منذ بدء العدوان على قطاع غزة قدمت الإدارة الأميركية الدعم السياسي والعسكري المطلق لكيان الاحتلال دون أن تضع خطوطاً حمراء لآلة القتل الإسرائيلية باعتبار أن هذا الكيان هو الركيزة التي وضعتها الولايات المتحدة الأميركية في منطقة الشرق الأوسط من أجل مصالح استراتيجية كبرى..اليوم وبعد مرور ثلاثة أشهر على بداية العدوان أظهرت الأحداث بأن هذه الركيزة باتت عبئاً على واضعها فتغير المشهد السياسي وأدركت الإدارة الأميركية بأنها بدأت تفقد السيطرة على النظام العالمي وبالتالي سقوط معادلة القطب الواحد..فقد صرح مثلاً الرئيس الأميركي جو بايدن منذ مدة بأن حكومة نتنياهو تفقد الدعم بسبب قصفها العشوائي وكأنه أعطى الضوء الأخضر لـ”بيني غانتس” رئيس الأركان السابق في جيش الاحتلال والذي يقدم نفسه بديلاً لنتنياهو.
هناك أيضاً آراء وأفكار داخل الإدارة الأميركية بفرض عقوبات على مسؤولين سياسيين وأمنيين اسرائيليين في حكومة اليمين المتطرف ليس حرصاً على الشعب الفلسطيني بالتأكيد بل خوفاً من سقوط كيان الاحتلال من الداخل قبل الخارج بمعنى كي تخرج إسرائيل سالمة وليست منتصرة، وهو ما أكده المحلل السياسي الاسرائيلي في قناة 12 (أمنون أبراموفيتش) بتصريحه: “إن أخطر ملف تواجهه اسرائيل ليس ملفات فساد نتنياهو وإنما الأخطر منها هو ملف خراب اسرائيل الثالث”.
شهدنا أيضاً تباينات في الرأي وانقسامات على المستويين الأمني والسياسي داخل سلطة الاحتلال كالمؤتمرات الصحفية لنتنياهو المنفصلة عن مؤتمرات وزير الحرب غالنت وهي دليل خلل باتخاذ القرار العسكري والسياسي في هيئة الحرب الواحدة، كما طالب رئيس الأركان السابق غانتس أيضاً بتمديد الهدنة التي فُرضت بشروط المقاومة الفلسطينية في ظل مظاهرات حاشدة في تل أبيب ولا ننسى غضب القيادات العسكرية من القيادة السياسية بسبب خطورة الجبهة الشمالية مع المقاومة في لبنان وعدم وضع خطة مستقبلية فقد صرح “كوتي ميروم” وهو عقيد في الاحتياط، هناك أزمة استراتيجية في الجبهة الشمالية والخسائر هائلة.
كل هذا يؤكد بأن التباينات في الرأي والانقسامات في الموقف واتخاذ القرار لدى الإدارة الأميركية أو في سلطة الاحتلال سببها الانجازات التي قدمتها جبهة المقاومة في الميدان بعملياتها النوعية والمعقدة وعلى المستوى السياسي أيضاً، حيث فرضت واقعاً جديداً وأعادت إحياء القضية المركزية فلسطين وليس فقط غزة على الساحة الدولية .
بالخلاصة نقول بأن المعادلة بسيطة وهي: لن ينعم كيان الاحتلال بالأمن والسلام حتى ينعم الفلسطينيون به.
ولا يمكن إلغاء الآخر بالقوة حينما يكون متجذراً في أرضه ومستبسلاً للدفاع عنها بعكس المحتل الذي يفتقد لهوية الانتماء.
منصة إعلامية إلكترونية تنقل الحدث الإخباري بشكلٍ يومي تعني بالشؤون المحلية والعربية والعالمية تشمل مواضيعها كافة المجالات السياسية والثقافية والاقتصادية إضافة إلى أخبار المنوعات وآخر تحديثات التكنولوجيا