عقدت الهيئة الشعبية للسلام والمصالحة الوطنية في سورية مؤتمر الوفاق الوطني، ظهر أمس، لإكمال جدول الأعمال المتعلق بالمصالحة الوطنية، بالتعاون مع الحكومة السورية والأشقاء الروس، بحضور عدد من الشخصيات العسكرية ومجموعة من المشايخ ورؤساء القبائل من مختلف المحافظات السورية، وذلك في مقر وزارة المصالحة بدمشق.
وتضمن جدول الأعمال مناقشة المبادرة السورية-السورية المقدمة من الهيئة الشعبية للسلام والمصالحة لتحقيق الحل النهائي الشامل، كما وقدمت الهيئة مذكرة خطية تعبر عن رؤيتها لتحقيق هدف العودة إلى الوطن الأم سورية، إلى جانب جدول يضم أسماء الأخوة السوريين الراغبين بالعودة وتشكيل وفود تخول أعضاء الهيئة السفر إلى بلاد المهجر للتواصل بشكل مباشر مع النازحين.
وأكد رئيس الهيئة الشيخ صالح الدللي النعيمي خلال الاجتماع أن شيوخ القبائل القادمة من كافة المحافظات عازمون على تذليل الصعاب والتعاون بأمانة مطلقة مع الحكومة السورية والأشقاء الروس على إعادة المهجرين والمشاركة بإعادة إعمار سورية، مؤكداً على أنه تم العمل ببنود الاجتماع السابق وتم جمع ملفات لأكثر من 7000 شخص مهجر راغب بالعودة.
وفي تصريح خاص ل "سنمار سورية الإخباري" ذكر العميد ياسر ديب ممثل مكتب الأمن الوطني في وزارة المصالحة أن كل المطالب الحالية للحكومة من شيوخ القبائل تتركز في التسامح ونقل الصورة الحقيقية الكاملة لكافة المهجرين، مؤكداً على جهوزيتها لاستقبال 100 ألف مهجر في كل محافظة وتقديم كافة أنواع الدعم والغذاء والطبابة.
وأشار سيادة العميد إلى أن الحكومة السورية ستقوم بإنهاء ما يجري في الشمال السوري لإعادة المهجرين إليه، لكن القصد من هذا التأخير الوصول إلى حل سياسي دون إراقة الدماء، مؤكداً على أنه سيتم اللجوء إلى الحل العسكري في حال العجز عن حل المسألة سياسياً.
من جهته بين نائب قائد القوات الروسية في سورية العماد سيرغي فيتاليغتش سلاماتين أن تنفيذ مثل هذه المسائل بشكل سليم يحتاج لمزيد من الوقت، مؤكداً أن روسيا، ورغم كل الصعوبات التي تواجهها، مستمرة في تنفيذ وعودها للشعب السوري، حيث سيتم تقديم بعض المعلومات المشتركة في إطار تعاوني روسي سوري، فقد طلبت روسيا من 45 سفارة روسية في العالم، إحصاء عدد المهجرين السوريين المتواجدين فيها، مضيفاً أن الحكومة السورية تعمل اليوم على 10 معابر لإعادة السوريين منها 8 معابر برية، ومعبر جوي، وآخر بحري.
السيد محسن غازي نائب رئيس الهيئة ذكر في تصريح له أنه لا بد من هذا الحراك الاجتماعي الذي يهدف إلى المصالحات وإعادة المهجرين السوريين إلى بلدهم والاهتمام بالبنى التحتية كي نعود يداً واحدة ونعمل لمصلحة سورية، مشيراً أن الهيئة تعمل منذ بداية الأزمة على أن تكون حاضرة في المجتمع السوري لمد اليد لكل السوريين على اختلاف أطيافهم، حيث تضم قامات وطنية من شيوخ العشائر وممثلين للمجتمع الأهلي والمدني.
بدوره، تحدث السيد عبد الحكيم عبس ممثل إدارة الشرق الأوسط لمنظمة ألعاب السلام العالمية في سورية أن هذه الجلسة الثانية للهيئة والتي تهدف إلى إيجاد آلية للتعاون مع الجانب الحكومي لمساعدة المهجرين السوريين، حيث اعتُمِد مسبقاً الجانب التعليمي للتنمية وإعادة التأهيل، فيما يتم اليوم العمل على بحث موضوع المهجرين وعودتهم إلى بلادهم، مشيراً أن جميع المنظمات العالمية والتي كانت قد أكدت في مؤتمرها السابق باليونيسكو أنها على جهوزية تامة للتعاون ووضع آلية للعمل.
وذكر الدكتور يحيى عامر أمير العشائر في السويداء أن هذا المؤتمر يمثل مبادة عشائرية من قبل المشايخ والعشائر والوجهاء لإعادة المهجرين في الأقطار المجاورة، بدعم من الحكومة السورية والأشقاء الروس، لافتاً أن المسألة ما زالت في مرحلة التشاور ولا وجود لنتائج ملموسة حتى اليوم، معرباً عن أمله في التماس نتائج إيجابية بشكل أكبر في اللقاءات القادمة.
لعل معظم الأعضاء ورؤساء القبائل الذين شاركوا في عقد الاجتماع على وفاق تام مع الحكومة السورية والأشقاء الروس، متعهدين التعاون بشكل صادق، في حين طالبوا بالصدق ذاته بالنسبة لتعاون الحكومة معهم، والشرط الوحيد "دخول المهجرين بأمان ودون أية مساءلات من قبل المعابر الحكومية".
سنمار سورية الإخباري رغد السودة تصوير يوسف مطر
Discussion about this post