جددت طهران التحذير من مغبة استهداف مصالحها وأراضيها من قبل الكيان الإسرائيلي معتبرة على لسان رئيسها إبراهيم رئيسي أن أصغر عمل ضد مصالح إيران سيُقابل برد «هائل وواسع النطاق ومؤلم» ضد جميع مرتكبيه، لافتة في الوقت ذاته إلى أن الدعم «الأعمى» من بعض دول الغرب للكيان الصهيوني يشكل أرضية لزيادة التوتر في المنطقة.
وخلال اتصال هاتفي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين جدد الرئيس الإيراني التأكيد بأن طهران لا تسعى لأي تصعيد في الشرق الأوسط، وأشار رئيسي إلى أن تصرفات إيران كانت «قسرية ومحدودة بطبيعتها»، وشدد على عدم سعي إيران نحو مزيد من التصعيد.
وأكد الكرملين بهذا الصدد ثبات نهج روسيا وإيران المبدئي المتمسّك بالوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة وتخفيف معاناة الفلسطينيين، وتهيئة الظروف لحل سياسي ودبلوماسي للأزمة.
وأعرب الرئيس بوتين عن أمله في أن يتحلى الجانبان بضبط النفس وعدم إثارة موجة جديدة من المواجهة تهدد بعواقب كارثية على الشرق الأوسط بأسره.
التأكيد الإيراني المتواصل على عدم سعيها لأي تصعيد في المنطقة، وازاه ترقب عسكري تجاه أي خطوة إسرائيلية، وقال قائد القوة البرية للجيش الإيراني العميد كيومرث حيدري، في تصريح لـ«الميادين»: إن «القوات الإيرانية مستعدة دائماً للرد على أي تهديد مهما كان مستواه في أي مكان وأي زمان»، وتابع حيدري: إن «الرد الإيراني سيكون حاسماً وقوياً كالرد الذي تلقاه الكيان الصهيوني المزيف»، وأضاف: «سنكون دائماً حماة لشعبنا وحافظين لكرامة بلادنا».
بدوره، قال نائب قائد القوات البحرية للجيش الإيراني الأدميرال، حمزة علي كاوياني: إن «الجيش الإيراني وكل القوات المسلحة في البلاد مستعدة وعلى أعلى مستويات الجهوزية القتالية»، وأضاف: «سنرد رداً مدمراً على أي نظرة اعتدائية لبلادنا، وجهوزيتنا عالية براً وبحراً وجواً».
في غضون ذلك، أكد وزير الخارجية الصيني وانغ يي أن بلاده تدين بقوة وتعارض بشدة العدوان الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق الذي يعد انتهاكاً للقانون الدولي، ولفت خلال محادثة هاتفية مع نظيره السعودي فيصل بن فرحان إلى أن الصين تابعت تأكيد إيران بأن هجومها المضاد لا يستهدف أي دولة مجاورة وأنها مستعدة لمواصلة اتباع سياسة حسن الجوار بشكل مستمر، وأشار إلى أن الوضع الحالي ينطوي على الاختيار بين التدهور والعودة إلى الحياة الطبيعية.
من جهته قال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل: إن وزراء الاتحاد دعوا كل الجهات الفاعلة في الشرق الأوسط إلى الابتعاد عن الهاوية.
وأمام الرفض الدولي المعلن لأي محاولات تصعيد بالمنطقة كشفت التصريحات الأميركية المتتابعة عن مساعٍ أميركية لتهدئة الموقف التصعيدي الذي تخوضه تل أبيب، وقال منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي: إن الرئيس الأميركي جو بايدن أكد مجدداً أنه لا يريد مزيداً من الحرب مع إيران ولا اتساع الصراع أو تعميقه.
من جهته قال البنتاغون في بيان له: إن الوضع في المنطقة يعتمد على ما تقرّره إسرائيل وكيف يمكن لإيران أن ترد ولا نريد رؤية حرب مع إيران لكننا سنتخذ الإجراءات اللازمة لحماية إسرائيل.
وفي سياقٍ متصل، ذكر موقع «إكسيوس» الأميركي أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أبلغ مجموعةً من الزعماء اليهود الأميركيين أن المزيد من التصعيد مع إيران ليس بمصلحة الولايات المتحدة أو إسرائيل.
ولفت الموقع إلى أن التقييم الأميركي هو أن إيران سترد على أي ضربة إسرائيلية كبيرة وعلنية على أراضيها بهجمات جديدة بالصواريخ والمسيرات.
كذلك، نقل الموقع عن مسؤول أميركي قوله: إنه «سيكون من الصعب صدّ مئات الصواريخ والمسيّرات الإيرانية»، مؤكداً أن إسرائيل تعرف ذلك.