في زيارة حملت رسائل ودلالات عديدة من حيث التوقيت والمكان، وبتوجيه من القائد العام للجيش والقوات المسلحة الفريق بشار الأسد، قام نائب القائد العام وزير الدفاع العماد علي عبد الله أيوب أمس بجولة تفقدية على بعض وحدات الجيش العاملة في ريفي حماة الشمالي والشمالي الغربي.
وبحسب وكالة «سانا» الرسمية فقد زود أيوب القادة الميدانيين بتوجيهاته لمتابعة المهام المقبلة، والعمل بكل ما يمكن ليكون العام الحالي عام النصر الناجز على الإرهاب وداعميه، واستمع منهم إلى طبيعة المهام والأعمال القتالية المنفذة في التصدي للمجموعات الإرهابية التي تعمل بشكل دائم على خرق الاتفاق الذي تم التوصل إليه في «سوتشي»، من خلال التصعيد الإرهابي الذي ظهر بوضوح عبر الاستمرار بالاعتداء المتكرر على المواطنين الآمنين في ريفي حماة الشمالي والشمالي الغربي.
زيارة وزير الدفاع إلى تخوم ريفي حماة الشمالي والشمالي الغربي ترافقت مع أنباء نقلتها مصادر معارضة مقربة من الميليشيات المسلحة الموالية والممولة من تركيا في إدلب وذكرت فيها أن «توجيهات» أصدرتها أنقرة للميليشيات تقضي بضرورة تعاملها في الوقت الراهن مع «حكومة الإنقاذ» التابعة لـ«جبهة النصرة»، وواجهتها الحالية «هيئة تحرير الشام»، والتي باتت تسيطر وتدير معظم محافظة إدلب والأرياف المجاورة.
وأوضحت المصادر المقربة من «الجبهة الوطنية للتحرير»، التي تضم 11 ميليشيا تابعة لتركيا، لـ«الوطن» أن تركيا فرضت على الميليشيات تقديم فروض الطاعة لـ«النصرة» لتصبح حاكم إدلب الأوحد بدل خوض صراع معها.
وبينت المصادر أنه وبعد استسلام ميليشيا «حركة أحرار الشام الإسلامية» و«ألوية صقور الشام»، التابعين لـ«الوطنية للتحرير»، وتسليم مناطق سيطرتهما في سهل الغاب وجبل شحشبو من دون قتال لـ«تحرير الشام» لوقف المواجهات معها، فرضت تركيا أمس على «جيش الأحرار» التابعة للجبهة أيضاً توقيع صك إذعان معها ينص على تسليم حواجزها العسكرية وأسلحتها الثقيلة في ريفي إدلب واللاذقية الشماليين القريبين من الحدود التركية، لتحكم «النصرة» عبر حكومتها قبضتها بشكل شبه كامل على محافظة إدلب وأرياف اللاذقية الشمالي الشرقي وحماة الشمالي والشمالي الغربي وأرياف حلب الجنوبية الغربية والغربية والشمالية الغربية.
وأشار خبراء عسكريون لـ«الوطن» بأن تصريحات وزير الدفاع التركي خلوصي آكار، خلال اجتماعه أمس مع قادة عسكريين أتراك عند الحدود السورية ومع رئيس الأركان يأشار غولر ورئيس الاستخبارات هاكان فيدان، بأن تركيا تبذل كل الجهود «لوقف إطلاق النار والاستقرار في إدلب في إطار تفاهم سوتشي، ما هو إلا تلفيق وتضليل للحقائق على الأرض ومجرد كلام للاستهلاك السياسي، لن يذر الرماد في عيون روسيا الضامن الآخر لاتفاق «المنزوعة السلاح» والذي بات في طي النسيان بالنسبة لأنقرة، على الرغم من إعلامها قادة ميليشياتها المسلحة بأنه ما زال «ساري المفعول» من دون أن تطبق أياً من بنوده.
وكالات
Discussion about this post