الدكتور بشير بدور
في اشارة واضحة الى اتفاق “اضنة” (بروتوكول أضنة) بين الدولة السورية والدولة التركية وهو كما ظهر الحديث عنه مؤخرا بانه كاد الأمر ان يصل إلى صدام عسكري مباشر، قبل أن يتم توقيع الاتفاق في ولاية أضنة جنوبي تركيا بوساطة مصرية إيرانية.
حدث ذلك أواخر التسعينيات (1998) عندما ازدادت حدة التوتر بين تركيا وسوريا، لدرجة قيام تركيا بحشد قواتها على الحدود بين البلدين، بحجة قطع الدعم المتواصل الذي كانت تقدمه دمشق لتنظيم حزب العمال الكردستاني، وإيوائها زعيمه عبد الله أوجلان والسماح له بإقامة معسكرات على أراضيها.
ضم الاتفاق 4 ملاحق تضمنت المطالب التركية والتعهدات. كما نص على احتفاظ تركيا بممارسة حقها الطبيعي في الدفاع عن النفس، وفي المطالبة بـ”تعويض عادل” عن خسائرها في الأرواح والممتلكات، إذا لم توقف سوريا دعمها لـ”حزب العمال الكردستاني” فورا.
وجاء في نص الاتفاق الموقع بتاريخ 20 /10/ 1998
1ـ إن سوريا، وعلى أساس مبدأ المعاملة بالمثل، لن تسمح بأي نشاط ينطلق من أراضيها بهدف الإضرار بأمن واستقرار تركيا. كما ولن تسمح سوريا بتوريد الأسلحة والمواد اللوجستية والدعم المالي والترويجي لأنشطة حزب العمال الكردستاني على أراضيها.
2ـ لقد صنفت سوريا حزب العمال الكردستاني على أنه منظمة إرهابية. كما حظرت أنشطة الحزب والمنظمات التابعة له على أراضيها، إلى جانب منظمات إرهابية أخرى.
3ـ لن تسمح سوريا لحزب العمال الكردستاني بإنشاء مخيمات أو مرافق أخرى لغايات التدريب والمأوى أو ممارسة أنشطة تجارية على أراضيها.
4ـ لن تسمح سوريا لأعضاء حزب العمال الكردستاني باستخدام أراضيها للعبور إلى دول ثالثة.
5 ـ ستتخذ سوريا الإجراءات اللازمة كافة لمنع قادة حزب العمال الكردستاني الإرهابي من دخول الأراضي السورية ، وستوجه سلطاتها على النقاط الحدودية بتنفيذ هذه الإجراءات.
اتفق الجانبان على وضع آليات معينة لتنفيذ الإجراءات المشار إليها أعلاه بفاعلية وشفافية.
وفي هذا السياق يعتبر الطرفان أن الخلافات الحدودية بينهما منتهية، وأن أياً منهما ليس له أية مطالب أو حقوق مستحقة في أراضي الطرف الآخر.
يفهم الجانب السوري أن إخفاقه في اتخاذ التدابير والواجبات الأمنية ، المنصوص عليها في هذا الاتفاق، يعطي تركيا الحق في اتخاذ جميع الإجراءات الأمنية اللازمة داخل الأراضي السورية حتى عمق 5 كم.
الاربعاء ستعقد القمة بين رؤساء الدول الثلاثة + 1 في مدينة سوتشي الروسية واعني بذلك الجانب الروسي والجانب الايراني والجانب التركي وسيحضر (برتوكول اضنه) كرئيس رئيسي رابع على طاولة الحوار والذي اعتقد انه سيحقق مخرجات ايجابية تلزمها إملاءات روسية ايرانية تتمسك بها الدولة التركية على خلفية (اضنه) لاعتبارات ضبابية قد يكون القرار الامريكي بالانسحاب من الشرق السوري احد هذه الاعتبارات ، وربما حفظ ماء الوجه للنظام التركي بالخروج من الازمة السورية ثاني هذه الاعتبارات بعد الاقرار الضمني بان مشروعه العثماني الاخواني قد فشل في الجغرافية السورية ، وهذا يبرر الى حد ما الكثير من الاشكاليات التي يتخذها رأس النظام التركي كوسيلة لإطالة الوقت بانتظار انعقاد قمّة سوتشي بطبعة جديدة (اضنه 2 ) اكثر ايجابية وملائمة للخروج من الحرب على سورية ، فالطريق الى سوتشي هذه المره سيكون من الباب العالي لـــــ (اضنه) .
*رئيس التحرير