بعد هجوم أميركي على مسارَي «أستانا» و«سوتشي»، تخلله ترحيب بمخرجات القمة الرباعية التي عقدت في إسطنبول في تشرين الأول الماضي، وخاصة «تهدئة إدلب» وموعد تشكيل «اللجنة الدستورية»، يجري الإعداد لنسخة «رباعية» جديدة في «المستقبل القريب»
لم يخرج عن «ضامني» محادثات أستانا الثلاثة حتى وقت متأخر من ليل أمس، أي ردّ فعلٍ على التلويح الأميركي بإنهاء مبادرة «اللجنة الدستورية» والعودة إلى «صيغة جنيف» إن لم يُسمَّ أعضاء اللجنة قبل الرابع عشر من كانون الأول الجاري. وحدها كازاخستان، مُضيفةُ تلك المحادثات، دافعت أمس عن هذه الصيغة، واعتبرت وزارة خارجيتها أنها «أنجزت مهمتها بنحو كامل»، وأن تعاون روسيا وإيران وتركيا مستمر لضمان الحفاظ على تلك النتائج. اللافت في التصريحات الأخيرة للممثل الخاص لوزارة الخارجية الأميركية لشؤون سوريا جايمس جيفري، أنها ركّزت على الفصل بين ملفي «اللجنة الدستورية» و«اتفاق إدلب»، إذ رأى جيفري أن بلاده تدعم «التهدئة» التي أُنجِزَت في إدلب، وتعوّل على تعزيزها، فيما شدد على «فشل» مبادرة تشكيل «الدستورية» ومحاولة روسيا التهرّب من الموعد المحدد لإنجازها خلال القمة الرباعية التي استضافتها إسطنبول أواخر تشرين الأول الماضي.
وبينما تبدو المهلة حتى 14 كانون الأول ضيّقة على تحقيق خرقٍ على مستوى تشكيل اللجنة، فإن العمل جارٍ لعقد نسخة ثانية من القمة الرباعية «في المستقبل القريب»، وفق مقترح للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، طرحه على نظيره الروسي فلاديمير بوتين، على هامش قمة «مجموعة العشرين» في الأرجنتين. ومن غير المعروف إن كانت نسخة هذه القمة ستتأخر في الانعقاد كما سابقتها التي أُعلن قرب انعقادها في أواخر آب، لكنّها تأجلت حتى أواخر تشرين الأول. غير أن المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف، أكد لصحيفة «إزفيستا» الروسية، أن بلاده وافقت على عقدها بمشاركة فرنسا وألمانيا وتركيا، خلال وقت قريب، موضحاً أن «مكان تنظيمها ليس مهماً… الشيء الأساسي هو الصيغة». كذلك أشار مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف، إلى أن بوتين ناقش القمة المحتملة مع أردوغان والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في الأرجنتين، من دون أن يبحث ذلك مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ملمّحاً إلى احتمال عقدها في غير مدينة إسطنبول «لأن الزعماء قد لا يفضّلون اللقاء هناك دائماً».
موسكو: إنشاء «المنطقة المنزوعة السلاح» بات الآن أعقد مما بدا عليه سابقاً
وستكون هذه القمة، إذا ما انعقدت، فرصة مهمة لتخفيف التوتر بين الجانبين الأميركي والروسي ومن خلفهما، حول ملف «اللجنة الدستورية»، إذ سبق ورحّبت واشنطن بنتائج القمة الماضية، وأكدت مراراً أنها نسّقت من أجل ذلك مع كل من تركيا وألمانيا وفرنسا. ومن غير الواضح ما إذا كانت المدة التي تسبق موعد «الرباعية» غير المحدد بعد، كافية لتحصيل توافق بين ضامني «أستانا» حول تشكيلة الثلث الثالث من اللجنة. وكان الممثل الخاص لوزارة الخارجية الأميركية لشؤون سوريا قد أوضح أول من أمس، أن تركيا رفضت تشكيلة مقترحة من الجانبين الروسي والتركي، لهذا الثلث.
وبالتوازي مع بحث «اللجنة الدستورية»، سيكون «اتفاق سوتشي» وتنفيذه في إدلب ومحيطها، على رأس أجندة القمة المفترضة. وأوضح الرئيس التركي أردوغان أنه لا يوجد بين بلاده وروسيا «مشكلة حقيقية» في ما يخص منطقة إدلب، مضيفاً في حديث للصحافيين أمس، أن «تركيا وضعت ثقلها في إدلب عبر قواتها الأمنية وجنودها. المشكلة الوحيدة هناك مع هيئة تحرير الشام… ولهذا أعرب الروس عن قلقهم؛ لكن الاتصالات اللصيقة مستمرة بيننا». وكان المتحدث باسم الرئاسة الروسية قد أشار أمس أيضاً إلى أن «إنشاء المنطقة المنزوعة السلاح في إدلب بات الآن أعقد مما بدا عليه سابقاً». وأتت تلك التصريحات في وقت نقلت فيه أوساط معارضة، أنباءً عن اجتماعات بين ممثلين عن القوات التركية الأمنية والعسكرية وبعض قادة الفصائل والزعماء المحليين في ريف حماة الشمالي، للتشديد على ضرورة التزام خطة «المنطقة المنزوعة السلاح»، ورفض الأصوات التي تدعو إلى تقويضها. ورغم الهدوء النسبي الذي ساد خطوط التماس أمس، استهدف الجيش السوري إحدى آليات الفصائل المسلحة بين قريتي الهبيط والجيسات، على الحدود الإدارية بين محافظتي حماة وإدلب.
الاخبار اللبنانية
Discussion about this post