تشهد سوق السيارات المستعملة ارتفاعاً كبيراً، لم تشهده منذ السنوات السته للأزمة ؛ حيث أمست أسعارها غير منطقية ما جعلها حلم صعب المنال للمواطن السوري، الذي أصبحت أحلامه تتضاءل يوم بعد يوم مع استمرار أيام الأزمة، كلنا نعرف أن سوق السيارات المستعملة قبل عام 2011 شهد ركوداً كبيراً بعد انتشار وكالات السيارات و التسهيلات التي كان يحصل عليها المواطن في الدفع عن طريق المصارف عند رغبته باقتناء سيارة جديدة.
تلك المعادلة تغيرت في السنة الثانية من الأزمة بعد اغلاق مئات وكالات السيارات وفرض العقوبات الغربية على سورية، وتوجهات اللجنة الاقتصادية في رئاسة مجلس الوزارء نحو التقشف و تقليص استيراد المواد الكمالية وعلى راسها السيارات .
أسعار السيارات المستعملة في عام 2016 حطمت الارقام القياسية بارتفاعها
الواضح أن سوق السيارات في سورية تأثر بخمسة عوامل رئيسية لانخفاضه وركوده وهي :" تقلبات سعر الدولار" و "انخفاض قيمة الليرة السورية" و"ظروف النقل والشحن" و "ارتفاع الأجور" و"مصاعب تخص الطرق إلى المدن "تلك الامور ساهمت في رفع أسعار السيارات، وظهر ذلك جليا في الربع الثاني من هذا العام بتحطيم السيارات المستعملة أرقام قياسية؛ حيث سجلت سيارة الكيا – ريو سعر ما بين 4 مليون ليرة إلى 5 ملايين ليرة سورية, والكيا – فورتي ما بين 5 ملايين إلى 6 ملايين ليرة سورية, أما سيارة فورد فوكس تراوح سعرها بين 4 – 5 ملايين ليرة سورية, وسيارات السابا عمومي بين 1.400.000 مليون واربعمائة ألف ليرة و1.900.000 مليون وتسعمائة ألف ليرة سورية، بينما وصل سعر سيارة شفروليه – كابتيفا ما بين 7-8 ملايين ليرة سورية, وقفز سعر سيارات هونداي – سنتافيه ما بين 10- 12 مليون ليرة سورية.
أكثر من 35 الف سيارة تم بيعها خلال عام 2016
و لكن الغريب في الموضوع أنه على الرغم من الارتفاع الجنوني في الاسعار إلا أن الطلب عليها مازال مستمرا، فقد سجلت إحصائيات مديرية النقل في محافظة دمشق زيادة في نسبة شراء السيارات لهذا العام مقارنة بالأعوام السابقة, وأوضح مدير النقل ياسر محمد أنه على الرغم من الغلاء الكبير في أسعار السيارات المستعملة إلا أن حركة بيعها وشرائها نشطة حيث يربط أصحاب السيارات الأسعار بارتفاع سعر الصرف وتبدلاته, كما تختلف الأسعار حسب موديل السيارة والحالة الفنية والمواصفات, ويشكل زيادة الطلب عامل أساسي في تجارة السيارات المستعملة, وغالباً ما يتم تداول أسعار غير منطقية.
مدير النقل بمحافظة دمشق ياسر محمد رجحّ أسباب نشاط حركة البيع والشراء إلى توقف حركة الاستيراد وتوجه الناس إلى سوق المستعمل, مشيراً إلى أنّ عدد السيارات التي تم إفراغها هذا العام في مديرية نقل دمشق بلغت 35.596 سيارة, منها 30.093 سيارة خاصة و 5503 عامة، وسجلت الإحصائيات المسجلة لدى المديرية، والتي أشارت إلى تسجيل زيادة في نسبة الشراء عن الأعوام السابقة، ومن بينها انجاز المديرية خلال العام الماضي حوالي 485 معاملة بيع يومياً، وفي عام 2014 لم يتجاوز العدد اليومي 333 معاملة.
وعن تكاليف نقل الملكية قال محمد: "ترتبط التكاليف بنوع السيارة وقيمتها، حيث يتم احتساب 24 بالألف من القيمة النهائية للسيارة، والمتضمنة ( القيمة الأساسية و الرسوم الجمركية، وعمولة مؤسسة السيارات ) هذا بالنسبة للسيارات الحديثة ، أما المباعة بالمزاد العلني فإن قيمة السيارة هي القيمة المذكورة على فاتورة البيع، إضافة إلى بعض الرسوم والضرائب المحلية".
تمويل المصارف للموجودات الثابتة .. ساهم في رفع أسعار السيارات المستعملة
بعد بداية العام الحالي أطلق المصرف المركزي العنان لثلاث بنوك سورية بتقديم القروض للموجودات الثابتة أي السيارات و العقارات، أي لراغبين في اقتناء عقار أو سيارة بتقسطيها عن طريق تلك البنوك، ونحن لا ننكر أن القروض لها دور كبير في تحريك عجلة الاقتصاد و تقديم التسهيلات للمواطنين، البنوك قدمت تلك التسهيلات للراغبين ضمن شروط محددة، ولكن تلك التسهيلات ساهمت في زيادة الطلب على السيارات المستعملة مما انعكس على الواقع السعري في الأسواق.
سنمارالاخباري- محمد دياب
Discussion about this post