حين طُرح التقسيم لسوريا، تبين لاحقا انه لو حصل لن يخدم خصوم محور المقاومة بقدر ما كان مأمولا، بل قد يخدم هذا المحور سياسيا واقتصاديا وأمنيا، هذا على الأرجح ما يفسر التراجع عنه إضافة الى طمأنة تركيا حيال رفض قيام دولة كردية في الشمال السوري.
ثمة مناخ عام في المنطقة يراد له تطويق حزب الله عقوبات أميركية وغربية، عقوبات خليجية ثم عربية، وضعت الحزب على لوائح الإرهاب، ضغوط في الكونغرس الأميركي لدفع الأوروبيين الى تحويل كل الحزب، ليس جناحه العسكري فقط، إلى منظمة إرهابية على اللوائح، وحين تُطرح خريطة التطويق هذه أمام مسؤول كبير من حزب الله، يبتسم ويقول: «وهل نحن جالسون ننتظر كل ذلك ولا نتحرك، إن دورنا في لبنان والمنطقة يستدعي من الخصوم هجوماً أكبر من الذي نراه، فهذا طبيعي».
هل يكون الحسم من سوريا وفيها؟
لم يعد أحد في الواقع، يصدق أنه قادر على الحسم العسكري، لا يوجد عاقل يؤمن بأن أحدا سينتصر، فمحور المقاومة نفسه يتحدث عن تسوية في نهاية المطاف «تحفظ ماء وجه الجميع» حيث يقول أحد كبار مسؤوليه: «إن ما يهمنا هو بقاء الدولة السورية والجيش والرئيس الأسد، وإننا نرى للمرة الأولى الروس يتحدثون عن تفاصيل التسوية الممكنة ويضعون الخطوط الحمراء، ونحن معتادون في تاريخنا وعقيدتنا على الحروب الطويلة، ولا ننتظر أن تنتهي الحرب السورية بين ليلة وضحاها، لكننا نعرف أن بعض الأطراف المنخرطة فيها بدأوا يدركون استحالة تغيير المعادلة، واستحالة إسقاط النظام، هم أيضا يبحثون عن تسويات، يحاولون الضغط بشأن الأسد … سننتظر اذاً حتى يقبلوا لاحقا ما لا يقبلونه الآن، أما من يراهن على تراجع روسيا، فهي لو تراجعت فسينكفئ دورها حتى حدود موسكو، مصلحتها في عدم التراجع».
ماذا لو كثفت السعودية ضغطها العسكري؟
هذا ممكن بعدما بدأت ترتاح من عبء الحرب اليمنية، وممكن أيضا في أعقاب الزيارة الثالثة التي قام بها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الى أميركا ولقائه «الودي والصريح» مع الرئيس باراك أوباما (وفق توصيف وزير الخارجية عادل الجبير)، وممكن ثالثا بعد تحرك آلة أميركية جديدة تطالب بعمل عسكري في سوريا وتؤيده الرياض تمهيدا على الأرجح لخطوات قد تقدم عليها هيلاري كلينتون لو فازت، (مذكرة 51 موظفاً في وزارة الخارجية الأميركية ليست بريئة).
فجاء جواب المسؤول الكبير في حلف المقاومة: «يجب أن تدرك السعودية أن الرد عليها لن يقتصر هذه المرة على سوريا بل في العراق وربما أبعد من ذلك، لأن تعاونها مع إسرائيل صار مكشوفاً».
سنمار الإخباري- العالم
Discussion about this post