قليل من الذكاء يعرف ان ما يسمى صفقة القرن ان هي حقيقة فلن تكون لصالح الفلسطينيين وان كانت كذبة روج لها على انها حقيقة فليس هنالك سوى تاريخ متكرر من النيات السيئة التي تلبس لبوس الحل.
قمة وارسو حققت ما كانت تصبو إليه ورفعت شعاراتها “الباهرة” ثم ذهب كل إلى بلده من أجل التأمل.. ليس هنالك أجمل من التأمل كما كان يعتقد الجنرال ديغول، إنها متعة الإحساس بالأفكار ووضعها على مدار التفكير ضمن نظرة ما هو أبعد. في قمم تدعو إليها اميركا تسبقها معلومات من هنا وهناك من أجل ان لا تكون نتائجها غريبة أو مفاجئة.
كل ما يراد صار معروفا، المهم هي إسرائيل، يجب ان تفك عزلتها طالما ان العرب غير منسجمين ومنقسمين وليس من شعار أخاذ يجمعهم. من قوانين العزلة ان المعزول يحتاج دائما إلى من يساعده على الخروج من ازمة حصاره.
صفقة القرن في كل الحالات ملها الغبار ان كانت موجودة على الورق.. ربما هي أفكار ما تزال في رأس من وضعها، هل هو ترامب ام هو صهره كوشنير ام بولتون ام أطراف أخرى.. ليس مهما من يكون الذي أمسك بالقلم وخط حروفها ووضع لها سيناريو الارشاد الى التحقق. لكنهم على ما يبدو يريدون تزيين الطريق لها قبل ان تقرر خروجها إلى النور في لحظة صائبة لها علاقة بحدث أو مناورة.. لكنها لن تكون صدمة في كل الأحوال طالما ان الرئيس محمود عباس سماها بصفعة القرن، مما يعني انه على علم بتفاصيلها وقد عرضت عليه، أو أنه يريد استباق الأمور، لكن الحالة الأولى هي الأبرز، ليس في السياسة موقف دون ارتكازه على وقائع.
مفهوم الصفقة المعروف انه تجاري بحت، قد يخسر مثلما قد يربح، لكنه يعتمد على الرهان. أما في السياسة على ما يبدو من أوليات ما يقال حولها، فإنها مرفوضة من قبل الفلسطينيين أولا ومن غيرهم، ثم هل ما يجري من فك العزلة حول اسرائيل ضمن الممهدات لها، أو هي شعائر أولية لترتيب الصورة ضمن اطارها اولا وبعده محتواها.
إذا عددنا المحاولات التي مرت في السياسة الاميركية تحت شعار حل الصراع الاسرائيلي الفلسطيني فقد نكون أمام رقم كبير.. جلها صفقات، وبعضها أفكار ظلت في خزائنها، وبعضها الآخر مقدمات لم يكتب لها ان تستكمل. تاريخ هذا النوع من المهمات خابت كلها تقريبا، لكنها قد تكون، وهو مؤكد، من تفاصيل الصفقة الحالية، ليس هنالك محاولات إلا وتستند دائما إلى ما سبقها، ارشيف تلك المحاولات له دلالاته على ما وصلت إليه وكيف قوبلت ومن عطلها، أو كيف سقطت قبل أن تبلغ مداها.
التاريخ تدوين ومن يريد المعرفة عليه ان يعيد ما كتب في هذه الصدد، نحن أمام منصة للكلمات وما أكثرها في تاريخ الصراع الاسرائيلي الفلسطيني.
الوطن العمانية – زهير ماجد
Discussion about this post