فساد رجب إردوغان، لم يقتصر على السماح لأبنائه وبناته وبقية أفراد أسرته، بالسيطرة على مصادر الثروة والتحكم في مفاصل الدولة التركية خلال 17 عاماً، من الحكم الإردوغاني، ترسخت خلالها دولة مافيا العائلة الحاكمة، التي أسست شبكة هائلة من الفساد، استعانت خلالها بالأصدقاء والمقربين للتحكم في مفاصل الدولة، وهو نهج استنه رجب وسار على دربه الأبناء.
شبكة الفساد، التي وضع أسسها إردوغان وتولى كبرها الأبناء بلال وسمية وإسراء، لم تقتصر على الأصهار والأقارب، بل شملت دائرة الأصدقاء، فما يُنهب من تركيا بالمليارات سنوياً، لا يستطيع أفراد العائلة القيام بالمهمة وحدهم، لذا كان الاستعانة بالأصدقاء ضرورة من ناحية لإنجاز أكبر قدر ممكن من النهب دون تورط صريح للعائلة، ومن ناحية أخرى بسبب كونهم من أهل الثقة، مُنحت لهم المناصب القيادية في الدولة، التي تحولت إلى “ضيعة عائلية” يحكمها إردوغان وعائلته وأصهاره وأصدقاؤه.
حزب العدالة والتنمية، وصل إلى سدة الحكم
2002، ليبدأ إردوغان سياسة إخضاع مؤسسات الدولة لهيمنته المطلقة، عبر بث
رجاله في مختلف الهيئات الحكومية، وعزز من هذه السياسة استغلاله لمسرحية
الانقلاب 15 يوليو 2016، من أجل التخلص من أكبر قدر من العاملين في دولاب
الدولة، إذ تم إقالة ما لا يقل عن 150 ألف موظف في أعقاب الانقلاب المزعوم.
إردوغان، قرر تعيين الكثير من أسرته وأعضاء حزبه في مناصب مهمة بالدولة
التركية، ربما يكون أبرزهم بيرات ألبيراق زوج ابنته إسراء، إذ عينه في
يوليو 2018 في منصب وزير الخزانة والمالية، فيما تحظى سمية إردوغان بمنصب
رسمي في الرئاسة التركية.
دولة الفساد
محمد مؤذن أوغلو أحد الأصدقاء المقربين من إردوغان، ولد في تراقيا الغربية
التابعة لليونان، دخل تركيا لاجئًا في 1983، وفي 1986 حصل على الجنسية
التركية، ثم دخل السياسة من خلال الانضمام لحزب الرفاه (أسسه نجم الدين
أربكان) في 1992، بعدها شارك في تأسيس حزب العدالة والتنمية 2001، ويتمتع
بعضوية مجلس إدارة الحزب في إسطنبول.
مؤذن أوغلو، تولى رئاسة العدالة والتنمية
في إسطنبول (2002-2007)، وانتخب في 2007 نائبًا عن مدينة إسطنبول، وفي 2011
انتخب نائبًا عن مدينة أدرنة، وعين وزيرًا للصحة في حكومة إردوغان
الأخيرة، وعين وزيرًا في حكومة داوود أوغلو.
محمد، يُعد من كبار دولة فساد إردوغان، إذ شارك الأخير في كل الوقائع
المتعلقة بنهب مدينة إسطنبول، فضلاً عن أنه من كبار رجال الحزب الحاكم
المشرفين على الأنشطة السرية للميليشيات التابعة للحزب، لذا لم يكن غريباً
أن يكون ضمن قائمة المتهمين في قضية اغتيال السفير الروسي السابق في أنقرة
أندريه كارلوف في 2016.
التابع المخلص
عمران كيليتش، صديق إردوغان خلال الخدمة العسكرية، وهي الزمالة التي تحولت
إلى رأس مال كيليتش في الحياة العامة، إذ أن إردوغان الذي رأى في كيليتش
تابعاً مخلصاً، دفع به للعمل مفتيًا في عدد من البلدات والمدن، إلى أن
تقاعد، فقرر إردوغان ترشيحه نائبًا عن حزب العدالة والتنمية في انتخابات
نوفمبر 2015.
رئيس تركيا، أصدر في يونيو الماضي، قراراً بتعيين صديقه منذ أيام الدراسة
الثانوية يوسف دوغان، مفتيًا على مدينة أنقرة، وكنوع من الاعتراف بأن
مؤهلاته لا ترشحه للمنصب وأن علاقته بإردوغان هي جواز سفره الوحيد للترقي،
نشر دوغان فور صدور القرار صورته مع إردوغان أثناء أداء الخدمة العسكرية.
دوغان، تعرض لموجة انتقادات على وسائل
التواصل الاجتماعي فور نشره الصورة، التي عبرت عن تبعية مطلقة لسيده، وكتب
أحد المدونين، :”لا تتملقوا”، الأمر الذي جعل دوغان يدرك أنه كشف نفسه،
فسارع بحذف الصورة التي تثبت ولاءه السياسي لحزب “العدالة والتنمية” الحاكم
ورئيسه إردوغان.
إردوغان، قرر مكافأة أصدقائه المقربين بإدخالهم البرلمان نوابًا عن حزبه،
من بينهم محاميه علي أوزكايا، وفتحي شاهين، والكاتب المقرب منه آيدن اونال،
وفيدات دمير أوز المستشار المالي له.
الملياردير محمد جنكيز، صديق إردوغان
وأكبر ممول لوسائل الإعلام المؤيدة للرئيس التركي، من أكبر المستفيدين من
العلاقة الفاسدة مع نظام إردوغان، إذ حصل على 42 مناقصة بقيمة تزيد عن 200
مليار دولار في عهد حزب العدالة والتنمية، وكانت شركة “جنكيز” للإنشاءات
إحدى الشركات المقربة من إردوغان، وحصلت على مناقصات إنشاء مطار إسطنبول
الجديد المثير للجدل، كذلك مناقصة تشييد جسر إسطنبول الثالث.
السائق النائب
أحمد حمدي تشاملي، كان سائق إردوغان الخاص لمدة 20 عامًا، قبل أن يدخل
البرلمان خلال انتخابات نوفمبر 2015، ممثلًا لحزب العدالة والتنمية، واشتهر
على وسائل الإعلام بعد تورطه في إنشاء حسابات وهمية بأسماء “فتيات” على
موقع التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى تصريحاته المليئة بالسباب.
إبراهيم آران، شغل منصب نائب المدير العام لهيئة الإذاعة والتليفزيون
التركية في 2013، وفي يوليو 2017، نشرت الجريدة الرسمية التركية، قرارًا
بتوقيع من إردوغان، يقضي بتعيين آران (36 عام) مديرًا عامًا لهيئة الإذاعة
والتليفزيون التركية (TRT)، إبراهيم هو صديق بلال إردوغان في مدرسة الأئمة
والخطباء الثانوية.
هيئة الإذاعة والتلفزيون، شهدت في عهد
آران، العديد من التحركات المثيرة للجدل، دون مبرر، كان أبرزها فصل نحو 150
موظفًا من العاملين بها، بحجة زيادة عدد العاملين، بعدها بأيام صدر قرار
بتعيين 1700 موظفًا جديدًا، قبل أن يصبح آران مديرًا لهيئة الخطوط الجوية
التركية، حيث كان عضوًا في مجلس إدارة شركة الاتصالات الوطنية، وشغل المنصب
الشاغر، بدلًا من وزير الداخلية السابق أفكان علاء.
صديق بلال
إيلكار آيجي، صديق بلال نجل رجب إردوغان المقرب، كان معه في مدرسة الأئمة
والخطباء الثانوية في إسطنبول، تم تعيينه في عام 2015 رئيسًا لمجلس إدارة
شركة الخطوط الجوية التركية، وأثار آيجي الجدل في الفترة الأخيرة بسبب فضح
وقائع فساد داخل المؤسسة التي يدرها، كان أبرزها، حصوله على راتب شهري 150
ألف ليرة تركية (ما يعادل 25 ألف دولار)، مشيرًا إلى أن الأموال التي حصل
عليها منذ توليه ذلك المنصب (7 أبريل 2015) ولمدة عامين فقط، وصلت إلى 7
ملايين و200 ألف ليرة، حسب تصريحات الكاتب الصحفي علي كيديك في موقع
“Airporthaber” المتخصص في شؤون الطيران.
كيديك، أوضح أن كل هذا يمكن تجاوزه، إلا أن المفاجأة أن آيجي اشترى فيلا في منطقة كمير كاونتري ” Kemer Country” الفارهة في إسطنبول بمبلغ 2.5 مليون يورو، مشيرًا إلى أن هذا المبلغ ضعف ما يتقاضاه لمدة أربع سنوات متتالية، وأشار إلى أن آيجي يقيم في فندق عند السفر، تكلفة الليلة الواحدة فيه تساوي 45 ألف ليرة، لافتًا إلى أن شركة الخطوط الجوية التركية هي التي تتحمل التكلفة، كما تحملت الشركة أيضًا مبلغ 100 ألف ليرة لإقامة حفل بعيد ميلاد رئيس مجلس إدارتها.
صديقة إسراء
عائشة أراجازان، بدأت حياتها العملية بالعمل في أحد البنوك، قبل أن تؤسس
عملًا خاصًا بها، ثم انتخبت عضوًا في مجلس بلدية عمرانية التابعة لمدينة
إسطنبول، وفي 2009 عينت مستشارة لرئيس الوزراء إردوغان، وفي عام 2015
انتخبت نائبًا في البرلمان عن مدينة باليك أسير، وعينت مارس 2016، نائبة
لمستشار وزير الأسرة والشؤون الاجتماعية الحالي، ثم نائبة للوزير نفسه،
بوساطة من صديقتها المقربة إسراء ابنة إردوغان.
عائشة، مقربة للغاية من سمية وإسراء إردوغان، حتى أنها شغلت مناصب إدارية
عليا في وقف “الشباب والخدمات التعليمية في تركيا” (TÜRGEV)، ووقف “المرأة
والديمقراطية” (KADEM)، عائشة زوجة مصطفى أرجازان، أحد مؤسسي حزب العدالة
والتنمية، الذي كان وزيرًا للإسكان في حكومة عبد الله جول.
ترزي القوانين
“عبد الحميد جول”، هامان إردوغان وترزي القوانين المسمومة؛ هو صهر شرف
مالكوتش صديق إردوغان وكبير مراقبي القطاع العام، جول لعب دور “ترزي
القوانين” بجدارة داخل حزب العدالة والتنمية، عندما اختاره المؤتمر العام
الاعتيادي الرابع للحزب، ليشغل عضوية المجلس الأعلى للإدارة، ومن ثم استعان
به إردوغان، قبيل التعديلات الدستورية الأخيرة منتصف 2018، ليعد له
دستوراً يصنع منه ديكتاتوراً، وينسف كل مكتسبات التجربة الديمقراطية
التركية، ليمنحه سيده بعدها حقيبة وزارة العدل، ليكمل دوره في تدنيس محراب
العدالة، ويلقي بأحكامه الظالمة من فوق منصة القضاء، على رؤوس معارضي
الرئيس وعصابته.
زوجة مدير مكتب إردوغان
لطيفة سلوى تشام، تمكنت من دخول البرلمان عن حزب العدالة والتنمية خلال
انتخابات يونيو 2015، للمرة الأولى، وفي الانتخابات المبكرة التي عقدت في
نوفمبر من العام نفسه، زوجها هو سردار شام، المدير السابق لمكتب إردوغان،
بعدها عُين رئيسًا لوكالة التعاون والتنسيق التركية، التي يتخذها إردوغان
ستارًا لتمويل الجماعات الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط.
ابنة صديق إردوغان
زهراء زمرد سلجوق، ابنة صديق رجب إردوغان، وزير الثقافة السابق أتيلا كوتش،
تشغل منصب وزيرة العمل والخدمات الاجتماعية والأسرية، فضلاً عن عضويتها في
حزب العدالة والتنمية، أما شقيقها علي طه كوتش، فقد عين رئيسًا لمكتب
التحول الرقمي التابعة لرئاسة الجمهورية.
صهر صديق إردوغان
محمد كاساب أوغلو، وزير الشباب والرياضة الحالي، يُعرف بقربه الشديد من
إردوغان، وهو أحد مؤسسي العديد من الأوقاف، كما أنه صهر فيض الله كييكليك
البرلماني السابق ورئيس بلدية باغجلار في إسطنبول السابق، والصديق المقرب
من إردوغان.
عزبة صايان كايا
فاطمة بتول صايان كايا، تولت منصب وزيرة الأسرة والشؤون الاجتماعية، خلفًا
للوزيرة السابقة سما رمضان أوغلو، وأثارت الجدل وتسببت في خلافات وتوتر في
العلاقات بين تركيا وهولندا، في 2017، بعدما أصرت على التوجه برًا من
الأراضي الألمانية إلى القنصلية التركية في هولندا، بعد منع السلطات
الهولندية هبوط طائرة وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو.
بعد ساعة ونصف من الانتظار، وصلت كايا للقنصلية التركية في روتردام لتوقف
الشرطة الهولندية سيارتها، وتعلن أنها “شخص غير مرغوب به” على أراضيها،
وتقوم بترحيلها داخل سيارتها إلى ألمانيا ومنها إلى تركيا، بعدها غادرت
منصبها خلال التشكيل الوزاري الجديد يوليو 2018.
قبل أن تُعين في المنصب فقد تم اختيارها سابقًا بالمؤتمر الخامس لحزب العدالة والتنمية لتكون عضوًا في إدارة فرع مدينة إسطنبول، وساهمت في تأسيس قسم الإعلام الاجتماعي في إسطنبول التابع للحزب، كما عملت كايا أيضًا كمستشارة للرئيس أردوغان حتى 2012، وعملت كنائب رئيس مسؤول عن الشؤون الخارجية للعدالة والتنمية.
شقيقتها الصغرى، عائشة هلال صايان كويتاك، عينت مستشارة نائبة مستشار شقيقتها الكبرى، إلا انها لم تستمر وقررت الاستقالة من منصبها، وعينت بعد ذلك سفير تركيا لدى الكويت، وشقيقتها الأخرى نظمية سمية صايان، شغلت منصب عضو مجلس بلدية إسطنبول الكبرى، بيما تولى شقيقها عمر فاتح صايان كايا، منصب نائب وزير المواصلات والبنية التحتية، قادمًا من رئاسة لجنة تكنولوجيا المعلومات، بعدها عين نائبًا لرئيس مجلس إدارة الشركة القومية للإتصالات “تورك تيليكوم”.
مواقع – سنمار سورية الاخباري