د. فايز رشيدالواضح بشكل تام، أن إسرائيل، بعد قراريها بتهويد القدس والجولان، والتأييد الأميركي لها في هذا المجال، وضعت خططا ليس لملأهما بالمستوطنات فقط، وإنما بتكثيف الاستيطان أيضا في الضفة الغربية، وهذا ما يثبت النوايا الإسرائيلية في ضم المناطق (C) في الضفة الغربية المحتلة، كما جرى التقسيم في اتفاقيات أوسلو. ذلك يُستنتج من التقرير، الذي أصدرته المنظمة الحقوفية الإسرائيلية (ييش يدين) الأسبوع الماضي، ونشرت أجزاءً منه صحيفة “هآرتس”. لقد كشفت المنظمة، عن قیام حكومة الاحتلال بإتمام عملیة شرعنتها لمعظم البؤر الاستیطانیة العشوائیة في الضفة الغربیة (70 بؤرة)، وذلك ضمن لجنة خاصة تم تشكيلها حدیثاً برئاسة القانوني زوندبرغ، وانحصرت مهمتها في تهيئة تسويغ القوانين الإسرائيلية لهذه الشرعنة . اللجنة قدّمت تقريرها لنتنياهو قبل أسبوعين، وبعد ذلك، جاءت توجهات الحكومة من خلال إصدار قرار لمجلس الوزراء المصغّر، سيعُرض لاحقا على الحكومة الجديدة، بعد ظهور نتائج الانتخابات، التي ستجرى يوم 9 إبريل الحالي. الحكومة الموسعة كانت قد أصدرت قرارا ببناء 130 ألف وحدة استيطانية جديدة في مستوطنات الضفة الغربية المحتلة، وقال موقع “سيروغيم” الإلكتروني الإسرائيلي، بأن المستوى السياسي في الحكومة، صادق على قرار بإنشاء شارع التفافي استيطاني يلتهم آلاف الدونومات في المناطق الزراعية الفلسطينية جنوبي مدينة نابلس.
هذا علما (وفقا لإحصائية عدالة – المركز الحقوقي لفلسطينيي 48، ووفقا أيضا لمركز المعلومات الفلسطيني) فإنه حتى نهاية 2017، فإن هناك ما يقل قليلا عن نصف مليون من المستوطنين اليهود في 250 مستوطنة وبؤرة استيطانية في الضفة الغربية المحتلة . أما في القدس الشرقية فإضافة إلى 17 مستوطنة أقيمت في مناطقها، فهناك 11حيّا في القدس الشرقية تم إسكان المستوطنين فيها.من الواضح أنه، بعد قرار ترامب باعتبار القدس “عاصمة لإسرائيل”، فإن إسرائيل زادت من وتائر طرد الفلسطينيين في المناطق التابعة للمدينة المقدسة،ومن ثمّ إنشاء مستوطنات جديدة فيها (الباب الأحمر وغيرها). ذلك، باعتبار “القدس عاصمتها”، (وفقا للكيان الصهيوني بالطبع) وهي ليست بحاجة إلى إعلان!. معروف، أنه يسكن في هضبة الجولان العربية المحتلة حوالي 20 ألف مستوطن، لكن خطة إسرائيلية تمت المصادقة عليها (وفقا للجنة المستوطنات الإسرائيلية) لإسكان 250 ألف مستوطن فيها خلال السنوات القليلة القادمة.
من الواضح أن نتنياهو، يحاول البحث عن انتصارات جديدة، في محاولة الفوز في الانتخابات التشريعية القريبة، وللأسف نجحت إسرائيل، مثلما ذكرت أنباء الأيام الأخيرة، في إحضار جثة الجندي الصهيوني باومل من مقبرة مخيم اليرموك بالقرب من دمشق، عن طريق تنظيم إرهابي سيطر على هذه المنطقة قبل تحرير قوات الشرعية السورية لها، الأمر، الذي ساهم في تعزيز وضع تحالف الليكود الانتخابي مع أحزاب اليمين المتطرف الصهيوني، مقارنة مع قائمة أبيض – أزرق (ألوان العلم الإسرائيلي) التي يترأسها الجنرال بيني غانتس رئيس الأركان الأسبق، ويشارك فيها شاؤؤل موفاز وزير الحرب الأسبق، والجنرال موشيه يعالون، فوفقا لاستطلاع أجرته صحيفة “يديعوت أحرونوت”، أصبح الفارق بين القائمتين 3 أصوات لصالح الليكود وحلفائه، بعد أن بينت استطلاع الأسبوع الماضي (أجرته صحيفة معاريف) أن الكفة تميل لصالح تحالف الجنرالات ولم تتردد الصحيفة في الحديث عن الاستثمار الانتخابي للموضوع من قبل نتنياهو، وذلك تحت عنوان “بمساعدة الدراما الإنسانية: نتنياهو يحاول التغطية على إخفاقاته”.. بدوره، قال موقع “واللا” الإخباري الصهيوني، إن العثور على رفات باومل، كان نتاج جهود استمرت 17 عاماً، حيث بذلها طاقم متخصص في البحث عن الجنود المفقودين من معركة السلطان يعقوب. لكن القناة “12″ الإسرائيلية، أكدت أن عملية استعادة جثة الجندي زخاريا باومل استمرت عامين.
الإذاعة الإسرائيلية العامة “مكان”، أكدت أن إعادة رفات باومل وحاجياته الشخصية، تمت عن طريق دولة ثالثة قبل أيام. وقد تسنى ذلك في أعقاب عملية سميت “زيمر نوغي” أي “أنشودة حزينة” وليس ضمن “صفقة”. ووفقا لذات الإذاعة، فقد تم تشخيص الرفات والتأكد من أنها تعود إلى باومل في معهد “الطب العدلي” في أبو كبير، بحضور الحاخام العسكري الأكبر البريغادير إيال كريم.
وعلمت عائلة باومل بالنبأ عن طريق رئيس “هيئة القوى البشرية” في الجيش الإسرائيلي الميجر جنرال موطي الموز. كما ابلغ الجيش الإسرائيلي عائلتي “المفقودين” الآخرين في معركة سلطان يعقوب، وهما يعقوب يهودا كاتس وتسيفي فلدمان بذلك. هذا إلى جانب عائلات الطيار رون أراد والجنديين اللذين تحتجز حركة “حماس” جثمانيهما في غزة وهما هدارغولدين وأورون شاؤول.
جملة القول، أن إسرائيل لن تجنح مطلقا للسلام، فالعدوان والاستيطان على الفلسطينيين والعرب، سيظلان من أبرز سمات وجود هذه الدولة، التي ستزول يوما، وستعود الأراضي المحتلة لأهلها غلابا.
الوطن العمانية –