- بقلم عبير الراوي
ثنائية الاقطاب لا تعني فقط ان يتحكم او يتقاسم او يتوازع قطبين متعادلي القوة (تقريباً) في مكانين مختلفين من العالم النفوذ والسلطة والتحكم بالتاريخ على مسارين متضادين متوازيين زمنياً .. ولكنه يمكن ان يعني ايضاً ان يجتمع قطبين مختلفين في الاشارة منحدرين من مصدر واحد او اكثر للطاقة في جهاز واحد يؤدي الى تحويل الطاقة الى نوع اخر من الطاقة بغض النظر عن المصدر الاخر وهنا نتحدث عن المسرعات (وهي الاهم) المستقيمة منها أو( الدائرية) (وهي الاهم ايضاً ) .. اذا تحدثت كما تتحدث هذه المقدمة يمكنك ان تقول انك تتحدث سياسة والا فانت تذيع نشرة اخبار مكررة ويسبقك عصرك بما لا يقل عن خمس وعشرون سنة ..
لنلغي لغة العواطف ونجتنب مظاهر الظواهر قليلاً ونحتكم اولا واخيرا الى التاريخ التجريدي وبديهياته ومن ثم الى علم (السياسة الاقتصادي) وليس الاقتصاد السياسي .. بكل علاته وحسناته ان وجدت .. المرجعية الوحيدة لمسير الخط الزمني في العالم اليوم لنفهم ما يدور حولنا ونتقبله ولو جزئياً ونتعايش معه لأننا نعيش فيه.
منذ سنتين وتحديداً في 3/6/2017 كتبنا على هذه الصفحة مقال بعنوان (بعد الريالي والبرشلوني العالم الى وهابي واخواني احجزوا مقاعدكم ) تحدثنا واوحينا الى ما اعتبره البعض اليوم هلوسة سياسية وعقائدية.. وسبقناه والحقناه بعدة مقالات عن غزة ومصر وقطر وتركيا والسعودية بذات المعنى تقريبا وقلنا لكم اقرأوا ما بين السطور وما خلفها فليس في علم السياسة مفاجئات بل قواعد كثيرة متضاربة ومختلفة قد تشعر انها متباينة عند التطبيق او الاسقاط .
ان تجاوزنا المسلم والمسيحي ربما في مكان ما سنصطدم حتماً بالشيعي والسني وعندها السني وهو محور الحديث هنا (وكل ملة عندها ما عندها ) ستصدمك ثنائية قطبية هي وهابي واخواني .. قد لا تعترف بكليهما وعندها ستسأل من انت ؟.. طبعاً ستجيب انا مسلم فقط ..او لااتبع لاحد ..او استفتي قلبي او قد يسعفك عقلك بان تقول انك مسلم سني معتدل .. في الحقيقة قد تكون صادقاً او انت صادق بالفعل ولكنك ايضاً بالحقيقة انت غير موجود على الخريطة .. يؤسفنا ان نخبرك هذا .. ويؤسفنا اكثر ان نخبرك ان هذا من صنع يديك لأنك انشغلت بعصر ملوك الطوائف الخاص بك والعصر الذهبي في خيالك لبرجك العاجي والقبة الحديدية ..واجتهادات لا تسمن ولا تغني من جوع عصرك وزمانك.. وعشت في غفلة ومتَ في غفلة .. وان كان الله يحفظ دينه فليس ملزماً بنص او اجتهاد ان يحفظ متدينيه .. كلام قاسي ربما ستنكره علينا اليوم وان كنت ما زلت في غفلة من الزمان فهو للتأمل .. فتأمل ودعنا نكمل لك ولكم .
عند ظهور الاخوان المسلمين كحركة سياسية في لبوس ديني لم ينكر احد عليه هذا اللبوس لا من المرجعيات ولا من الافراد بل عند اشد الرافضين له كان الحديث عن اعطاء الفرصة لهم عسى ان يعز الله بهم الاسلام بعد ان اصابه الوهن وضعف في ارضه وبين جمهوره وانسلخت عنه قوته التي يرهب بها عدو الله وعدوكم .. وعدوهم تقريباً كان يتأرجح بين السلطة الحاكمة التي لا تعمل بالاسلام وبين الحركات التحررية والليبرالية واليسارية وبين الانظمة الاقتصادية المقيتة التي تحكم العالم من الكفرة .. وهي نفس البداية في تقبل الفكر الوهابي الذي ظهر ايضاً على مسرح الاحداث كحركة سياسية عسكرية ضمن اخطر منطقة اسلامية في العالم وهي نجد والحجاز .. اذا الانحياز للعشيرة الاسلامية مقابل الانحياز الى الفكر الديني الصحيح هو ما اوجد تلك التيارات وليس بقوتها او بقوة من ارادها ودعمها اوجدت نفسها .
وبعد ان اقصيت مصر عن قيادة العالم والاسلامي والعربي من خلال عدة نكبات مصطنعة اشهرها عصر السادات وتحولت الى تصدير المشاكل الى الخارج بعد ان صنعت عدوها في حجرها – وقد تحدثنا كيف ان السياسة هي من صنعت التيارات الاسلامية المتوحشة وعلاقتها مع السلطة – كتصدير الافغان العرب وصناعة نواة القاعدة بالتعاون مع السعودية والسودان وزرعها في افغانستان لترتد اليها في حركة هجرة معاكسة مؤدلجة حاولت مصر نفسها ان تعيد ترتيبها وحصرها ضمن تيار سياسي معروف وواضح ومسيطر عليه سلطويا وهو تيار الاخوان وان انفلت زمامه من حين الى اخر مع مقتل السادات وغيرها من الاحداث حتى احداث يناير … وضمن هذه التجاذبات صعد نجمان مصطنعان اللمعان في سماء العالم الاسلامي السني وهما تركيا والسعودية ..من ضمن اهدافه المعلنة المخفية هو مواجهة الاخر .. والاخر هنا هو المذهب الشيعي او الشيعة الروافض او الصفويين او ..في احسن الاحوال هم (المجوس) حين تكون المداعبة للعاطفة القومية لا الدينية ..وسواء تاريخياً بالنسبة لتركيا او عقائدياً بالنسبة للسعودية كونها حديثة العهد في تاريخ الصراع بين (الغساسنة والمناذرة) وليست وريثة لاحدهم كان الهدف هكذا.
وكما كان الروم هم العدو التاريخي للفرس كذلك هم اليوم بالنسبة لايران في الاهداف المعلنة والخفية متمثلة في امريكا والغرب وطبعاً شرطيهم (اسرائيل) هذا هي الاستراتيجيا وان اختلف عليها البعض حتى في ايران الحالية نفسها فكيف لا يختلفون على التكتيك .. وهذا هو مغزى مقالنا اليوم .. علاقة ايران بالاخوان تحالف استراتيجي او تقارب فكري غير بنيوي ام تشاركية في الاهداف ام تعايش سياسي ضمن مفهوم (اسلام سياسي ) او خارجه ربما ام ليس كل ذلك .
تعود علاقة الاخوان بايران الى الخمسينات لمن لا يعرف حيث كان حسن البنا ضد نظام الشاه لذلك تقارب مع حركة (فدائيو الاسلام ) المناوئة لنظام الشاه وتبلورت مع (نواب صفوي) وهو رجل دين راديكالي لعب دوراً كبيراً في ربط الأصولية الشيعية بالحركات الأصولية الإسلامية الأخرى من خلال (جمعية أنصار الإسلام ) التي كانت تروج لمناهضة الغرب.. وكان محور التعاون الاول هو تبني القضية الفلسطينية ..وما حدث فيما بعد من لقاءات ومساعدات احدهما للاخر لا يمكن التأكد من صحته تاريخياً الا انه هناك دلالات صغيرة مثل الخلاف الدبلوماسي بين ايران ومصر على خلفية تسمية شارع في طهران باسم (خالد الاسلامبولي) قاتل السادات ولا تنتهي بوجود (جماعة الدعوة والإصلاح) في إيران والتي تمثل الإخوان المسلمين في إيران تأسست في بداية انتصار الثورة الاسلامية في 1979على يد مجموعةٍ من الدعاة المتأثرين بالصحوة الإسلامية العالمية في أوساط أهل السنة والجماعة وعلى رأسهم الشيخ ناصر سبحاني وهي جماعة إسلامية إيرانية مستقلة ولها وجودها ورموزها في كل المحافظات التي يقطنها أهل السنة في إيران وتمارس نشاطاتها بشكل شبه رسمي ملتزمة بمنهج الوسطية، بعيدة عن التطرف وإثارة الخلافات بین المسلمین.. ولكنها تلتزم بمبادئ حركة الإخوان المسلمين وثوابتها وتفتخر بانتمائها الفكريّ لها(ملاحظة : تعريف هذه الجماعة حسب ويكيبيديا ) .
اذاً ظريف وزير خارجية ايران صرح برفضه تصنيف الاخوان منظمة ارهابية من قبل امريكا منطلقاً من عدم شرعية التصنيف الامريكي اولاً .. واشار الى قطر وعلاقته معها ومع دول الخليج ولكنه اشار بوضوح الى جماعة الاخوان في مصر (وليس مصر).. كما فعل مع قطر وتركيا تلميحاً ..وتأكيدا للعلاقة التاريخية مع جماعة الاخوان في مصر تحديداً والتعاون في بداية الثورة الاسلامية في ايران في خضم نشوء ثنائيات القطب وللطرافة هنا ان سيد قطب بطل هذه المقدمة التاريخية كنيته (قطبية ايضاً ).
فان كان العالم اليوم بغض النظر عن المقدمة التاريخية السابقة ينقسم بشكل فعلي الى ثنائيات قطبية واقعية ( كناية عن تعبيرها عن الواقع ) و(البقية) لا يمكنها كمتلقية للفعل ورد الفعل على السواء انشاء أي قطب عالمي او محلي يسد الحاجة المحلية للحواضن التواقة للايدلوجيا الاسلامية المعلبة في الخارج.. بعد ان اصبحت فتاوي ما وراء البحار تحل محل النص والاجتهاد وانعدم الاجماع وغاب العقل والنقل معاً .. فوجود كيانات دينية اقوى من الدين نفسه يتبعها الملايين وينقسمون بينها ويتحاربون عليها وفيها .. وهي جاهزة ومجهزة ومدججة ومعتدة ولا يمكن خرقها تؤدي بالنتيجة الى التعامل معها بالسياسة على هذا الاساس فلا يمكن لايران مثلاً انشاء تيار سني جديد على مزاجها وضمن فكرها وهي أوتوماتيكياً العدو الاكبر والاوحد للسنة كما تقول التيارات المسيطرة على الفكر الديني السني بل ان هذه العداوة سبب وجودها الوحيد اساساً … فالاجدى التعامل معها سياسيا وكبح جموحها وامالة تحيزها للأنفع والاقرب بل والتعامل ضمن نفس المحاكاة في تغليب احدها على الاخر ووضع الاثقال في الموازيين (الاجدر) لا الاصلح ولا الافضل فان وجدت نفسك داخل معركة لا يمكنك دائما التظاهر بالموت وان فعلت لا يعني ان فزت بنفسك ..
ايران صاحبة سياسة الخيوط المتعددة المتصالبة وصنع القطب عليها وهي لا تترك خيط واحد فقط كما غيرها فيما يسمىبدبلوماسيتها السجادية .. ولكن هنا نصطدم مع ذكريات مؤذية للسوريين مع الاخوان وان كانت ايران لا تحمل مثل تلك الذكريات وليست شريكة فيها ولا في صنعها فلا يمكننا ان نلومها في السياسة اما في غير السياسة فهذا شأن اخر .
ولكن ما يؤخذ على التصريح الاخير رغم ان تصنيف امريكا للاخوان ليس ذي شأن كبير فهناك الكثير من التنظيمات مصنفة ارهابية امريكياً مثل التنظيمات الكردية المدعومة من امريكا في سوريا .. ومثل تنظيم النصرة المدعوم امريكيا على شكل الخوذ البيضاء وكذلك حماس التي تعتبرها(اسرائيل) العدو الاكبر بعد حزب الله .. بل الحرس الثوري الايراني نفسه مصنف كذلك ولم يتغير أي شئ على خريطة اولوياته ووجوده ..لذلك يؤخذ على ذلك التصريح (حسب المنتقدين) انه ولو كان ضرورياً للدبلوماسية الايرانية كما يمكن ان يكون ..فكان من الاجدر ان لا يصدر عن سياسي من الصف الاول كظريف .. او على الاقل كان يمكن ان تغلف تلك التصريحات بلغة دبلوماسية اقل إيحاءاً ووضوحاً (كما يقول مراقبون) .. رغم انه بالحقيقة تلك التصريحات لا يمكن ان تؤثر على سوريا سلباً سواء اليوم مع تواجد ايراني على خريطة الازمة ام قبل ذلك ومنذ الازل وايران تعرف ذلك ولا يؤثر بالطبع على علاقة سوريا العدائية بالاخوان والتي لم تتدخل فيها ايران سابقاً او حالياً .
فالاخوان رغم تميزهم بالخيانة والشهوة للسلطة ولكنهم بالنتيجة على عكس الوهابيين هم ذوو قرار شبه مستقل ومؤهلون للاستئجار وان كانوا ليسوا للبيع على المدى الطويل ولا يمكن خسارة القطبين بالنسبة لايران وخصوصا لدعم حماس بمواجهة اسرائيل فان امكن الايجار امكن الاستئجار وان طال العقد والا ستخرج ايران خارج الخريطة السياسة للمنطقة وخصوصا ان احد لم يعقب على تبني ايران لحماس الاخوانية في السابق.. فسواء اكان التصريح للتقارب مع تركيا او بقايا عظمة لقطر فما يهمنا ليس اختلاف الادوات وانما التخندق .. فهل يمكن ان نؤكد تغيير ايران لخندق المواجهة وذلك قد يعني حزب الله وبعض التيارات العراقية .. الجواب غالباً هو لا .. ولكن ان كان هذا نهج ايران فما هو نهج الاخوان في هذا (التقارب) ان صحت التسمية .. الحقيقة للاخوان مصلحة حقيقية في تعميم التجربة الايرانية للثورات الدينية لان الاخوان راديكاليين ويؤمنون بالتغيير الجذري حتى مع اللبوس الديني وهذا اهم المفترقات .
يقول البعض للبعض (جهدتم طويلاً في الدفاع عن تقارب روسيا مع (اسرائيل) فاليوم ماذا ستقولون مع ايران وتركيا والاخوان اتحفونا ) .. في الحقيقة لا احد معني في الدفاع عن احد والتحالف مع ايران استراتيجي ومن غير المطلوب ان يكون غير ذلك خارج منظومة المقدمات والنتائج بغض النظر عن منظومة الاسباب والمسببات … فالاخوان انفسهم يقولون لانهم وقع عليهم الظلم ووقفوا مع الثورة المظلومة ولكن بالنتيجة الشيعة شئ والسنة شئ اخر (حسب قولهم) .. اذاً هي علاقة تعايش وليست عيش مشترك وهي مكاتفة باستعمال الادوات في اهداف مشتركة.. والابتعاد عن نتائج غير سارة وغير مفيدة للطرفين .. وليست بالتأكيد علاقة تجانس عقائدي او حتى فكري لانه ببساطة لا يمكن بأي حال من الاحوال انتاج أي فكر هجين بين (الولاية والخلافة) وهذا اكبر دليل يروج بنفسه لنفسه ..
اذاً بدون ترتيب .. مسلم ومسيحي عربي واعجمي برشلوني ومدريدي جمهوري وديمقراطي امازيغي وعربي حمساوي وفتحاوي متدين وعلماني .. خير وشر .. ملائكة وشياطين.. الانس والجن .. الشمال والجنوب .. الشرق والغرب .. جميعها ثنائيات قطبية تستمد قوتها من وجودها في الواقع المحسوس والملموس بشرياً وان كان حتى في عقول البعض فقط.. ولكنها مع امتداد وجودها والاختيار القسري منها دون التفكير بالتغيير او الرفض او الانكار اصبحت اساس وجودنا وان انتهى احدها انتهى الاخر وان انتهى احدها انتهينا ايضاً ..مهما كان موقعنا (مع او ضد) .. فحماس تتعايش من تناقضها مع فتح وان انتهى احداها انتهت الاخرى لان اساس وجود احداها هي وجود الاخر .. وكذلك الاتراك والاكراد وحتى اردوغان وغولن وبالتالي هي الاخوانية والوهابية وما يتبعها من سعودية وتركيا وغيرها .
هذه هي اللعبة وحتى في (اسرائيل) نفسها هناك ثنائية للتعايش ضمن المجتمع (الاسرائيلي) السري وهو المتدينون والعلمانيون ولا يتمنى لاحدهما ان ينتهي الاخر (الا) في اذهان الجمهور المنجرف كما هم البقية في اللعبة .. ولكن قواعد اللعبة متغيرة وهناك لاعبون ومتلاعبون كما امريكا التي تلعب بثنائية الاكراد وتركيا وثنائية قطر والسعودية وثنائية الخليج والخطر الشيعي وثنائية امريكا والمد الشيوعي وثنائية امريكا والاقتصاد الاسيوي وغيرها الكثير ..وروسيا وثنائيتها المشهورة بين تحالفاتها مع دول التحرر وبين (اسرائيل) ففنزويلا نفسها ضد (اسرائيل) وليس فقط سوريا .. وهناك الناجي الوحيد الا وهو (اسرائيل) من قطبية الثنائيات التي تحتفظ من قبل انشاء ما تسمى (دولة اسرائيل) نفسها بسياسة البيشوف اليهودي في علاقتها الغير متنافرة مع تركيا والهند والصين وروسيا وامريكا والخليج ومصر والاردن والمغرب وغيرها اقتصادياً وعسكرياً وثقافياً بالمنفعة الكاملة لها .
واخيراً نزودكم بمعلومة لابد منها حول الثنائية القطبية التي هي ليست فقط واقع سياسي وليست فقط نظرية علمية فهي ايضاً اسم لمرض ذهاني يسمى الاضطراب ثنائي القطب الذي كان يُعرف في السابق باسم الاكتئاب الهوسي وهو عبارة عن حالة عقلية تتسبب في تقلبات مزاجية مفرطة تتضمن (الهوس الخفيف) و (الاكتئاب) والتغيرات العاطفية… وهذه تماماً ما هو مصابة به شعوبنا المقهورة فيما يقابل القطبية الدولية العالمية في السياسة .
ولكننا في سوريا وكشعب سوري عظيم لسنا مع احد او ضد احد .. نحن مع انفسنا (اولاً) ومع من هم معنا (اولاً) ايضاً .. ولسنا شعوب مقهورة لاننا نمتلك بالنتيجة قرارنا بعكس الداخلين في اللعبة الثنائية ولاننا اصحاب امتداد حضاري وتاريخي حاضرين وليسا مدفونين في ادبيات دولة ملوك الطوائف .. نحن شعب موجود حاضر ذهنياً وليس ذهانياً .. وان كنا سنتوقف عند كل منحنى لكل احد فسنكون مرضى (بالوسواس القهري) ولسنا كذلك ..نحن نتفهم ونفهم ونعرف ونتعاطف ونسامح ولا نسامح ونحب ونكره لاسباب وليس لتسبب .
قلت في مقال اسبق ان الازمة السورية دخلت في مرحلة المشاريع الاصلية المعلنة .. لذلك لم يكن توقفي عن الكتابة بسبب الم في يدي فقط بل كان الالم في فمي ايضاً .
عشتم وعاشت سوريا .