دأبت أميركا منذ أن أنشأت تحالفها غير المشروع الذي زعمت أنه أقيم لمحاربة داعش، على العدوان على سورية، فانتهكت سيادتها وأقامت على أرضها القواعد العسكرية بحجج واهية لا تغطي حقيقة احتلالها لأرض سورية واعتدائها على السوريين في معرض تقديم الحماية والإسناد والدعم للمجموعات الإرهابية التي ادّعت أميركا أنها جاءت لقتالها وتدميرها.
فأميركا لم تنشئ تحالفها ضد داعش رغم أنها تتشدق بذلك وتسخّر الإعلام للنطق والترويج لهذه الأكذوبة، ولذلك استهدفت أميركا قوات الجيش العربي السوري وحلفاءه كما فعلت مع القوى العراقية التي تقاتل داعش. ونذكر في هذا الإطار على سبيل المثال لا الحصر، العدوان الأميركي على مواقع الجيش العربي السوري في جبل الثردة الذي لولا بسالة هذا الجيش لسيطر إرهابيو داعش على دير الزور بالكامل، إلا أن أميركا وبعد أن انهارت داعش في سورية وانحصر وجودها في مناطق ضيقة قرب الحدود الشرقية مع العراق تحولت في عدوانها إلى استهداف المدنيين بشكل مباشر وخاصة في المنطقة شرقي الفرات، وفي خلال 3 أشهر فقط سقط بصواريخ الطيران الأميركي والتحالف الإجرامي أكثر من 250 مدنياً في أكثر من بلدة وقرية، ما جعل المراقبين والخبراء الإستراتيجيين يرون في العمليات العدوانية الأميركية نية إجرامية تتضمن السعي إلى إفراغ المنطقة من العرب لإعادة رسم الخريطة الديمغرافية في المنطقة.
لكن الجديد في عمليات الإجرام الأميركي مؤخراً تمثل في إطلاق الصواريخ من القواعد الأميركية واستهداف مركز الجيش العرابي السوري القائمة على مسافة تزيد على 120 كلم غربي الفرات ما يطرح السؤال حول خلفية هذا العدوان الجديد؟
هنا يرى الخبراء والمراقبون أن أميركا تريد من عدوانها هذا وبهذه الكيفية والطبيعة أن توجه إلى سورية وحلفائها رسالة عرض قوة، واستعراض استباقي لأي عمل ستقوم به سورية لتحرير أرضها في المنطقة الشرقية التي تريد أميركا أن تقيم عليها كياناً انفصالياً، لكن ومن الآن نقول: مهما ناورت أميركا واعتدت فإن شرق الفرات سيطهر من الإرهاب والنزعات الانفصالية إما عبر الحوار، وإما عبر القوة العسكرية، فسورية واحدة موحدة ولن تكون غير ذلك.
ميسون يوسف – الوطن السورية
Discussion about this post