افتقر مؤتمر وارسو الذي عقد بدعوة من الولايات المتحدة الأمريكية وتشجيع إسرائيلي إلى المصداقية وحكم عليه بالفشل ولا سيما أنه جاء تحت عنوان الأمن والسلام في الشرق الأوسط دون مشاركة اللاعبين الأساسيين في المنطقة خاصة روسيا والصين.
المؤتمر الذي ولد ميتا حاولت واشنطن فيه حشد المواقف المعادية لإيران بالتوازي مع تقديم الدعم لكيان الاحتلال الإسرائيلي وصل إلى حدود غير مسبوقة في مستويات تطبيع الأنظمة الخليجية مع الكيان الغاصب.
إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي تواصل عداءها المعلن للقضية الفلسطينية دشنت عبر وارسو فصلا جديدا من فصول الخداع والتضليل والتآمر والتحريض ضد الشعب الفلسطيني وقضيته مقابل تأمين كيان الاحتلال وحمايته.
حضور رئيس وزراء كيان الاحتلال بنيامين نتنياهو المؤتمر أثار ردودا غاضبة فلسطينيا وعربيا رأت ان الولايات المتحدة وحلفاءها يعملون من خلال مؤتمر وارسو على تصفية القضية الفلسطينية وتغيير المسار الطبيعي للصراع مع الاحتلال الإسرائيلي إلى التطبيع معه وأن ذلك يوضح جليا تخلي بعض الأنظمة العربية عن القضية الفلسطينية واعترافهم بالاحتلال الإسرائيلي لأرض فلسطين.
أحزاب وفصائل فلسطينية وعربية أدانت المشاركة العربية فيما وصفته الاجتماع التآمري وما صاحبه من لقاءات ومصافحات علنية وسرية مع مسؤولي كيان الاحتلال وأكدت أن تلك اللقاءات وصمة عار على جبين أولئك المتهافتين على التطبيع وانها تشجع القتلة على الاستمرار في جرائمهم ضد الشعب الفلسطيني الذي رفض مسؤولوه حضور المؤتمر.
وفيما طالب وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو خلال المؤتمر بالتقريب بين دول الشرق الأوسط والابتعاد عما سماه التفكير التقليدي الذي يعزل كيان الاحتلال التقطت صور عديدة تجمع وزراء خارجية عرب مع نتنياهو على طاولة واحدة وفي الغرف المغلقة.
إيران من جهتها أكدت أنه رغم محاولات واشنطن لتشكيل تحالف جديد ضدها فإن عدد ومستوى المشاركين كان متدنيا كما أن الكثير من المشاركين امتنع عن تأييد أي قرار مناهض لها وأن البيان الختامي له فاقد المفعول ويفتقر لأي مصداقية وأن الفشل الذريع كان حليف المؤتمر.
بعد إصابة واشنطن بالإحباط بتحقيق أهدافها المقصودة من وراء وارسو دعت الدول الأوروبية إلى الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران لتكريس سياسة العداء للشعوب ولزيادة حالة انعدام الأمن والاستقرار في المنطقة.
مضيفة المؤتمر بولندا التي تسعى لتعزيز علاقاتها بالولايات المتحدة للوقوف في وجه روسيا كما هو حال دول الاتحاد الأوروبي أكدت أنها لا تزال ملتزمة بدعم الاتفاق النووي مع إيران.
ويرى مراقبون أن التفاف الدول الكبرى الأوروبية الثلاث ألمانيا وبريطانيا وفرنسا المؤيدات للاتفاق النووي على العقوبات الأمريكية على إيران يوضح حجم الفجوة العميقة بين دول الاتحاد الأوروبي وواشنطن حيال ايران.
سنمار سورية الإخباري ـ وكالات
Discussion about this post