معركة ادلب هي المعركة الاستراتيجية الاخيرة في هذه المواجهة والتي بالتأكيد ستكون المسمار الأخير الذي سيدق في نعش الحرب الكونية على سورية وعلى ضوء ذلك سيتقرر نهائياً المنتصر في هذه الحرب، على الرغم من كل التحشيد المعلن عنه إعلاميا والغير معلن عنه سواء كان ذلك محليا او إقليميا او دوليا كما نسمع من تحركات دولية في عمق الخليج العربي وعمق البحر المتوسط.
المهم في الامر – ما يتقرر محليا سيما وان القيادة السورية اكدة ان معركة ادلب واقعة ولابد منها لان ذلك فيصل الوجود للكرامة السورية على ارضها ، سوريا بحاجة إلى هذه المعركة من اجل تصفية العدوان عليها ، سورية بحاجة الى هذه المعركة ليس من قبيل الثأر وليس من قبيل الرغبة في الحرب وليس من قبيل ان تدفع بأبنائها الى الشهادة انما هي تعمل وفق ما يجب ان يُعمل من اجل الدفاع عن كرامتها وكرامة ابنائها هو الحق المشروع التي بنيت عليه القوانين الشرعية والوضعية والمواثيق الدولية والاتفاقات والأعراف منذ نشأة البشرية
لهذا السبب نلاحظ ان سوريا بدأت تحشد قدراتها العسكرية وتعمد على استثمار القدرات الاستخباراتية بالشكل الذي يناسبها وبالشكل الذي يمكنها من النجاح في هذه المعركة. وبالمقابل نجد ان الولايات المتحدة الامريكية ومعها فرنسا وبريطانيا مثلث العدوان على سوريا تخدمهم قوى اقليمية في السعودية ودول الخليج الفارسي الاخرى كل هؤلاء بدأوا يحضرون لمعركة مركبة من شأنها ان تمنع سوريا من النجاح في معركة ادلب.
اليوم يترقب كل من له شأن ، موعد انعقاد قمة طهران التي ستجمع رؤساء روسيا وإيران وتركيا دول قدر لها ان تكون ضامنة للملف السوري وفق مخرجات استانا ولكن المضحك المبكي في الموضوع ان تركيا حتى هذه اللحظة تمارس سياسة الكذب والنفاق والتقلب فهي ما تزال جزء رئيسي ورأس الحربة في العدوان على سوريا ، وروسيا وايران الحليفتان مع سورية في محور (مكافحة الإرهاب ) كما اسماه السيد الرئيس بشار الأسد ، ولكن التطورات التي حصلت في الآونة الاخيرة جعلت تركيا في حالة ضبابية ، بمعنى انها قد تكون فقدت السيطرة على صنع القرار وذهبت الى استيراد القرار من الخارج وفق منظومة المقايضات المخدّجة التي لم يكتمل نموها بعد .
لذلك لا يمكن المراهنة على موقف تركي لصالح أي من الطرفين وتركيا اليوم تعمل بذهنية موقف اللحظة التي يمكن ان تتخذ او تسلك اتجاه يخدم سوريا بشكل موضوعي ويمكن ان تتخذ اتجاه اخر يسيء إلى سوريا لذلك الرهان على تركيا بشكل او بأخر من قبل أحد الطرفين لن يكون صحيحاً.
في المقابل لا يمكن ان نعتبر أن روسيا تركت المهمة في ادلب لتركيا ولا يمكن القول ان إيران أيضا أوكلت المهمة في ذلك الى غيرها رغم الحصار والنباح الإسرائيلي عليها لهذا السبب لا نعتقد ان الدور الروسي الإيراني سيكون سهلا في ظل المواقف التركية ذات المنحى الضبابي، بل ربما يكون أكثر قوة في ظل ما يتحقق من انجازات للجيش العربي السوري في انتصاراته المتلاحقة وملاحقة فلول الإرهاب على كامل بقاع الجغرافية السورية والذي يشكل القوة الضامنة لرهانات الروسي والإيراني معاً
وبذلك نقول ما يتحقق على الأرض للجيش العربي السوري هو الفيصل في المسارات الدبلوماسية والسياسية وان علا شأنها إقليميا ودوليا.
د. بشير حسن بدور
رئيس التحرير











Discussion about this post