صرح مساعد مستشار الامن القومي الاميركية جون بولتون مستشاره اي الجنرال مايكل كروز الذي يعمل في الخفاء تقريبا ولا يظهر لان سياسة الولايات المتحدة نجحت نجاحا كليا وان سياسة الامن القومي التي اتبعها الرئيس الاميركي ترامب وقام بتنسيقها رئيسه ادت الى النتيجة المطلوبة، ذلك اننا قمنا بحضانة تركيا مدة 30 سنة واكثر في حلف الناتو حتى اصبحت تركيا من اقوى الدول الاقتصادية والعسكرية خاصة صناعيا واقتصاديا وماليا في المنطقة، لكن تركيا قررت التوازن بين روسيا والولايات المتحدة وهذا امر غير مقبول ونحن نقول كما قال نائب الرئيس الاميركي بينز ان قرار استيراد تركيا منظومة صواريخ اس 400 من روسيا هو قرار طائش. وعلى كل حال فان العقوبات التي فرضها ترامب على تركيا ادت الى خسارة 38 في المئة من شعبية الرئيس التركي اردوغان وإذا استمر في هذا المجال ستزداد العقوبات الاميركية حتى تنهار الليرة التركية او يصبح الاقتصاد التركي في ادنى مستوى ضعف له.
والدليل على ذلك ان الليرة التركية هبطت في يوم واحد 4 في المئة نتيجة العقوبات الاميركية التي نمارسها على تركيا، وان سياسة الرئيس اردوغان التي توجهها الولايات المتحدة بسياسية العقوبات ستؤدي الى انهاء شعبيته التي ظهرت الان في الانتخابات البلدية ولاحقا ستظهر في الانتخابات النيابية والرئاسية وتدريجيا سيضعف حزب الرئيس التركي اردوغان ويعرف الشعب التركي ان مصلحته مع الولايات المتحدة وليست مع روسيا.
ثم تحدث عن ان تركيا لا تلتزم بالعقوبات الاميركية تجاه ايران وتبادل ايران بحوالي 150 مليار دولار بالتداول عبر الدولار من خلال بيع وشراء بضائع مع ايران وهذا امر لن يمر وستدفع تركيا عبر عقوبات عليها الثمن اغلى واغلى حتى تنهار شعبية اردوغان الذي يتبع هذه السياسة الفاشلة وواشنطن وخاصة ترامب لن يسامح اردوغان على سياسته.
اما بالنسبة لسوريا فقال ان هنالك تنسيق بين الولايات المتحدة وروسيا، وان روسيا ليست متحمسة للوجود الايراني في سوريا، وانه رغم البصمة الكبيرة التي بصم فيها الرئيس الروسي بوتين في سوريا فان روسيا لا تدافع عن الاراضي السورية من غارات اسرائيلية ضد القوات الايرانية ولا حزب الله ولا حتى الجيش السوري، وان أكبر شاهد امس هو قيام البحرية الاسرائيلية في قصف صواريخ بحر ارض على سوريا ومقتل جنود سوريين. مع ان لروسيا قاعدة بحرية على الشاطئ السوري. وهذا ناتج عن ان الرئيس الروسي بوتين لا يرغب بوجود الايرانيين والاهم اننا متفاهمون على قواعد الصراع والاشتباك في سوريا ضمن حدود تفاهمنا عليها.
ثم اكمل وقال انه ازاء الوضع السوري فان الرئيس التركي اردوغان ان لم يفهم كيف يسير في السياسة الاميركية خاصة تجاه سوريا في عدم التساهل مع نظام الرئيس بشار الاسد بطلب من الرئيس الروسي بوتين فإننا سنعمل على اسقاط شعبيته الى اقصى حد عبر العقوبات الاقتصادية وعليه ان يختار اردوغان بالنتيجة بين واشنطن او سقوط شعبيته نهائيا من خلال سقوط الوضع الاقتصادي التركي وسقوط العملة التركية الى ادنى حد.
والوضع مع العراق وسوريا ولبنان
اضاف الجنرال مايكل كروز مساعد مستشار الامن القومي الاميركي جون بولتون الذي على ما يبدو انه يلعب دور بين وزارة الدفاع الاميركي البنتاغون والبيت الابيض في اطار الامن القومي ولا يظهر كليا، فقد قال في لقاء استثنائي مع صحافيين لم يتم تصويره لكن سمح بتسريب مضمونه، فقال ان العراق نحن نريد الحفاظ عليه، لكن المعارضة الشيعية التي جلبت الجيش الاميركي لإزاحة صدام حسين وخلق ديموقراطية جديدة وبناء عراق جديد وحتى بداية قيام سلم بين العراق واسرائيل لم تكن على قدر المسؤولية، وان معظمها قام بالسرقة ونهب اموال العراق، ويكاد العراق ينهار لولا تصدير جزء من نفطه، لكن العراق الغني بثروته النفطية والزراعية وغيرها، سرقته هذه المعارضة الفاشلة ثم انها لم تلتزم بأي تقارب مع اسرائيل وفق ما وعدت به هذه المعارضة الادارة الاميركية اذا قامت الولايات المتحدة بإسقاط الرئيس صدام حسين وازاحته من الحكم مع ضباطه وجماعته، ونحن الان اضعفنا هذه المعارضة الى اقصى الحد وقمنا بإدخال المملكة العربية السعودية على خط العراق لتقوم ببناء شمال العراق وان تعود الطائفة السنية الى لعب دور مع الطائفة الشيعية، التي خانت كل وعودها مع الادارة الاميركية في زمن الرئيس جورج بوش الابن، ولم تقم باي خطوة تقارب مع اسرائيل باتجاه ايجاد سلم في المنطقة ونحن لم نطلب منها توقيع اتفاق سلام مع اسرائيل بل طلبنا منها السماح بوفود اسرائيلية وقيام بوفود عراقية بزيارة اسرائيل مثل قيام وفود اسرائيلية بزيارة العراق لكن هذه المعارضة خانت الوعد وكذبت فيما كردستان نفذت ذلك واقامت علاقات مع اسرائيل ممتازة. وان الضغط الايراني جرى على كردستان خاصة من سليماني كي لا تقوم كردستان باقامة علاقات مع اسرائيل ومع ذلك فان شركات اسرائيلية تعمل في كردستان تحت اسماء اميركية، وتسمح الحكومة الكردية في كردستان لهذه الشركات بالعمل مع علمها انها شركات اسرائيلية لكن تحت اسم اميركي. كما اننا لن نفرض اي عقوبات على العراق بسبب انفتاحه على ايران لان العراق لا يتحمل عقوبات مالية واقتصادية وانهيار العراق هو انهيار للولايات المتحدة في المنطقة حيث لها قواعد جوية في العراق وجيش اميركي والحجم الذي يتبادله العراق مع ايران حجم مقبول وهنا نريد ان نقول اننا لا نهدف الى اسقاط النظام الايراني شرط ان يقوم بتغيير سلوكه، وقد ابلغنا ايران ذلك اننا لا نرغب بالحرب عليها بل نريد تغيير خطواتها، وسلوكها في المنطقة خاصة دعم حزب الله الارهابي الذي هو يهدد امن دول الخليج وخاصة يهدد الدولة الحليفة الاولى في المنطقة لنا وهي اسرائيل.
لكن ايران لم تمتثل وحتى رفضت التفاوض معنا، وقالت تحت حجة انها وقعت الاتفاق النووي مع الولايات المتحدة ثم الغت الولايات المتحدة توقيعها على هذا الاتفاق، ونحن قلنا لهم لقد اخطأ الرئيس الاميركي السابق باراك اوباما بالتوقيع على هذا الاتفاق ونظرة الرئيس الاميركي ترامب هي غير نظرة الرئيس باراك اوباما واننا منفتحون اذا قامت ايران بتغيير سلوكها وخاصة عدم ارسال اسلحة واموال الى حزب الله فان الولايات المتحدة ستخفف كثيرا من عقوباتها على ايران لكن لن تعود الى الاتفاق النووي الذي تم توقيعه مع الدول الـ 6 مع ايران انما المشكلة ان الايرانيين لا يريدون التفاوض ويعرفون ان الجيش الاميركي في المحيط الهادئ والمتوسط اقوى بكثير من الجيش الايراني انما المعركة مع ايران هي معركة مكلفة جدا وايران تملك كمية من الصواريخ البالستية انها اذا قامت بالقصف وقصفت العاصمة الرياض فان سعر النفط مع توقف شركة ارامكو التي تصدر 11 مليون برميل ونصف نفط في اليوم سيرتفع سعر برميل النفط الى اكثر من 200 دولار، وهذا امر لن تسمح به الولايات المتحدة وقد يكلف ايران الغاء نظامها وضرب هذا النظام كليا وازاحته. ونحن سمحنا لدول اوروبية بالاستمرار بالتعاون مع ايران انما الرئيس الفرنسي ماكرون والمستشارة الالمانية ميركل يلعبان دورا بارزا مع زير خارجية ايران المعتدل السيد ظريف على تعديل سياسة ايران الخارجية خاصة التخفيف من مس امن دول الخليج والاهم التوقف عن دفع وتسليح وتسليم امول الى حزب الله الارهابي الذي يشكل الخطر الحقيقي على اكبر حليف حيوي لنا وهي دولة اسرائيل.
واشنطن ولبنان
اما بالنسبة للبنان فقال الجنرال مايكل كروز الذي سمح بتسريب كلامه دون التصوير بان موقف الولايات المتحدة من لبنان ممتاز وخاصة من الجيش وان رفض الجيش تسلم اي سلاح من روسيا خاصة طائرات ميغ 29 ودبابات ومدفعية واسلحة روسية اثبت ان هذا الجيش ولاؤه وعلاقته كبيرة مع الجيش الاميركي وانه ارسل اكثر من 4 الاف ضابط للتدرب في ثكنات العسكرية في الولايات المتحدة، ونحن لدينا بعثات عسكرية نقوم عبرها بتدريب الجيش اللبناني على اراضي لبنان، كما ان رفض لبنان بتسلم اي هبة ايرانية من الاسلحة هو امر عظيم، كما انه لم يتسلم اي هبة مالية او يقيم علاقة مع ايران، كما اننا راضون عن وضع الدولة اللبنانية في عدم الانفتاح كثيرا على سوريا وحتى الان لم نر عقد قمة بين فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس السوري بشار الاسد وهذا امر مهم مع العلم اننا مرتاحون جدا لموقف الرئيس سعد الحريري رئيس الحكومة اللبنانية كما ان رئيس مجلس النواب الرئيس نبيه بري وهو حليف لسوريا لم يقم بأي زيارة لسوريا، ونحن نريد تطويق سوريا بشكل مستمر ولا نريد ازاحة الرئيس بشار الاسد انما نريد ان يقبل الرئيس الاسد وهذا ما تقوم به روسيا بالضغط على الرئيس بشار الاسد من اجله وهو القبول بتعديلات دستورية هامة تجعل نظام سوريا ليس ديكتاتوريا ولا يقوم على شخص الرئيس بشار الاسد بل تشارك فيه مكونات من المجتمع السوري خاصة من الفئة المنتمية الى الطائفة السنية كي يكون هنالك مشاركة فعلية في القيادة السورية.
اما بالنسبة للنازحين السوريين، فلا عودة لهم الان، ونحن متفقون مع الاتحاد الاوروبي انهم لن يعودوا الان وكل دولة تجبر النازحين السوريين على العودة الى بلادهم سوريا ستقوم الولايات المتحدة مع الاتحاد الاوروبي بفرض عقوبات عليه سواء كان لبنان ام الاردن ام تركيا ام العراق، والعراق وتركيا والاردن متجاوبون معنا، لكن لبنان يقوم بحملة من اجل عودة النازحين السوريين وانه يقع تحت عبء وجود مليون ونصف مليون نازح سوري، ونحن افهمنا اللبنانيين بطريقة سرية ان لا عودة لهم حاليا الا بعدد بسيط وقليل، وان ما قاله بامبيو عن عودة النازحين السوريين هو موقف مبدئي لكنه ليس عملي لان الولايات المتحدة لن تقبل بعودتهم الى سوريا ومهما فعل المسؤولون اللبنانيون فانهم يصرخون في الهواء ولا جواب فعلي من الولايات المتحدة بل اذا وصل لبنان الى اجبار النازحين السوريين على العودة فسيقع فورا تحت العقوبات الاميركية لاننا نحن في موقف موحد.
واذا كنا قد دفعنا 3 مليارات الى تركيا لانها لا تطالب بعودة النازحين ولم ندفع مبلغ كبير للبنان لان لبناني يصر على عودة النازحين السوريين وهذا الامر لن يتوفر قبل سنتين الى ان يخضع الرئيس بشار الاسد الى التعديلات.
وانهى كلامه قائلا ان لبنان بخير ونحن ندعم جيشه بالأسلحة وسنحافظ على السلم الامني والاهلي فيه وسنعمل على قيام الاستقرار الاقتصادي والمالي ايضا فيه والبنك الدولي الذي ترعاه الولايات المتحدة وهي 70 في المئة من اسهمه قدمت 800 مليون دولار الى لبنان وقدم في الايام الثلاثة الماضية 400 مليون دولار وعندما سترسل بعثات البنك الدولي تقاريرها عن الشفافية في تنفيذ بناء البنية التحتية طبعا سيزيد البنك الدولي من دعمه للبنان وهذه المرة بكمية مليارات وليس 800 مليون و400 مليون دولار بل سيقف البنك الدولي مثلما وقف مع اليونان واوصل دعمه الى حدود 60 مليار دولار لكن لبنان لا يحتاج الى هذا المبلغ ذات الرقم الكبير بل يحتاج اضافة الى الـ 11 مليار ونصف مليار دولار الى حوالي 25 مليار دولار والاتحاد الاوروبي ودول الخليج قادرة على تقديم هذا المبلغ شرط تحجيم دور حزب الله في الدولة اللبنانية وعدم تنامي قوته وسيطرته على قرار الدولة.
الديار