يستغفل قادة ورؤساء حكومات الكيان المحتل العالم، وهم يروجون لانفسهم بأنهم واحة الديمقراطية، في منطقة دكتاتورية، وانهم مستهدفون ويعيشون في خطر دائم يتهددهم من كل حدب وصوب، والاكثر غرابة انهم يستهبلون العالم اكثر وهم يخرجون المسرحية تلو الاخرى، داخل ما يسمى بالكنيست «البرلمان الاحتلالي»، عندما يصدرون القوانين الخاصة بالاراضي الفلسطينية المحتلة والفلسطينيين، حيث لا يحتاج اضخم قانون لاكثر من خمس دقائق لصياغته واصداره والمصادقة عليه، وتطبيقه ودخوله حيز التنفيذ والعمل به على الفور، الى جانب ذلك، اذا جاز التعبير، ونعتنا هذا الكيان الغاصب، بـ»دولة»، فانه الوحيد في العالم، الذي ليس له حدود ولا دستور، كما انه الوحيد الذي يعترف بقرى وتجمعات سكانية ولا يعترف باخرى، وجميعها تعيش في داخله، انها جملة من التناقضات تعبر عن عنصرية وتمييز واضحين، لكنها مدروسة ومخططة بعناية فائقة، وتختفي وراءها اهداف خطيرة جدا، اهمها المضي في تنفيذ المشروع الصهيوني في فلسطين التاريخية، واستمرار التوسع به تحقيقا للاطماع الصهيونية في المنطقة.
قبل ان تعلن حكومة الاحتلال، يهودية الدولة احادية القومية، نصبت جدار الفصل العنصري واستولت على اكثر من ستين بالمئة من اراضي الضفة الغربية، وحجزتها داخل الجدار او خلفه، ليس مهما، وشرعت في تكثيف البناء الاستيطاني وزيادة اعداد المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة، والزج بهم بين المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، في اطار الحرب الديمغرافية ضد الشعب الفلسطيني، تمهيدا لاصدار قانون واعلان قرار الضم، والغاء اسم الضفة الغربية وفرض تسمية يهودا والسامرة عليها، وعدم التعامل معها على انها اراض محتلة، وهي خطوة ضرورية بالنسبة للمحتلين على طريق استكمال المشروع الصهيوني.
جميع الاجراءات والممارسات والسياسات القمعية الاحتلالية، في القدس وجميع الاراضي الفلسطينية المحتلة، يتم تغليفها بقوانين مسلوقة، يجري انتاجها وتفصيلها بشكل فوري، على مقاسات الاحتلال وحسب حاجته وكما تقتضي سياسته ومخططاته، بما يخدم المشروع الصهيوني في فلسطين التاريخية، كمرحلة اولى قبل التوسع بالمشروع، هم ليسوا في عجلة من امرهم، لكنهم يسعون الى استغلال وجود ترمب في البيت الابيض، لتحقيق اكبر قدر من المكاسب، وانجاز اعلى نسبة ممكنة من مشروعهم التوسعي.
قادة الكيان الصهيوني الغاصب لفلسطين، السابقون والحاليون والقادمون، يعملون على تحقيق نفس الهدف، وهو المشروع الصهيوني المرسوم منذ اكثر من قرن، ولا يوجد على اجنداتهم غير هذه المهمة، وقد استخدموا عملية السلام وطوّعوها لانجاز مشروعهم، وقلبوها وبالا على غيرهم، دون اي اكتراث لارادة المجتمع الدولي، ودول وشعوب المنطقة.
انهم يتقنون الخداع ويحترفون الكذب، وينقضون الوعود والعهود، ولا يلتزمون بأي اتفاقات او تفاهمات، ويفعلون ما يحقق مصالحهم واهدافهم فقط، لذا، حان الوقت لقلب الطاولة في وجوههم..قبل ان تطير الطاولة ذاتها.!!
كمال زكارنة – الدستور الاردنية
Discussion about this post