تثير التطورات الأخيرة في المشهد السوري ولا سيما في إدلب شمال البلاد العديد من التساؤلات حول ماهية حسابات موسكو مع أنقرة ولاسيما عقب موافقة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على لقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في موسكو في 5 مارس الجاري بهدف وضع النقاط على الحروف فيما يتعلق بقواعد المرحلة القادمة بعد أن بات واضحا أن الأخير مصمم على حسم قضية إدلب لصالحه وحلفائه.
وفي هذا الشأن أكد الخبير والمحلل السياسي السوري الدكتور بشير بدور “للنهضة نيوز” أن المشهد المعقد في الشمال السوري ولا سيما في إدلب بدأ يتكشف أكثر فأكثر بعد أن شابته في سابق الأيام، حالة من الضبابية، إذ بدت الصورة جلية ليس أمام أعين السوريين و حلفائهم فقط بل أمام العالم أجمع، بأن أردوغان الذي يترأس أيديولوجيا وفكر “الإخوان المسلمين” : “يتلقى أوامره من رؤسائه الأمريكان والإسرائيليين وسط وعود بمساعدته لتحقيق أحلامه السرطانية في المنطقة وإعادة أمجاد (الدولة العثمانية الإسلاموية) على اعتبار أنها سلبت من أرض الوطن ويجب استرجاعها”.
وأوضح الدكتور بدور أن ذلك يظهر واضحا اليوم من خلال الدعم اللامحدود الذي يقدمه أردوغان للتنظيمات المسلحة بمختلف مسمياتها والمدرجة على لوائح الإرهاب الدولية والتي تقاتل الدولة السورية والجيش الوطني في ليبيا في انتهاك سافر للقانون الدولي الذي يدين التدخل في شؤون الدول الأخرى.
و وفقا لتطورات الأوضاع الميداينة في إدلب استبعد الدكتور بدور أن تصل الأمور هناك إلى مواجهة مباشرة بين الجيشين السوري والتركي معتبرا أنها ستقتصر على إسقاط بعض المسيرات التي تساعد بها القوات التركية “الإرهابيين” في مواجهة الجيش أو عبر الاستمرار باستهداف الجنود الأتراك الذي يقاتلون جنبا إلى جنبا في صفوف المجموعات المسلحة “غير الشرعية” ضد الجيش السوري لافتا إلى أن أردوغان سيكون الخاسر الأكبر هو وجيشة في حال فكر بالمواجهة العسكرية المباشرة مؤكدا أحقية الدولة السورية بالرد على الإرهاب الذي يستهدفها منذ نحو عقد من الزمن.
وأشار الدكتور بدور إلى أن أنقرة تقوم بشكل غير مباشر عبر بعض القنوات باستجداء طهران بهدف القيام بوساطة لإيقاف المواجهة في إدلب بالتزامن مع التوصل لعقد القمة التي تأكد موعدها بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي في الخامس من الشهر الجاري والتي تعطي دلالات واضحة بأن التركي سيأتي إلى موسكو ليطلب من الروسي آلية تساعده على الخروج من المستنقع السوري الذي أدخل نفسه فيه بسبب غطرسته و تضخم أحلامه.
وأكد الخبير السياسي السوري أن الجيش السوري بانتصاراته التي حققها وما يزال في معركته ضد الإرهاب شمال البلاد أفشل المشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة مشددا على أنه سيواصل التقدم دون هوادة إلى الجزيرة السورية شرق البلاد لتحريرها من الوجود الأمريكي والتركي “غير الشرعي” ومن المجموعات “الكردية الانفصالية” والتي تحلم بإقامة “كيان كردي” في تلك المنطقة مرتبط بالكيان الإسرائيلي وبالتالي تحقيق النصر النهائي الذي بات في عشره الأخير وتحرير كامل الجغرافيا السورية من الإرهاب.