبب اللاجئين وبسبب رأس المال والاستثمارات الألمانية في تركيا. وتلقت ألمانيا من جانبها ضمانات بأن تركيا ستستمر في ردع اللاجئين.
يمكننا أيضاً النظر في الاتفاق الذي تم التوصل إليه لعقد قمة بين روسيا وتركيا وفرنسا وألمانيا كتقدم كبير.
Discussion about this post