أكد رئيس مجلس الشعب حموده صباغ أن الجولان عربي سوري وأن الشعب السوري لن يهنأ له بال قبل أن يحرر آخر شبر من هذا الجزء الغالي من أرض الوطن مشددا على أن قوى الهيمنة امتحنت سورية وشعبها وجيشها طوال السنوات الثماني الأخيرة وهي لا شك تعلم أنها تتعامل مع شعب أبي لا يفرط بذرة تراب واحدة من أرضه.
وقال صباغ في كلمة بمؤتمر برلمانات دول جوار العراق المنعقد في العاصمة العراقية بغداد يوم أمس: الأهم في هذا اللقاء أننا نمثل شعوبا تحمل وعياً واحداً ومفاهيم مشتركة وتنظر إلى مستقبل أفضل لهذه المنطقة مستقبل السلام والتعاون واحترام إرادات بعضنا وسيادات شعوبنا ودولنا ونبذ العنف والإرهاب والتدخل.. هذه المبادئ الكبرى يشملها القانون الدولي وتتطلع إليها الشعوب كافة ويرنو إليها الإنسان حيثما كان لأنها مبادئ تحقق بيئة لا غنى عنها تمكنه من الوصول إلى ما خلق الله البشر من أجله وأرسل أنبياءه لتحقيقه.. إنه المجتمع الإنساني الخير والعادل.
شعوب هذه المنطقة كانت في كل مراحل التاريخ موضع استئثار الامبراطوريات اللاهثة وراء الهيمنة
وأضاف صباغ: لا شك في أن الأغلبية العظمى من البشر تتطلع إلى هذا المجتمع الإنساني المنشود على الرغم من أفعال قوى الهيمنة والاستعمار الجديد والصهيونية والإرهاب.. القوى التي تصر على عرقلة مسار التاريخ وتستمر في غيها.. القوى التي تضطهد الشعوب وتغذي الإرهاب في محاولة لإطفاء نور الله على المعمورة ونشر الظلم والظلام في أركانها.. إنها مبادئ تهم البشرية بأكملها لكن لمنطقتنا حساسية وخاصة في هذا الموضوع فمنذ فجر التاريخ كانت الإمبراطوريات تولد وتموت على أرض هذه المنطقة ومنذ فجر التاريخ كان أهل هذه المنطقة يعملون على نشر ثقافة السلام والتعاون في جميع الاتجاهات فلقد حبا الخالق هذه المنطقة وكرمها بموقع استراتيجي متوسط يمثل العقد الأساسي في العالم ناهيك عن ثرواته المادية والثقافية.
وأوضح صباغ أن شعوب هذه المنطقة كانت في كل مراحل التاريخ موضع استئثار الامبراطوريات اللاهثة وراء الهيمنة لكنها في الوقت نفسه كانت طليعة القوى التي تدعو إلى الوئام والعدالة والسلام.. لأن السلام الذي لا يبنى على العدالة يكون مجرد خضوع واستسلام وهو أمر يتنافى مع جوهر هذه المنطقة وكيانها وثقافتها الإنسانية.
نظام القطب الأوحد المهيمن إلى زوال ومن الضروري ولادة نظام دولي أكثر توازناً وعقلانية
وقال صباغ إن ما يحدث اليوم في منطقتنا التي تضم أمماً كبيرة وعريقة ليس جديداً ونضال شعوبنا في مواجهة الهيمنة والصهيونية وكل أنواع الظلم والظلام ليس جديداً كذلك فهنا نشأت العصور وانتهت وهنا ولدت الامبراطوريات وماتت.. وبقيت شعوبنا سيدة الأرض والمصير مبينا أن نظام القطب الأوحد المهيمن إلى زوال وبات من الضروري ولادة نظام دولي أكثر توازناً وعقلانية فهذا هو نهج التاريخ وهو القاعدة التي يبدو أنه لا خروج عنها أبدا.
وأضاف رئيس مجلس الشعب إن لقاء شعوبنا اليوم أصبح ضرورة ملحة لنا جميعا لمواجهة التحديات المشتركة التي نواجهها في مرحلة من أصعب مراحل التاريخ.. والشعب السوري يعي هذه الحقائق بحكم كيانه التاريخي وعروبته الراسخة وفهمه لجوهر الأحداث وهو الذي كان دائماً يتعامل مع كل استعمار وكل تدخل تعامل الأنفة والكرامة.
سنمار سورية الإخباري ـ وكالات