تؤكد كل كلمة دونت رفضاً للاحتلال واغتصاب الأرض وكل حبة تراب وحجر وصخرة ونبتة شكلت باتحادها الجولان السوري وكل نقطة دم سالت في سبيل تحرير أرض الجولان الطاهرة من طغيان الكيان الصهيوني المحتل وكل نقطة ماء روت عطش السوريين الساعين بكل الطرق والوسائل المشروعة لتخليص جولانهم من براثن الاحتلال الصهيوني أن أرض الجولان قلب سورية النابض والجزء من العالم العصي على التهويد والاغتصاب. وأضافت وكالة «سانا» للأنباء في تقرير لها حول الجولان العربي السوري: سيبقى إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن الجولان السوري المحتل حبراً على ورق وخالياً من أي قيمة مادية، خاصة أن قرارات الأمم المتحدة تحظر الاعتراف بسيادة الاحتلال على الأراضي التي تؤخذ نتيجة حرب. ونقلت الوكالة عن خبير الآثار وقارئ النقوش الكتابية القديمة في المديرية العامة للآثار والمتاحف المؤرخ محمود السيد قوله: «إن الأدلة الأثرية تؤكد أن الجولان جزء لا يتجزأ من الوطن الأم سورية وإن المواقع الأثرية في الجولان ترتبط تاريخياً بالحضارات المتعاقبة في سورية».
وأضاف السيد: إن اللقى الأثرية المكتشفة في مئة وسبعين موقعاً أثرياً توثق سكن الإنسان للجولان منذ العصر الحجري القديم وحتى يومنا هذا من دون انقطاع بدليل العثور على بقايا آدمية وأدوات حجرية.
وأوضح السيد، «أنه قبل حزيران 1967 كانت القنيطرة المركز الإداري والتجاري لمنطقة الجولان وفي حرب 1967 احتل الكيان الصهيوني أرض الجولان السوري وفي حرب تشرين عام 1973 تم تحرير جزء مهم من تراب الجولان وفي عام 1974 استعادت سورية مساحة 60 كيلو متراً من الجولان تضم مدينة القنيطرة وجوارها وقرية الرفيد وفي كانون الأول 1981 قرر الكنيست الإسرائيلي ضم الجزء المحتل من الجولان لكيان الاحتلال، الأمر الذي استدعى رفضاً دولياً لهذا القرار المشؤوم، حيث رفضه مجلس الأمن في قراره رقم 497 عام 1981». وذكر السيد أن مساحة الجولان تبلغ نحو 1860 كيلو متراً مربعاً ويأخذ شكلاً متطاولاً من الشمال إلى الجنوب وتقدر مساحة المنطقة التي تحتلها «إسرائيل» بنحو 1150 كم، ويمتد الجولان من جبل الشيخ شمالاً على الحدود اللبنانية وصولاً إلى بحيرة طبريا ونهر اليرموك في الجنوب، ويحده من الغرب وادي الأردن المنحدر بشدة نحو بحيرة طبريا ويشغل الجولان معظم مساحة الحوض الشرقي الأيسر لوادي سعار، إضافة إلى ما هو مشترك جغرافياً بين الجولان والجزء الشرقي لوادي الأردن. ويمتاز الجولان بمعالم طبيعية وجغرافية وآثارية ومكانة مميزة في الموروث الثقافي للمنطقة ولاسيما المسيحي كون السيد المسيح عليه السلام قد زاره ومكث فيه. وأشار المؤرخ إلى غنى الجولان بالمياه نظراً لوجود بحيرتي «طبريا» و«رام» الطبيعية، ونهري بانياس واليرموك، فضلاً عن الكثير من الينابيع، حيث عمل الكيان الصهيوني على حفر آبار عميقة في كل أنحاء الجولان وهذه الآبار تستنزف المخزون المائي الجوفي وتؤثر على الينابيع. وتابع السيد أن لموقع الجولان الجغرافي أهمية كبيرة جعلت منه منطقة عبور القوافل والجيوش والشعوب منذ القدم ومسرحاً لصراع دائم على مر العصور، وأن اللقى الأثرية المكتشفة في الجولان والمنطقة تؤكد صلة الجولان المستمرة بدمشق وحوران.
وأشار الباحث إلى غنى الجولان بالأوابد التاريخية ومنها قلعة النمرود ومواقع سلوقية وأم القناطر وخان الرمل وخان أرنبة وفيق وسكوفيا الغنية بالآثار الرومانية والأموية إضافة إلى الحمة جنوب الجولان الغنية بالينابيع المعدنية الحارة والحمامات الأثرية الرومانية. وخلص الباحث إلى أن ما سبق يؤكد أن جميع اللقى الأثرية المكتشفة في الجولان والمعروضة في متحف كتسرين توثق سورية الجولان المحتل على الرغم من قيام الكيان الصهيوني بإجراء مسح دقيق وشامل لأراضي مواقع الجولان، مستنداً إلى ما ورد في التوراة حول ذكر مدينة الجولان فيه، لكن لم يستطع بنتيجة التنقيبات واللقى الأثرية إثبات أي شيء يقدم دليلاً مادياً ملموساً على وجود للعبرانيين القدماء في الجولان السوري.
وأكد المؤرخ أن إعلان ترامب حول الجولان أمر مناف للقرارات الدولية وانتهاك لقرارات مجلس الأمن ولا يغير شيئاً من كون الجولان أرضاً سورية محتلة والواجب الدولي والأممي يتمثل في إعادتها إلى الوطن الأم سورية.
وكالات