الحرب على الارهاب أولوية سورية وعلى رأس الأولويات باتجاه أي حل للأزمة السورية وغير ذلك وكل ما يجري في أروقة السياسة العالمية ما هو إلا لعبة يمارسها أصحاب العدوان على سورية لتصفية حسابات اقليمية وعالمية من أجل ازلال دول واتباعها في الركب الامريكي واخضاعها لرغبات واملاءات الغرب والصهيونية, وعلى رأس هؤلاء اللاعبين الولايات المتحدة الامريكية وأدواتها السعودية وتركيا, وهما اللاعبان الاقليميان والأكثر رعاية للإرهاب ومن ثم يليهما الكيان الصهيوني ودولة قطر, ومن العجيب بهؤلاء تناولهم تبادل الادوار في المحافل الدولية وبتناغم مخطط له برعاية دقيقة واصرارهم على بقاء حالة الارهاب في أشد حالاتها على الأرض السورية وهم الذين يتبجحون بكل محفل دولي عن حقوق الانسان وهنا تكمن الغرابة بالتناقض بين الحفاظ على حقوق الانسان وبين حالة رعاية الانسان وكأن العالم غافل عن هذه المواقف, و يتناسون أن ابسط متتبع للأحداث يعلم وببساطة عن لعبتهم ما يكفي ليحكم ويقرر ماذا يجري, فألاعيبهم غدت معروفة لكل المراقبين والمتابعين لما يحصل على الارض السورية , فكل افعالهم من افك وكذب وما تنطق ألسنة هؤلاء اللاعبون لا يمكن أن يمر ورغم مرور أكثر من أربع سنوات ونيف من الحرب على سورية وهم يقودوها فكيف نصدق أنهم يريدون حلا سياسيا يطرحونه في مفاوضاتهم مع الاصدقاء وفي مؤتمراتهم وهم الذين لايزالون يقدمون كل أدوات الدعم لوكلائهم الارهابين المجمعين من كل أصقاع الارض وارسلوهم إلى الارض السورية للفتك بأهلها وتدمير معالم آثارها ومدارسها ومراكز الطاقة وبالتالي تدمير وتخريب كل ما هو يلزم الحياة للمواطن السوري وما يدل على عمق الحضارة الانسانية على هذه الارض . ونحن نسأل إلى أين يمكن أن تصل كرة حقدهم واجرامهم والى متى يبقى هذا الحقد على هذا الوطن السوري الذي لم يركع لهم أو يصبح تابعا لهم ؟ والجواب, لا أبدا لم تنجح مؤامراتهم بالوصول لغايتهم مع الاعتراف بأنهم نجحوا بالوصول إلى البعض من مأربهم من التدمير للأثار ومعالم الحضارة وكثيرا من المواقع التي ترفد الاقتصاد لكنهم لم يستطيعوا من تكسير الارادة السورية او احباط ارادة الشعب الذي أبى الخضوع والخنوع, الشعب الذي بقي مثابرا على الصمود والتصدي رغم الأهوال المعيشية الكارثية التي لحقت به, وهذا الشعب الذي صمد بقيادته وجيشه كسر الارادة الامريكية, وتحدى مشاريعهم وأفشلها بعد أن رفض أي إملاءات أرادوا فرضها عليه, فسورية الدولة التي وقفت بوجه الهيمنة الامريكية سنوات طويلة وصمدت رغم كل أنواع وأساليب الحرب المتعددة عليها من قبل الولايات المتحدة الامريكية, ودول الغرب الاوربي الاستعماري, وآخر أساليبهم القذرة قاموا بجمع وتهيئة جيش إرهابي من كل انحاء العالم وتم تمويله وتدريبه وارساله الى الارض السورية ونال كل الدعم من الدولة الوهابية مملكة الرمال والحكومة الاخوانية الاردوغانية في تركيا ومن حكومة آل حمد ومن الاردن وبإشراف حكومة بلاد العم سام, حيث تم احتضان كل الفصائل الارهابية ودعمها بكل ما يلزم عسكريا وسياسيا من أجل اسقاط الدولة السورية, فباءت كل محاولاتهم بالفشل بفضل صمود الجيش العربي السوري, ومن خلفه الشعب الذي احتضن الجيش على كل الجبهات, وهذا الصمود جعل الأمريكيين وكل من لف لفيفهم يتخبط بقرارته في المحافل الدولية وادعاءاتهم حول حقوق الانسان والديمقراطية وغير ذلك, وما هم الا صانعين الكذب والافتراء على الشعوب, وهم الذين لا يعطون أبسط حقوق الانسان لمواطنيهم, والشعوب لم تعد مغفلة لقد ادركت ريائهم وكذبهم وتضليلهم, وراحوا بعد كل هذا ونتيجة لموقف الدولة السورية والجيش العربي السوري الصلب والمنتصر في الميدان يبحثون عن تفاصيل أخرى عبر مفاوضاتهم للوصول على اقل ما يمكن من انكسار وللحفاظ على ماء وجوههم السوداء أمام الشعوب, لقد بائت كل رهاناتهم بالفشل, والدولة السورية لم تسقط , وصمدت بمساعدة الاصدقاء وعلى رأسهم روسيا الاتحادية والصين وايران حيث قامت القيادة السورية بعد أربع سنوات ونيف بطلب المساعدة الروسية للحرب على الارهاب وجاءت موافقة البرلمانين الروس للرئيس بوتين بإجازة استخدام القوات الروسية خارج حدود الاتحاد الروسي وماهي الا ايام بدأت العمليات العسكرية من قبل الطيران الروسي حتى جن جنون اعداء سورية خشية على ابنائهم الارهابين وراحوا يشنون الحرب الاعلامية على الاتحاد الروسي كعادتهم بالكذب والافتراء ولكن لم يتأثر الموقف الروسي المؤيد شعبيا في روسيا وسورية وكثيرا من البلدان حيث انهارت كل صروح الارهاب وبدأت الانقسامات بين الفصائل بين هارب ومقتول وهذا الناتج الحتمي لهم حيث بدأ يلوح بالأفق النصر على الارهاب في سورية يحمل بصمة الجيش العربي السوري ميدانيا والطيران الروسي جوا, وهكذا فُرض على الامريكي أن يقبل بجمع أعوانهفي المنطقة لعقد المؤتمر الرباعي في فيينا ليتقرر حل الازمة السورية سياسيا بالمفهوم الروسي وليس بالمفهوم الامريكي والسعودي وكان ذلك بعد زيارة الرئيس بشار الاسد لموسكو بعد دعوة رسمية من الرئيس فلاديمير بوتين لتؤكد الشراكة الروسية السورية بالحرب على الارهاب والتنسيق المباشر بين الرئيسين وليؤكد الرئيس الروسي بأن روسيا ماضية في دعم الدولة السورية حكومة وشعبا وأن الشعب السوري وحدة يقرر مصير الرئاسة ولا يحق لأي دولة التدخل بشؤون سورية الداخلية وأن سورية ذات سيادة واستقلال, وان أي تسوية سياسية يجب ان تكون بعد القضاء على الارهاب, وعلى العالم أن يلتزم هذا, ليعقد المؤتمر الرباعي بعد اتصالات قام بها الرئيس الروسي بوتين مع تركيا والسعودية والاردن وقطر وقد انجز الاتصال اتفاقا عسكريا بين الروسي والاردني بإنشاء غرفة عملياتية للتنسيق بينهما من أجل محاربة الارهاب, وبقي من الاتصالات شيئا خفيا قد يتبين مضمونها بعد المؤتمر الرباعي, ومع ذلك إن الامريكان وأعوانهم لا يؤتمن لهم جانبا لأنهم يقولون مالا يفعلون ويفعلون مالا يقولون وقد كثرت أقوالهم وأفعالهم الاجرامية, فكل متتبع للأحداث السورية يرى أن الامريكي بدأ يتخبط في برنامجه الشرق الاوسط الجديد لعدم قدرته على تنفيذه بسبب المواقف الشجاعة لسورية وأصدقائها , ويتخبط بمواقفه ومن وراءه الاتراك والعربان من السعودية وقطر والاردن وأنصاف الرجال وما عادوا يعرفون ماذا يسمون أدواتهم الإرهابية بين معتدل وغير معتدل وخاصة عندما أطلقوا تسمية معارضة معتدلة , فأي معتدلة هذه ؟ كان الأحرى بهم أن يسموها المعارضة المعدلة, وبين مؤيد ورافض استمرت الطائرات الروسية بتوجيه ضربات قاسية للإرهابيين تستهدف بها مقرات قياداتهم ومستودعاتهم وتجمعاتهم والجيش العربي السوري يقوم بتطهير الارض مما تبقى منهم, حيث قام ببدء عملياته بشكل واسع ويتقدم على عشرة جبهات محققا الانتصار خلف الانتصار ولا يتوقف هذا الهجوم حتى القضاء على كافة التنظيمات الإرهابية على كامل الارض السورية, فالقضاء على الارهاب أولوية سورية , وبعدها يمكن العمل على وضع الخطوط العريضة لحل الازمة السورية سياسيا من أجل تحقيق الأمن والسلام بالحوار السوري .. السوري برعاية دولية أو غيرها, وإذا ما بقي هؤلاء رعاة الارهاب من تركيا والسعودية وقطر والاردن ومشغلهم الامريكي يمولون ويدربون هذه المنظمات الإرهابية بالمال والسلاح والاعلام, فإن الاستقرار غير ممكن وهذا يعني أن الارهاب سيطالهم بدون استثناء, فالإرهاب لا وطن له ولا حدود, فعلى كل حكومات العالم أن تدرك هذا, وكما سلف نؤكد أن مكافحة الارهاب اولوية سورية
احمد عثمان
المقال يعبر عن رأي الكاتب
Discussion about this post