اتفق القط والفار على خراب الدار

اسرائيل تعيش ممرات ضيقة وخانقة وهي سترتكب خطأ فادحا اذا جربت الاعتداء اكثر على مواقع واهداف في الجغرافية السورية سواء كانت هذه الاهداف سورية أو ايرانية او للمقاومة اللبنانية ، لان ما مضى من الايام ليس كا القادم منها ، وبالتالي اذا كانت لاتزال تعيش حالة الاحلام والغطرسة في تحقيق حلم اهدافها وجنون خيباتها  فمن المؤكد والثابت في العلوم الجيوسياسية انها ستخرج متخنة الجراح فيما لو لم تخرج مدمرة بالكامل .

فتاكيد المؤكد ليس بحاجة الى نظريات علمية واثباتات فقهية فمن واجه معظم دول العالم بحرب كونية هي الاعنف على مرِّ العصور وتصدى لها بكل عزيمة وايمان  بالسيادة الوطنية ، هو الاقوى على الساحة الدولية في التصدي لعدو ما زالت غطرسة احلامه تقوده الى التهور والتدحرج ككرات الثلج التي ما ان سطعت عليها حرارة الشمس فقدت حجمها واذابت هشاشتها

اليوم من هزم المشروع الامريكي الذي يقف خلف هذا العدو ، بات الاقوى على الساحة فيما يملك من قدرات للتصدي لأي عدوان اسرائيلي بمئات الآلاف من الصواريخ وطائرات الدرونز المفخخة  واسلحة اخرى قد تحرق كل شيئ تطاله

الذي يعتنق الاسلام دينا ويتخذ من الصهيونية امر في دعم المجموعات الارهابية بكل قدراته المادية واللوجستية متمسكا بقرارات امبريالية صهيونية امريكية مفادها ان ايران دولة صفوية شيعية عدوانية لها اهداف في المنطقة "توسعية " فعليه ان يعيد تلك الحسابات لحماية نفسه من خراب الدار الذي عشش فيه الفار .

يوم الخميس الماضي زار سيرغي ناريشكين ، رئيس الاستخبارات الخارجية الروسية تل أبيب ونقل رسالة إنذار لإسرائيل بأن صبر الاس 400 في سوريا بدأ ينفذ، ويأتي الهجوم الاسرائيلي بالصواريخ للإعلان عن رفضها للطلب الروسي .

الأسبوع الماضي زار وفد لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست موسكو ووصف مسؤولون اسرائليون الزيارة بالفاشلة، بعدما رفض الجانب الروسي محاولات الوفد الاسرائيلي دق اسفين بين روسيا وإيران، وقيل أن طهران ستقيم قاعدة جوية في أكبر مطار حربي سوري بين تدمر ودير الزير لا يمكن لإسرائيل ضربه او مراقبته.

الأهم من ذلك، هو أنه يجري تحضير الشارع الروسي لتقبل إمكانية وقوع صدام عسكري مع اسرائيل.. حيث شكلت بطركية موسكو وعموم روسيا لجنة للتحقيق في ملابسات قتل القيصر الروسي وأسرته نيقولاي الثاني قبل مئة عام بعد الكشف عن وثائق تثبت أن تصفية القيصر وأطفاله تمت ضمن طقوس يهودية وبمشاركة حاخامات.

تقودنا الخلاصة الى خراب الدار فيما لو اتفق القط والفار

الدكتور بشير حسن بدور  رئيس تحرير موقع سنمار الاخباري