طهران: على واشنطن إثبات صدق رغبتها بإيجاد حل سلمي للأزمة في سورية

وتفصيلاً، أعلن بيسكوف أمس أن الرئيس بوتين سيلتقي الرئيس أوباما في نيويورك الإثنين القادم 28 من الشهر الحالي.
ونقل موقع «روسيا اليوم» عن بيسكوف قوله: من المقرر أن يلتقي بوتين في اليوم ذاته رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، مضيفاً: إن اللقاءين مدرجان في جدول أعمال الرئيس بوتين.
من جانبها أكدت وكالة «بلومبرغ» نقلاً عن مصدر في الإدارة الأمريكية أن أوباما وبوتين سيلتقيان على هامش أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك.
ووفقاً للمصدر ذاته فإن أوباما ينوي بحث الوضع في سورية والأزمة الأوكرانية مع بوتين.
كما أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي في تصريح صحفي أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري ينوي أن يبحث الأوضاع في كل من سورية وأوكرانيا مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في 27 من الشهر الحالي وذلك أثناء لقائهما المرتقب على هامش أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة.
كذلك أعلنت مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون المنظمات الدولية شيبا كروكر أن واشنطن تأمل بتحقيق تقدم في المحادثات السياسية بشأن سورية خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الأسبوع المقبل.
ونقلت «رويترز» عن كروكر قولها في تصريح صحفي أمس: واشنطن أبلغت روسيا أنها لا تدعم صدور بيان عن مجلس الأمن الدولي بشأن سورية قبل اجتماع وزراء الدول الأعضاء إذ قد يعتبر البيان تبنياً لمسار عمل سيعوق جهود التوصل إلى تسوية سياسية.
وبالعودة إلى كلام بيسكوف فقد أعلن أن تصريحات المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن الحاجة لمشاركة الرئيس بشار الأسد في التوصل إلى حل سياسي للأزمة في سورية تتوافق مع الموقف الذي أكدته روسيا مراراً بأن مصير سورية يقرره شعبها فقط وأنه لا يمكن «استبعاد» رئيسها أو تقرير مستقبلها من دول أخرى.
ونقلت «سانا» عن بيسكوف قوله في تصريح للصحفيين أمس في موسكو: إن تصريحات ميركل في هذه الحالة تتوافق مع واقع ماقاله مراراً وتكراراً الرئيس فلاديمير بوتين الذي أكد أنه لا يمكن تقرير مستقبل سورية من قبل دول أخرى.
وأضاف بيسكوف: إن مصير سورية يقرره الشعب السوري فقط ولا يمكن «استبعاد» الرئيس الشرعي للجمهورية العربية السورية من عملية التسوية بشكل مصطنع لأن ذلك يجعل العملية بحد ذاتها غير واقعية.
من جانب آخر نفى بيسكوف علمه بما تردد مؤخراً حول إعداد الكرملين طلباً إلى مجلس الاتحاد الروسي بشأن السماح باستخدام القوة العسكرية والقوات الروسية في سورية وقال: لا علم لي بأي شيء من هذا القبيل ولم أرَ أي وثائق بشأن هذه المسألة، كما لا يمكنني معرفة مصدر هذه المعلومات ومن أي جهة يمكن أن تصدر.
وأشار بيسكوف إلى أنه ظهر مؤخراً في وسائل الإعلام الكثير من التكهنات حول «الوجود العسكري الروسي في سورية» والأغلبية العظمى منها مخالفة للواقع.
وحول ما يقال عن استعداد روسيا لتوجيه ضربات لتنظيم «داعش» الإرهابي في سورية حتى لو رفضت الولايات المتحدة العمل المشترك أكد بيسكوف أن هناك الكثير من التكهنات الآن في وسائل الإعلام المختلفة وأغلبيتها العظمى لا علاقة لها بالواقع، مضيفاً: إن التعليق على كل ما يطرح من أسئلة ربما يكون أمراً أحمق وغير بنّاء.
كما أعربت وزارة الخارجية الروسية عن أملها بأن يسهم عمل ميسري المجموعات الأربع بين السوريين الذين سماهم الأمين العام للأمم المتحدة في تعزيز الجهود التي بذلها مبعوثه الخاص ستافان دي ميستورا للمساعدة على «إنشاء منصة بناءة جماعية للمعارضة» وبالتالي لإجراء مفاوضات لاحقة مع الحكومة السورية وإطلاق الحوار السوري- السوري على أساس «بيان جنيف» الذي صدر عام 2012.
في هذه الأثناء دعا مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الولايات المتحدة الأميركية إلى إثبات صدق رغبتها بإيجاد حل سلمي للأزمة في سورية.
وقال عبد اللهيان في تصريح من موسكو: إن السلوك الأميركي تجاه الأزمة في سورية متناقض ولا يملك رؤية محددة وننتظر من واشنطن أن تثبت صدقها بالتسوية السلمية، مشيراً إلى أن دعمها للحل السياسي في سورية بشكل حقيقي ومشاركتها الصادقة في مكافحة الإرهاب سيكونان عاملاً مساعداً في إحلال الأمن الإقليمي والعالمي.
وأشار عبد اللهيان إلى أن إيران ومنذ بداية الأزمة في سورية والعراق أعلنت مراراً أن اللجوء إلى القوة واستخدام الإرهاب أداة لايمكن أن يزعزعا الأمن في بلد ما فقط بل الأمن في كل المنطقة والعالم.
وأكد عبد اللهيان وجود تعاون وثيق بين كيان الاحتلال الصهيوني والتنظيمات الإرهابية في سورية، لافتاً إلى أن الإرهابيين وخاصة من تنظيمي «داعش» و«جبهة النصرة» يتلقون العلاج في مستشفيات العدو الإسرائيلي.
وأعلن عبد اللهيان دعم بلاده للمبادرة التي أطلقها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لبناء جبهة حقيقية ضد الإرهاب واستعدادها للقيام بإجراءات مشتركة لأن الإرهاب يشكل خطراً وبحاجة إلى عمل جاد وحقيقي, كذلك أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية أفخم أن التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري بدعوته إيران وروسيا إلى أداء دور بنّاء لحل الأزمة في سورية مناقضة للحقائق وتهدف إلى اتهام الآخرين بالمسؤولية في الأزمة نظراً لأن واشنطن وحلفاءها تسببوا بعرقلة الحل باتباعهم سبلاً إقصائية ووضعهم شروطاً مسبقة.
وأفادت الدائرة العامة الإعلامية في وزارة الخارجية الإيرانية بأن أفخم أوضحت في تصريح لها بنيويورك أنه ليس من المعلوم هل تصريحات وزير الخارجية الأمريكي ناجمة عن القلق أم للمساعدة على حل الأزمة بصورة واقعية، مذكرة بأن إيران أعلنت ومنذ بداية الأزمة في سورية أن دعم بلورة الحوار السوري ـ السوري والاتفاق السياسي هو الطريق الوحيد لإنهاء الأزمة، وأن مسيرة التطورات والظروف في سورية أثبتت صحة وصوابية السياسة الإيرانية.
Discussion about this post