يكاد يكون الإعلان الرسمي لما يُسمّى «صفقة القرن» الحدث الأبرز في الشرق الأوسط لما له من تداعيات وإرهاصات ومفاجآت وخلفيات قال عنها نتنياهو مزهواً في البيت الأبيض: «صفقة القرن هي فرصة لن نفوّتها»، ثم توجّه الى موسكو لمناقشة الأمر مع الرئيس بوتين، ولعلّ الأبرز في ملاحظات «الأقوياء» ما قاله ترامب: «إنها الفرصة الأخيرة أمام الفلسطينيين للحصول على دولة»، والفلسطينيون يريدون دولة تضمّ الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية مع حق العودة لخمسة ملايين فلسطيني مشرّد، ولا يمكن للمحتلّ أن يرضى بذلك.
وتقول صحيفة «الغارديان» البريطانية الصادرة صباح أمس: «خطة ترامب للسلام احتيال وليست صفقة»، وتقضي الخطة باستقطاع ثلث الضفة الغربية ومنحها لـ «إسرائيل» «تاركة الفلسطينيّين يعيشون في مجموعة من الجزر المنعزلة وسط بحر من الحشود اليهودية! وستؤدّي هذه القرصنة الى مصادرة جيل الشباب في «إسرائيل» وتحميلهم تبعات أعباء عسكرية سيواجهونها كما ليس من قبل، وهو بذلك يدشن سياسة تفجيرية محكومة بقصر نظر كارثي». ويقول محللون «إنّ صفقة القرن تجعل إسرائيل عرضة لمخاطر جمّة ما لم تكن هناك دولة فلسطينية الى جانب دولة إسرائيل».
الخاسر الأكبر بعد الفلسطينيّين هو منظمة الأمم المتحدة التي احتقر الرئيس الأميركي قراراتها ومن بينها القرار 242 وأسقط الشرعية الدولية. بينما قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس: لن تمرّ هذه الصفقة وستذهب إلى مزبلة التاريخ.
ومما لا شك فيه انّ «صفقة القرن» ستحدث لغطاً في العالم العربي المستكين ومواجهتها تتطلب نفوساً أبية وإرادة صلبة كإرادة الفلسطينيّين الذين يقاومون في غزة والضفة الغربية بصدور عارية وبطون خاوية وعزيمة لا تلين لتحرير فلسطين من البحر الى النهر مؤمنين بنصر من الله لا يأتيهم إلا وهم في ساحات الوغى والميدان يستبشرون بلقاء من سبقهم من المهاجرين والشهداء الأبرار «مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّـهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ٢٣ الأحزاب”
عمر عبد القادر غندور*
*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي