اللقاء الذي سيجمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأميركي ب
اراك أوباما في تركيا يوم الأحد المقبل، على هامش قمة العشرين المنعقدة في منتجع أنطاليا السياحي جنوب تركيا، سيتمّ بعدما يكون وزيرا الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف قد التقيا في فيينا، تحت عنوان الحلّ السياسي في سورية والحرب على الإرهاب، يومي السبت والأحد، حيث تقوم روسيا بحملة سياسية تشبه الحملة الأميركية بعد الحادي عشر من أيلول، لمطالبة الدول بمواقف على مستوى من الجدية بدعم حربها ضدّ الإرهاب بعدما صارت شأناً روسياً، مع تحقق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من طبيعة التفجير الذي تسبّب بسقوط الطائرة الروسية، ووقوف مجموعات تابعة لتنظيم «داعش» وراء العملية، وهو سيقطع وجوده في سوتشي للمشاركة في قمة أنطاليا، بعدما قرّر الذهاب إلى منتجع سوتشي وقام بتفويض صلاحياته الإدارية التقليدية في الدولة إلى رئيس الحكومة ديمتري ميدفيديف، متفرّغاً لإدارة الحرب على الإرهاب كقائد عام للقوات المسلحة، واضعاً غرفة عملياته هناك مع أركان حربة واتصالاته لمتابعة خطط العمل بواسطة الأقمار الصناعية، والإشراف المباشر على الحشد السياسي والعسكري لخطوة نوعية، قالت مصادر روسية إنها ستكون قد اكتملت قبل نهاية هذا العام لتوجيه ضربة قاصمة لتنظيمي «داعش» و»النصرة»، ولهذا الغرض قالت المصادر إنّ بوتين يشرف شخصياً على حملة تعزيز الوجود الروسي في سورية، رافضة أوهام الخصوم بالحديث عن غرق في مستنقع، فروسيا لن تواجه في سورية ما واجهه الأميركيون في العراق، ولا ما يواجهه السعوديون في اليمن، ذلك أنّ الجيش الوطني في العراق واليمن كان هدف الحربين الأميركية والسعودية، بينما يقف الجيش السوري وحلفاؤه القادرون والمحترفون في حروب البرّ في الضفة ذاتها التي تقف فيها روسيا.
على إيقاع التعاون بين سلاح الجو الروسي ووحدات الجيش السوري ومقاتلي المقاومة، كان أمس الموعد مع الحدث الأبرز منذ بدء الغارات الروسية على مواقع «داعش» و»النصرة» في سورية قبل أربعين يوماً، عبر نجاح وحدات مشتركة من الجيش السوري وحزب الله بالدخول إلى مطار كويرس المحاصَر منذ ثلاثين شهراً، وهو أول تحوّل من نوعه منذ ذلك التاريخ الذي بدأ معه التورّط العسكري التركي في سورية بالوقوف وراء هجمات «جبهة النصرة» ولاحقاً تنظيم «داعش»، وتالياً هو أول هزيمة مباشرة يجري إلحاقها بـ»داعش» بإخراج وحدات التنظيم العسكرية بالقوة من بقعة نوعية من الجغرافيا السورية منذ نشوء التنظيم، وأهمية العملية أنها تأتي في قلب خطة إحاطة مدينة حلب بأسوارة عسكرية تبدأ من الغاب، حيث يتقدّم الجيش السوري من ريف اللاذقية، وتمرّ بفك الحصار المتوقع عن الفوعة وكفريا، حيث قرابة الألف مقاتل المحاصرين من وحدات «جبهة النصرة» التي تلقت ضربات موجعة، وتصل الجغرافيا الواحدة للتقدّم في الريف الجنوبي لمدينة حلب لفك الحصار المزدوج الذي تفرضه وحدات من «النصرة» غرباً وشمالاً وأخرى من «داعش» شرقاً على مدينتي نبل والزهراء، حيث آلاف المقاتلين المحاصَرين، والجغرافيا هناك تصير متصلة تماماً بالوحدات التي حرّرت مطار كويرس وفكّت الحصار عنه، أمس، وحرّرت قدرات مئات الجنود الذين كانوا محاصرين داخله، ما يعني من جهة أنّ التموضع الروسي وما تبعه من عملية فيينا قد فرض على تركيا إما ضمن تفاهمات أو كأمر واقع التوقف عن القدرة على ممارسة التدخل القادر على تعديل الموازين، ومن جهة مقابلة تلاشي قدرة وحدات «داعش» و»النصرة» على الصمود، حيث تكون خطة الهجوم الرئيسية لوحدات الجيش السوري والمقاومة بغطاء جوي روسي، وهذا كله بالقياس العسكري يؤدّي إلى الاستنتاج بأنّ معركة حلب الفاصلة لم تعد بعيدة، وهي معركة ستعني تغيير وجهة التموضع العسكري في الجغرافيا السورية، وتُعتبر إيذاناً باستعادة الدولة السورية سيطرتها على الشمال السوري كاملاً بينما لا تبدو معركة الجنوب ستنتظر طويلاً مع تطوّرات تقدّم الجيش في درعا البلد.
البناء
Discussion about this post