موسكو تلوم واشنطن وبرلين تدعو لتغيير المواقف
وكالات
أعلنت الولايات المتحدة الانسحاب من معاهدة القوى النووية متوسطة المدى في خطوة أيدها حلف الناتو وسط تخوفات أوروبية، فيما تلوم موسكو واشنطن وتدعو برلين لتغيير المواقف.
وأعلن البيت الأبيض خروج الولايات المتحدة من معاهدة القوى النووية المتوسطة الموقعة مع الاتحاد السوفيتي السابق، وأكد أن هذه الخطوة ستدخل حيز التنفيذ في غضون ستة أشهر.
وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إن بلاده ستعلق التزامها بمعاهدة القوى النووية المتوسطة المدى المبرمة مع روسيا وستنسحب من المعاهدة التاريخية في غضون ستة أشهر إذا لم تتوقف موسكو عن انتهاكها.
وقبل المؤتمر الصحفي لوزير الخارجية الأميركي لم ترد إشارة رسمية من جانب وزارة الخارجية بشأن أن موضوع المؤتمر سيكون المعاهدة، لكن مسؤولين بوزارة الخارجية أشاروا في تعليقات يوم الخميس إلى أن الولايات المتحدة مستعدة لوقف الالتزام بتلك المعاهدة الثنائية .ويأتي المؤتمر أيضا بعد يوم من فشل محاولة لإنقاذ المعاهدة.
وقال حلف شمال الأطلسي (ناتو) في بيان إن أعضاء الحلف “يؤيدون تماما” الإخطار الذي أصدرته الولايات المتحدة باعتزامها الانسحاب من معاهدة القوى النووية المتوسطة المدى المتعلقة بالصواريخ النووية بسبب أفعال روسيا.
وأضاف البيان “تتخذ الولايات المتحدة هذا الإجراء ردا على تهديدات كبيرة للأمن الأوروبي ـ الأطلسي ناجمة عن قيام روسيا سرا بتجربة وإنتاج ونشر أنظمة صواريخ كروز (9إم729) التي تطلق من الأرض”.
من جانبه قال نائب وزير الخارجية الروسي، سيرجي ريابكوف، في حوار مع التلفزيون الرسمي: “في الثاني من فبراير، سوف تعلق الولايات المتحدة الأميركية تنفيذ التزاماتها بموجب المعاهدة. وهذه خطوة خطيرة، وتعني أن واشنطن ستحرر في الواقع من أي نوع من القيود تفرضها المعاهدة. غير أنه لن يكون هناك أي انسحاب رسمي في الثاني من فبراير.والسؤال (الآن)هو ما إذا كان الأميركيون سيتخذون الخطوة التالية، ويرسلون اخطارا بالانسحاب إلينا”.
وذكر ريابكوف الخميس إن روسيا لا ترى “تقدما” في الإبقاء على المعاهدة التي مضى عليها أكثر من 30 عاما.
وقال ريابكوف في تصريحات نقلتها وكالة تاس للأنباء: ”الموقف الاميركي ما زال متعنتا”، وذلك بعد اجتماع مع وكيل وزارة الخارجية الأميركية لشؤون التسلح أندريا تومبسون في بكين.
كانت إدارة ترامب حذرت في ديسمبر من أنها ستنسحب من المعاهدة الثنائية مع روسيا إذا لم تمتثل في غضون 60 يوما، وحددت الثاني من فبراير (السبت) موعدا نهائيا لذلك.
وتقول الولايات المتحدة إن صواريخ (9 إم 729) الروسية التي يتم إطلاقها من منصات أرضية تنتهك المعاهدة. وتضيف أن قدرات تلك الصواريخ هي في النطاق المحظور (500 إلى 5500 كيلومتر) وتريد من روسيا تدميرها .ووفقا لروسيا، فإن مدى الصواريخ يصل إلى 480 كيلومترا. وتقول الولايات المتحدة إن مداها يصل إلى 2600 كيلومتر على الأقل، وهو ما يعني أنها قادرة على الوصول إلى كل العواصم الأوروبية تقريبا.
وقالت كاي بيلي هاتشيسون، سفيرة الولايات المتحدة في حلف شمال الأطلسي، في مقطع فيديو نشر يوم الخميس على تويتر، إن روسيا ترفض باستمرار الاعتراف بانتهاكها وتواصل التضليل فيما يتعلق بصاروخها.
وأضافت: “يتفق جميع حلفاء الناتو على أن انتهاك روسيا هو خرق مادي للمعاهدة وأن الولايات المتحدة ملتزمة بالمعاهدة”.
وقالت إنه بينما التزمت الولايات المتحدة بشروط المعاهدة ، طورت روسيا صاروخا “يخرق صميم” المعاهدة.
من جانبهم أعرب العديد من وزراء الخارجية الأوروبيين عن قلقهم حيث قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، في بوخارست، حيث يحضر محادثات مع نظرائه بالاتحاد الأوروبي:”بدون معاهدة القوى النوية المتوسطة المدى سيكون هناك أمن أقل”. وأشار إلى أن الخروقات الروسية ألغت المعاهدة.
وحث وزير الخارجية المجري بيتر زيجارتو الجانبين على التعاون، مشيرا إلى أن بلاده تعلمت درسا واضحا من التاريخ مفاده: “عندما يكون هناك صراع بين الشرق والغرب، دائما ما نخسر نحن الواقعون بوسط أوروبا”.
وقال نظيره البلجيكي ديدييه رايندرز إن الانسحاب من المعاهدة ليس النهج الصحيح.
وأضاف: “ليس بالخروج من إطار العمل المتعدد الأطراف سيتمكن المرء من النجاح في أن يتمتع بقدرة أكبر على الضغط أو الكفاءة في النضال من أجل حظر انتشار الأسلحة النووية”.
ويخشى الكثيرون في أوروبا من أن انسحاب أميركا سوف يؤدي إلى نقاش بشأن إعادة التسلح النووي.غير أن ماس حذر من مثل هذه الأحاديث.
وأضاف: “لم تعد أوروبا مقسمة مثلما كانت خلال فترة الستار الحديدي، وهذا السبب وراء عدم ملائمة كل الإجابات من هذه الفترة للتصدي للتحديات التي نواجهها الآن”.
Discussion about this post