إن ما جرى ويجري في سورية منذ أسبوعين، ويتجه للاستمرار، جعل الكثيرين من أعداء سورية، يراجعون التفاصيل، ليستوعبوا أكثر حقيقة التصعيد العسكري الأخير وإنجازاته:
الحلف التركي الخليجي الغربي، ظن أنه بدفعه آلاف الإرهابيين للاستيلاء على إدلب وجسر الشغور، ينهي الدولة السورية، ولكن ما جرى أن الإدارة السورية استجمعت تفاصيل الواقع، واستعادت حقائق الأرض، وتتبعت مسارات خطط الأعداء.. ووجدت أن الإرهاب بات يشكل خطراً حاسماً على سورية والمنطقة، ورأت القيادة السورية أنه لا بد من تفعيل التعاون بين دول محور الاستقلال والمقاومة ولاسيما أنها مهددة بخطر الإرهاب كمحور مترابط ومتماسك وكدول منفردة.
ومباشرة أوفدت سورية مبعوثاً عالي المستوى إلى روسيا وإيران، عرض عليهما الرؤية السورية للمخاطر الإرهابية الحاسمة، كما طرح المبعوث الاستراتيجية المطروحة من قبل سورية لهزيمة الإرهاب وكسر خطره الحاسم، عبر التعاون والتكامل العسكري بين روسيا وسورية وإيران والمقاومة، بشكل يضمن هزيمة المشروع الغربي –الصهيوني الذي يدير الإرهاب ويوجهه ضد سورية وروسيا وإيران والمقاومة وضد كل دول الاستقلال والسيادة.. وضد الاستقرار والسلم في العالم.
وقامت سورية بالتفاعل مع روسيا وإيران، وجرى إنضاج الاستراتيجية السورية لتصبح الاستراتيجية المشتركة، ولتكون شاملة، سياسية وعسكرية، وجرى تنفيذها بحرفية عالية، واتخذ العمل مسارين: 1- مسار التواصل مع جميع الدول ودعوتها للتعاون في محاربة الإرهاب، وضمن هذا المسار جاءت مبادرة الرئيس بوتين لقيام تحالف إقليمي مع سورية للحرب على الإرهاب، وجرى التواصل الروسي مع السعودية وتركيا والإمارات والأردن. 2- التحضير السري لعمل عسكري سوري- روسي- إيراني، وجرى التخطيط ونقل الأسلحة وبناء القدرات البشرية والتكنولوجية بطريقة سرية جداً.
وبعد خطاب الرئيس بوتين في الأمم المتحدة، وبعد أن تأكد الرئيس الروسي خلال اجتماعه بأوباما أن أميركا لن تسمح لحلفائها بالتعاون مع سورية في الحرب ضد الإرهاب، بعد كل ذلك لجأ محور الاستقلال والمقاومة لتنفيذ المسار الثاني من الاستراتيجية السورية المعتمدة، وهو مسار الفعل العسكري لدحر الإرهاب براً وجواً وبحراً، وأعلنت سورية طلبها للمساعدة العسكرية الروسية، ومباشرة بدأ العمل السوري الروسي العسكري ضد الإرهاب بالتعاون مع المقاومة اللبنانية وبمساعدة من إيران، وهكذا فإن سورية رأت المخاطر وطرحت استراتيجية المواجهة ودول محور الاستقلال تفاعلت وتكاملت، وخلال أسبوعين حققت سورية مع روسيا وإيران والمقاومة انتصارات ملموسة على الإرهاب وفتحت الطريق واسعاً للانتصار الكامل.
إن دول الخليج حاولت المناورة مع طرح الرئيس بوتين لمحاربة الإرهاب ظناً منها أنها تضيّع الوقت عليه، ولم تتنبه إلى أن محور الاستقلال يعد عدته، ويحضر خططه، لذلك كانت العمليات العسكرية السورية- الروسية مفاجأة صاعقة للغرب ولأميركا وللعرب، ونجحت سورية وروسيا في إنجاز كل شيء بسرية تامة، كما قال قائد العمليات في الأركان الروسية قبل يومين: إن المساعدة الروسية العسكرية والمساعدة الإيرانية، بكل أشكالهما تمت وتتم بطلب من القيادة السورية، لأن كلاً من روسيا وإيران مؤمنة ومتأكدة أن سورية هي القوة الوحيدة القادرة على هزيمة الإرهاب، كما قال الرئيس بوتين، لذلك التفتّ حولها وبدأ التاريخ مرحلة جديدة في المنطقة انطلاقاً من سورية وانتصارها المنتظر على الإرهاب.
Discussion about this post