جدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أمس دعوته إلى «وقف فوري لإطلاق النار» في قطاع غزة، في حين طالب مفوض السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إسرائيل بالانصياع للقانون الدولي، مشدداً على أنه «من غير المقبول إرغام المدنيين في رفح على التوجه إلى مناطق غير آمنة».
وحسب وكالة «فرانس برس»، قال غوتيريش في كلمة مسجّلة بثّت خلال مؤتمر دولي للمانحين في الكويت: إن «الحرب على غزة تتسبب بمعاناة إنسانية مروعة تزهق الأرواح وتشتت شمل العائلات وتجعل أعداداً هائلة من الناس بلا مأوى، يعانون الجوع والصدمة»، وأكرر دعوتي، للعالم، إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية وزيادة فورية في المساعدات الإنسانية.
واعتبر غوتيريش أن وقف إطلاق النار لن يكون سوى البداية، مؤكداً أن طريق العودة من الدمار والصدمة التي خلفتها هذه الحرب سيكون طويلاً، مشيراً إلى أن أهالي غزة سيحتاجون إلى شراكات أقوى وأعمق للحصول على المساعدة الإنسانية والتنمية على المدى الطويل، للوقوف على أقدامهم مجدداً وإعادة بناء حياتهم.
في السياق، شدد مفوض السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل على ضرورة التزام كيان الاحتلال الإسرائيلي بمبادئ القانون الدولي، وضمان سلامة المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة ومنع إرغامهم على الخروج بالقوة من مدينة رفح.
وطالب بوريل في حسابه على منصة «إكس» الاحتلال الإسرائيلي بالامتناع عن اقتحام مدينة رفح، وحذر من عواقب مثل هذا الهجوم على المدنيين، وقال بوريل: إن «إرغام المدنيين على إخلاء رفح إلى مناطق غير آمنة أمر غير مقبول وعلى إسرائيل الالتزام بموجب القانون الدولي بضمان سلامة المدنيين، موضحاً أن مثل هذا الأمر سيتسبب بأزمة إنسانية كبيرة، وتؤكد الأمم المتحدة أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تمنع فعلياً تسليم المساعدات الإنسانية الدولية للمدنيين المتضررين في قطاع غزة.
في الأثناء، وصف رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل أوامر إسرائيل للمدنيين بالخروج من رفح إلى مناطق غير آمنة بـ«غير المقبولة» داعياً «تل أبيب» إلى «عدم القيام بعملية برية في المدينة»، وأكد ميشيل في تصريح له أورده موقع «النشرة» الإلكتروني اللبناني، «ضرورة أن تعمل نقاط العبور بكامل طاقتها وأن تسمح بمرور المساعدات الإنسانية الأساسية وسط مجاعة متفاقمة، وكتب بجانب عبارته هاشتاغ رفح».
كما أكد ميشيل على الجانب الإسرائيلي «ضرورة احترام القانون الإنساني الدولي وحثه على عدم القيام بعملية برية في رفح بقطاع غزة»، وشدّد على «وجوب استمرار كل الجهود للتوصل إلى اتفاق لوقف دائم لإطلاق النار»، وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي «ملتزم بالسلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين»، مردفاً بالقول: إن «إنشاء دولة فلسطين القابلة للاستمرار أمر أساسي في هذا الصدد، جنباً إلى جنب في سلام وأمن مع إسرائيل كما هو موضح في قرارات الأمم المتحدة».
إلى ذلك، دعت دولة جنوب إفريقيا، المجتمع الدولي، بما في ذلك حلفاء إسرائيل، إلى عدم غض الطرف عن الإبادة الجماعية المستمرة بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، وقال رئيس الدولة سيريل رامافوزا: «على العالم أن يبذل المزيد من الجهد لإنهاء اضطهاد الفلسطينيين، بما في ذلك اضطهاد العديد من النساء والأطفال الأبرياء».
وأضاف، في بيانٍ: إن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين وصلت إلى مستويات غير مفهومة من القسوة والكراهية والقمع العنيف الشديد، وأعلن أن بلاده قدمت «طلبا عاجلاً»، إلى محكمة العدل الدولية لاتخاذ إجراءات إضافية لحماية الشعب الفلسطيني في غزة من الانتهاكات الجسيمة لحقوقه.
وأوضح رامافوزا أن طلب جنوب إفريقيا تمّ بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية، ولاسيما نتيجة العملية العسكرية لـ«جيش» الاحتلال في رفح جنوبي القطاع، جاء ذلك بعد أن انضمت ليبيا أول من أمس إلى دعوى جنوب إفريقية ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية.
وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» أكدت بدورها تهجير 300 ألف فلسطيني من رفح بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية، وفندت الادّعاءات الإسرائيلية بشأن وجود أماكن آمنة في قطاع غزة، إذ أفادت الوكالة بأن نحو 300 ألف شخص تم تهجيرهم من رفح، في استمرار للتهجير القسري وغير الإنساني للفلسطينيين في قطاع غزة، مؤكدةً أنه لا مكان آمناً للذهاب إليه في قطاع غزة.
وقال المفوّض العام للوكالة، فيليب لازاريني: إن «أوامر الإخلاء التي تصدرها السلطات الإسرائيلية، تجبر الناس في رفح على النزوح إلى أي مكان»، مشيراً إلى أن «الادعاء بوجود مناطق آمنة في قطاع غزة كاذب ومضلل».
ومع استمرار التنكيل وعمليات الإبادة الإسرائيلية وأوامر الإخلاء التي يصدرها الاحتلال، يواصل الفلسطينيون النزوح من جباليا وبيت لاهيا شمال قطاع غزة، بعد الاستهدافات المتكررة من القوات الإسرائيلية، وصدور أوامر من الجيش للسكان بإخلاء هذه المناطق، بدعوى الاستعداد لتنفيذ عملية عسكرية «للقضاء على عناصر حماس».
على خطٍّ موازٍ، أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف»، أن «لا مكان آمناً يذهب إليه 600 ألف طفل في رفح»، وأكد أن «كل أطفال غزة بحاجة لخدمات الدعم النفسي والاجتماعي»، وأوضحت المنظمة أن «مئات الآلاف من الأطفال في رفح يعانون إعاقات ومشاكل صحية»، وفق ما نقل موقع «النشرة» الإلكتروني اللبناني
منصة إعلامية إلكترونية تنقل الحدث الإخباري بشكلٍ يومي تعني بالشؤون المحلية والعربية والعالمية تشمل مواضيعها كافة المجالات السياسية والثقافية والاقتصادية إضافة إلى أخبار المنوعات وآخر تحديثات التكنولوجيا