يتهم الإعلاميون العرب التابعين للسعودية حزب الله بأنه حزب طائفي و مذهبي يحارب المسلمين السنة و يكفرهم و يضطهدهم في عدة بلاد عربية كسورية مثلا و يستخدموا هذه الادعاءات من اجل تبرير مواقفهم المؤيدة للمشروع الامريكي الصهيوني امام شعوبهم التي تتأثر بنار التحريض الطائفي و المذهبي و الاكاذيب التي يتم اختلاقها من اجل تشويه صورة المقاومة التي دحرت العدو الاسرائيلي و تردعه الآن و رغم ان تلك الادعاءات الكاذبة ساذجة و يسهل كشف زيفها و تناقضها الا انها تلقي قبول واسع في الشارعين العربي و الاسلامي نتيجة الدعاية الاعلامية المكثفة لها و انفاق دول الخليج مليارات الدولارات من اجل تشويه صورة المقاومة الوطنية اللبنانية ، لذلك يجب فضح تلك الاكاذيب التي تخدم المشروع الامريكي الصهيوني بشكل مباشر
هل حزب الله للشيعة فقط ؟
ان حزب الله يضم قوات عسكرية لبنانية تسمي سرايا المقاومة اللبنانية تتكون من المقاتلين الغير مسلمين و الغير شيعة، مقاتلين مسيحيين و سنة و دروز مؤمنون بمشروع حزب الله التحرري من هيمنة امريكا و اسرائيل و عملائهما بدون ان يكونوا من المذهب الشيعي او الديانة الاسلامية و تم تأسيس هذه القوات العسكرية عام ١٩٩٧ للراغبين في الانضمام للحزب للمشاركة في القتال ضد اسرائيل من غير المسلمين كالمسيحيين و من غير الشيعة كالمسلمين السنة و الدروز مثلا ، و تلك القوات المسماة سرايا المقاومة اللبنانية و هي موجودة في صيدا و شاركت في القتال مع حزب الله ضد العدو الإسرائيلي من عام ١٩٩٧ حتي عام ٢٠٠٠ في جنوب لبنان و شاركت ايضا مع الحزب في حرب تموز عام ٢٠٠٦ و شاركت معه في القتال ضد التكفيريين في سورية و خاصة معركة القصير و فقدت شهداء في القصير و فقدت اسرى ايضا في معارك الغوطة الشرقية تم قتلهم و التمثيل بجثثهم و حتي الآن حزب الله يعمل علي استعادة جثثهم لتشييعهم و دفنهم في مقابر شهداء حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت التي يوجد بها بالفعل العديد من المقاتلين السنة الذين سقطوا و هم يقاتلون مع حزب الله ضد التكفيريين في سورية و هؤلاء المقاتلون السنة الذين تم اسرهم من التكفيريين في الغوطة الشرقية و ذبحهم من بينهم احد ابناء عالم دين سني مرموق في صيدا بجنوب لبنان ،فاذا كان حزب الله يضطهد السنة و يحاربهم كيف يؤسس قوات تتكون من السنة ، يقوم حزب الله بتمويلها و تسليحها و تدريبها و يسمح لها بالمشاركة في معاركه الاستراتيجية المفصلية و الكبري في فلسطين المحتلة ضد إسرائيل و في سورية ضد التكفيريين فضلا عن ان المدافن التي يخصصها حزب الله لشهدائه الذين استشهدوا في سورية تحتوي علي عشرات الشهداء السنة في صفوف الحزب و هم مدفونون بجانب شهداء حزب الله في روضة الحوراء في ضاحية بيروت الجنوبية ، فكيف يكون حزب الله يحارب المسلمين السنة بعد كل هذه العلاقة الوثيقة بينهما ؟
هل تحالفات حزب الله داخل لبنان طائفية ؟
حزب الله متحالف سياسيا في الداخل اللبناني مع العديد من الحركات السياسية منها حركة امل و هي حركة شيعية و لكن لا تؤمن بمبدأ ولاية الفقيه مثل حزب الله و يوجد بينهما اختلافات في بعض الأمور الدينية و الفقهية لذلك لا نستطيع ان نقول ان التحالف بينهما مبني علي اسس طائفية بحتة ، و الحزب متحالف تحالف استراتيجي صلب مع التيار الوطني الحر منذ عام ٢٠٠٦ و هو ما يعرف بتفاهم مار مخايل و التيار الوطني الحر يتكون من المسيحيين الموارنة و في بعض المواقف السياسية يكون موقف حزب الله السياسي متوافق مع التيار الوطني الحر اكثر من توافقه مع حركة امل ، و لدي الحزب ايضا علاقات سياسية ممتازة مع حزب التوحيد العربي و هو حزب درزي و تيار المردة و هو تيار مسيحي ف…
فهم يتكونوا من ثلاث كتل ، الكتلة الشيعية الاثنا العشرية ، و الكتلة الزيدية و الزيدية اقرب للسنة من الشيعة ، و الكتلة السنية الشافعية و هي كتلة سنية خالصة ، و يجب ذكر شيء ان حزب الله لا يحارب السنة بل يضحي و يتحامل علي نفسه من اجلهم فهو رفض تشكيل الحكومة في لبنان من غيرهم رغم ان نتائج الانتخابات البرلمانية في صالحه هو و حليفيه التيار الوطني الحر و امل و سيكون لديهم اغلب الوزارات السيادية و الخدمية الهامة مثل وزارة الصحة و سيسيطر الحزب و حليفيه ايضا علي السلطتين التشريعية و التنفيذية داخل لبنان و رغم ذلك رفض الحزب تشكيل الحكومة بدون حلفائه السنة ، و بخصوص تضحية الحزب بمصالحه و تحامله علي نفسه من اجل السنة ، فإن حماس تدربت علي ايدي حزب الله علي كيفية زراعة الالغام و رغم ذلك اعطت تلك التدريبات للتكفيريين في سورية و هو ما ادي الي استشهاد عدد كبير من مقاتلي حزب الله في الغوطة الشرقية و تحديدا جبهة المليحة فضلا عن حفارات الانفاق التي سلمها حزب الله لحماس و قامت حماس بتسليمها للتكفيريين في الغوطة الشرقية و رغم ذلك لم يهاجم حزب الله حماس و لم ينتقدها بل ظل يدافع عنها و يحتضنها و يتبناها و لن اكون مبالغا اذا قلت ان بعض وسائل الاعلام المقربة من حزب الله كانت تستضيف قادة حماس كثيرا و بشكل مبالغ فيه علي شاشاتها رغم انه كان موثقا حينها دور حماس في سفك دماء مقاتلي حزب الله في سورية ، فهل من يضحي كل تلك التضحيات من اجل السنة يجوز وصفه بأنه يحاربهم ؟ ! ! و اذا تحدثنا عن دعم حزب الله للمسلمين السنة في البوسنة و الهرسك فحدث و لا حرج ، فحزب الله قدم لهم الدعم المالي و اللوجيستي و التسليحي لكي يتمكنوا من القتال و الدفاع عن نفسهم ، فأين هي كراهية حزب الله للسنة ؟ !
الخاتمة : حزب الله حزب وطني يؤمن بالوحدة الوطنية و يعمل علي تكريسها و يؤمن بالوحدة الإسلامية و يعمل علي تكريسها و يضحي بدمائه من اجلها و يتحامل علي نفسه و علي مصالحه السياسية من اجل تلك الوحدة التي يقدسها و يؤمن بها ، حزب الله هزم اسرائيل عام ٢٠٠٠ و هزم اسرائيل عام ٢٠٠٦ و شارك مع الجيش العربي السوري في هزيمة مشروع اسرائيل في سورية و ساهم مع المقاومة الفلسطينية في طرد اسرائيل من قطاع غزة و دحرها لاحقا ، فهو بذلك خطر علي مشروع اسرائيل و مخططها التوسعي في المنطقة لذلك يقوم عملاء اسرائيل بتشويهه و انفاق مليارات الدولارات من اجل تصوير الامر لعامة الناس ان حزب الله يحارب المسلمين السنة رغم انه لم يدافع احد تمويلا و تسليحا و تدريبا عن السنة كما دافع عنهم حزب الله !
احمد عادل كاتب وباحث مصري – خاص سنمار سورية الاخباري
Discussion about this post